الشروق مكتب الساحل: أطلق حزب البديل التونسي، الذي يرأسه مهدي جمعة أمس في اجتماع شعبي بمدينة قصر هلال، برنامجه لسنة 2019. وأعلن عن تموقعه داخل المشهد السياسي وعن خطته السياسية المباشرة لمعالجة الوضع في تونس. وأكّد جمعة خلال الاجتماع أنّ حزبه لن يقوم بأي تحالف مع القوى السياسية الموجودة على الساحة في الوقت الراهن وأنّ تحالفه الحقيق مع المواطنين، مشيرا إلى أنّ الحزب يشتغل على محورين أساسيين أولهما القرب والإنصات إلى شواغل النّاس عبر الزيارات الميدانية وثانيهما وضع برنامج واضح المعالم يكون قوامه العمل الميداني بمشاركة النّخب وأيضا عامة الناس. وردّا على تساؤل حول التحوير الوزاري المرتقب أكد جمعة أنّ التحوير يهمّ رئيس الحكومة وأنّ حزبه غير معني به. كما نفى احتمال التحالف مع «نداء تونس» مشيرا إلى أنّ الصورة الأخيرة التي جمعته بأمين عام الحزب سليم الرياحي كان إطارها تقديم واجب العزاء للرياحي بعد وفاة والده. ولا تحمل أية دلالة سياسية حسب قوله. وتحدث جمعة عن أهم المشاكل التي تواجهها تونس اليوم معتبرا أن سنة 2019 سوف تكون صعبة خاصة أن المديونية بلغت 20 % والضغط الجبائي على المواطنين مما حد من قدرتهم الشرائية حتى أنّ حجم دين كل مواطن تونسي بلغ 7500 د. كما تحدث عن المتقاعدين وكيف تمت إهانتهم وتهديدهم في مرتباتهم. واعتبر أنّ ذلك غير معقول. ووعد بالحفاظ على «هذه الفئة التي ضحت من أجل تونس» حسب قوله. وأكد رئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة أنّ «البديل التونسي» يعتمد في عمله على الزيارات الميدانية. وهذا نهج اختاره. وقطع عهدا على نفسه للمضي فيه بعيدا عن الظهور الإعلامي في «بلاتوهات الخصومات» حسب قوله. وقال القيادي في الحزب خميس قسيلة من جانبه إنّ «البديل التونسي» يسعى اليوم إلى تقديم الوجهة التي ستتجه إليها البلاد بعد فشل حكم «النهضة» و»النداء» معتبرا أن فرصة كبيرة ضاعت على تونس على امتداد السنوات الأربع الماضية بسبب الصراع على المواقع وأنّ تونس تعيش اليوم أزمة حكم لا أزمة حكومة. وقد بدت تداعياتها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وعلى المالية العمومية كبيرة. وأضاف قسيلة أن حزبه سيكون «قاطرة لرص صفوف القوى الوسطية والعمل على تشكيل قطب ديمقراطي مدني عصري يعمل على إعادة تشكيل المشهد السياسي» الذي وصفه بالسيئ وختم بالقول «نحن البديل، ولسنا لوحدنا. بل سننسج التحالف المفيد لتونس والذي يضمن ديمومة المشهد السياسي وديمومة الاستقرار».