التعب والحرقة وآلام المفاصل المزمنة والتهاب الأوتار والتشنجات وخفقان العضلات أو الهزات كلها أعراض للجسم الحمضي بشكل مفرط على المدى الطويل يتم إفراغ الجسد من المعادن: تضعف العظام وتضعف العضلات ويمكن أن يرتفع ضغط الدم ويتراجع نظام المناعة الذي يصبح أقل فاعلية ويستقر التعب.. إن عملية الأيض métabolisme أي هضم المواد وتحويلها في الجسم ليس مناسبا بيولوجيًا للأنظمة الغذائية الحديثة عالية الصوديوم والبروتين الحيواني. يمكن لنظام غذائي غير متوازن (غني باللحوم والدهون الحيوانية والأوميغا 6 والسكر وقليل المعادن) ولكن أيضا الجهد البدني الكثيف والرياضة التنافسية وفقدان الوزن بصورة سريعة والوجبات الغذائية العصرية أن تسبب نقصا في المعادن القلوية وينتج عن ذلك اختلال في وظائف الكلى. لمقاومة فرط الحموضة سيبحث الجسم عن معادن قلوية مثل المغنيسيوم والكالسيوم في العظام لأن الأحماض يمكن أن تعرض الجسم للخطر. الأحماض لا تهاجم العظام فحسب بل تضر أيضا بالنسيج الضام tissu conjonctif وتسبب الألم والالتهاب كما أنها تحدّ من قدرات الجهاز المناعي وما ينتج عن ذلك من أمراض مثل الحساسية والأمراض الروماتيزمية والالتهابات المزمنة. تنتج الخلايا السرطانية العديد من الأحماض وهذه الأخيرة تسهّل عملية انتشار السرطان في الأنسجة الضامة والعظام. فالتوازن الجيد بين المواد الحامضة والمواد القلوية basique له أهمية كبيرة بالنسبة للصحة. فالفواكه والخضراوات هي الأساس لضمان توازن جيد لأنها غنية بالمواد الحيوية القلوية والأملاح المعدنية القلوية مثل السترات والبوتاسيوم والمغنيسيوم ولكنها تحتوي على كمية محدودة فقط من الصوديوم - تماما مثل خلايا الجسم. ما هي أسباب الحموضة؟ النظام الغذائي الحالي يعزز الحماض ويوفر قلويات أقل بكثير من حاجة الجسم: الكثير جدا من الصوديوم والقليل من البوتاسيوم والمغنيسيوم. فسوء التغذية وعدم ممارسة الرياضة والتوتر والإجهاد ومرض السكري وفقدان الوزن السريع يمكن أن تسبب زيادة الحمض في عملية التمثيل الغذائي. فالنظام الغذائي الغني بالمنتجات المكررة raffinés أو قلة النوم أو المستوى العالي من التوتر تساهم بشكل كبير في زيادة حموضة الجسم البشري. هكذا يصبح الجسم الحامض أكثر هشاشة الأمر الذي يمكن أن يسبب اضطرابات في العظام والعضلات ثم يزداد خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري أو الصداع النصفي أو الحساسية وأمراض القلب والشرايين والسرطان. كيف يمكن التعرف على الحموضة المفرطة في الجسم وما هي وسائل مكافحة حموضة الجسم البشري وجعله أكثر قلوية ومن ثمة استعادة توازن الحمض القاعدي الضروري لعمله الصحيح؟