مداخلات النواب، التي قدّمها رئيس مجلس النواب الشعب، محمد الناصر، على انها تعليق على الحادثة الإرهابية الأخيرة تحوّلت الى مساحة للاتهامات المتبادلة . تونس (الشروق) عقد مجلس نواب الشعب، امس، جلسة عامة تم في بدايتها السماح لرؤساء الكتل النيابية وممثلين عنها، للحديث عن الحادثة الإرهابية التي جدت في شارع الحبيب بورقيبة وتسببت في إصابة عدد من الأمنيين والمواطنين . المداخلات انقسمت بين، توجيه الاتهام والتبرير، حيث دعا نائب كتلة الجبهة الشعبية، عمار عمروسية، حركة النهضة إلى الاعتذار رسميا على تقديرها السياسي الخاطئ، مشيرا الى ان مسؤوليتها الجنائية، سيتم تحديدها لاحقا. واتهم عمار عمروسية كل مكونات «الترويكا» بإنعاشهم للإرهاب في تونس، مشددا على ضرورة ان يقدموا اعتذارا للشعب التونسي، لسماحهم بتغلغل الإرهاب في تونس، وأشار عمار عمروسية ، إلى وجود نائب في البرلمان الحالي، وهو وزير سابق، كان قد صرح بأن إطلاق سراح أبو عياض كان لغايات تكتيكية . الوحدة الوطنية واعتبر عمروسية أن تحقيق الوحدة للدفاع عن السيادة الوطنية أمر لن يتحقق مادام يوجد في تونس خونة، مشددا على وجود أطراف داخلية وخارجية متنفذة في الحكم لها مصلحة في الدم . أما نائب كتلة الحرة لمشروع تونس، صلاح البرقاوي، فقد شدد على تساهل السلطة مع الإرهابيين منذ بداية وجودهم في تونس، ودعا البرقاوي « كل المخطئين إلى الاعتراف بالمسؤولية السياسية.» وأشار صلاح البرقاوي، إلى أن كتلة الحرة قدمت منذ سنتين مشروع قانون يمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة لكن البرلمان لم يناقشه إلى اليوم. أما رئيس كتلة الائتلاف الوطني، مصطفى بن احمد فقد قال "ان ملابسات العملية الإرهابية التي جدت امس في تونس، كشفت جاهزية الوحدات الأمنية، وأشار بن احمد الى ان العملية الإرهابية تم تناولها بشكل عكسي عوض الحديث عن جاهزية الأمن التونسي، واستنكر مصطفى بن أحمد طريقة التعاطي مع العملية الإرهابية مشيرا الى انه وقع تقديمها كعنصر تخويف للسياح و المستثمرين ". تقسيم التونسيين أما رئيس كتلة حركة النهضة، نورالدين البحيري، فقد أشار الى وجود اطراف تريد تحقيق أهداف سياسية من خلال توجيه الاتهامات لأحزاب سياسية، وحذر البحيري من تقسيم التونسيين على أساس ايديولوجي أو فكري أو حزبي. وأكد رئيس كتلة حركة النهضة ان الاستثمار السياسي لدماء الشهيدين بلعيد والبراهمي، يخدم الإرهاب والإرهابيين، وأضاف البحيري قائلا "محاولات الإرهابيين لن تخفينا.. وإنها لثورة حتّى النصر".واعتبر البحيري ان المستهدف من العملية هو تونس ومستقبلها وحريّتها، مؤكدا ان هذه العمليات مآلها الفشل، لأن تونس مصممة على تحقيق أهداف ثورتها، على حد تعبيره. النداء يقاطع يواصل نواب كتلة حركة نداء تونس مقاطعة أشغال البرلمان، فبعد ان دخل بعضهم جلسة الامس، غادروا قاعة الجلسات العامة . ويذكر ان نواب النداء اعلنوا مقاطعتهم اشغال البرلمان الى حين حضور رئيس الحكومة يوسف الشاهد وتوضيح موقفه من مواصلة هيئة الحقيقة والكرامة لعملها بالرغم من مصادقة البرلمان على نهاية اشغالها.