تونس الصباح اثار استحداث تقنيات جديدة للتحوير الجيني اختلافات كثيرة في الرأي العام العالمي حول السلامة في مجال التكنولوجيا الاحيائية، من ذلك ما حدث مؤخرا في فرنسا من نقاش حامي الوطيس حول الذرة المحورة جينيا mono810 والتي اثبتت التجارب العلمية ان لها انعكاسات سلبية على التنوع البيولوجي، مما دعى السلطات الفلسطينية الى سحب التراخيص الخاصة بزراعتها ريثما يتم مزيد التدقيق فيها، فماذا عن الوضع في بلادنا وهل ان هناك اطارا قانونيا وترتيبيا لمراقبة الكائنات المحورة جينيا يضمن صحة الانسان والحيوان والبيئة؟ الكائنات المحورة جينيا هي نتاج للبيوتكنولوجيا والتطور العلمي حيث يتم تحوير احدى جينات الكائنات الطبيعية الى كائنات محورة جينيا ليلحقها بعض التغيير والتحول من جراء البحث العلمي ويعود سبب احداث هذا النوع من الكائنات الى ان النباتات العادية تتأثر بالافات الزراعية على غرار ملوحة الارض والجفاف والحشرات على خلاف التحوير الجيني الذي يمكن النبتة بفضل التطور العلمي من ان تكون لها اكثر قدرة على تحمل التغيرات والظروف المناخية والطبيعية الصعبة وبالتالي فهي قادرة اكثر على المقاومة. ووفقا لمصدر مطلع بالمركز الفني للصناعات الغذائية فان الكائنات المحورة جينيا لها مردودية كبيرة على القطاع الفلاحي خاصة بالنسبة للمناطق التي تعاني من ظروف طبيعية صعبة وقاسية. ومن بين المنتوجات التي وقع تحويرها جينيا «القطانيا» و«الصوجا» و«الكولزا» اما عن تأثير الكائنات المحورة جينيا على صحة الانسان فانه وعلى المستوى النظري اعتبر مصدرنا انه اذا تم تغيير جينة من جينات النبتة تتحول بفعل التحوير الى كائن جيني من الممكن ان ينتج مواد غير عادية مقارنة بالمنتج الطبيعي، ففي تغير الجينات هناك امكانية لانتاج بعض البروتينات التي تؤثر سلبا على صحة الانسان وتتسبب في اصابته بالحساسية او التسمم لذلك فان هناك لجنة مختصة تقوم بدراسة هذه النوعية من الكائنات على المستوى السمي واثار الحساسية ولا يتم الاذن بخروجها الى الاسواق وبيعها واستهلاكها الا بعد الموافقة عليها وبيان خلوها من اية عناصر تسبب التسمم او الحساسية. وبالتالي فان الكائنات المحورة المستوردة من الخارج تكون مؤمنة من المخلفات الجانبية. وقبل الموافقة على تمرير الكائنات المحورة جينيا في الاسواق يقع القيام بمجموعة من التحاليل والدراسات والتجارب على الحيوانات. هل تصمد النباتات امام الكائنات الجينية؟ وبالنسبة للصوجا والقطانيا اللتين تدخلان بلادنا بكميات كبيرة ومدى سلامتهما من الامراض افاد نفس المصدر ان هذين المنتوجين الموردين الى بلادنا يتم دراستهما وتقييمهما على المستوى السمي والحساسية وليس لهما تأثير سلبي على صحة الانسان أو الحيوان. والمخاوف القائمة حاليا هي ان يحيد الفلاح عن زراعة واستعمال النباتات الطبيعية مقابل تعويضها بالنباتات المحورة وهو ما من شأنه ان يؤدي على المستوى المتوسط والبعيد الى انقراض النباتات الطبيعية بما انها سريعة التأثر بالعوامل الخارجية على خلاف الكائنات المحورة جينيا القادرة على البقاء والمقاومة اكثر وهو ما يمثل منافسة حقيقية للنباتات الطبيعية. قريبا مشروع قانون لعرض وتوريد الكائنات المحورة جينيا وعن وجود قانون محدد وواضح المعالم ينظم كيفية انتاج ودخول الكائنات المحورة جينيا الى بلادنا من عدمه اتصلت «الصباح» بوزارة البيئة التي افاد مصدر بها انه وتأكيدا على الاهمية التي يكتسيها موضوع السلامة الاحيائية على الصعيدين الوطني والعالمي وباعتبار التطور السريع في مجال البيوتكنولوجيا، فقد تم تكوين لجنة وطنية استشارية للتدقيق في موضوع الكائنات المحورة جينيا تبعا لتوصيات لجنة سيتم احداثها بمقتضى امر في اطار مشروع التنظيم القانوني للسلامة الاحيائية. كما تتم حاليا في مستوى الوزارة الاولى الصياغة النهائية لمشروع القانون المتعلق بمراقبة الاستعمال المنعزل والنشر الارادي للكائنات المحورة جينيا وتوريدها وعرضها بالسوق في نطاق لجنة فنية تضم كل الوزارات المعنية. كما تتولى وزارة البيئة متابعة تنفيذ مشروع دعم القدرات الوطنية للسلامة الاحيائية الممول جزئيا بهبة من صندوق البيئة العالمي بكلفة جملية تناهز 1.3 مليون دينار ويهدف المشروع الى اعداد استراتيجية وطنية حول السلامة الاحيائية ودعم القدرات الوطنية في مجال التقييم والتصرف في المخاطر المنجرة عن الكائنات المحورة جينيا.