بدأت الحياة الطبيعية تعود الى شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة الذي شهد يوم امس الاول عملية انتحارية شلت الحركة بالشارع واهتزت لها البلاد. تونس (الشروق) فمنذ الصباح الباكر توجه الموظفون الى دوائرهم الحكومية والبلدية والى المؤسسات الادارية والبنكية التي اغلقت ابوابها عشية امس الاول، وبدأت المحلات التجارية تفتح ابوابها، امام المواطنين، بعد ان اغلقت ابوابها اثر العملية الارهابية. فالشارع يعج بالناس والوحدات الامنية في كل مكان وفي كل زاوية، مع انسيابية في حركة الشارع، هذا هو المشهد امس بشارع الحبيب بورقيبة بعد يوم واحد من تنفيذ فتاة لعملية انتحارية بقلب العاصمة. الحياة تستمر فهذا الشارع هو مجمع لمحلات تجارية ومقاه ومطاعم وهو الامثل لرصد حركة الحياة، فقد فتحت امس جميع المحلات ابوابها وازدحمت بحركة المتبضعين والزائرين والمارة، اما المقاهي فانتشر بها الاصدقاء والاقارب الذي كان بعضهم يتجاذب اطراف الحديث والآخر يتصفح هاتفه ويدخن سيجارة. وفي هذا الشارع عادت حركة جولان المترو الخفيف بين محطتي الجمهورية وبرشلونة، والسيارات تدخل وتخرج من الشارع وسط مراقبة الجهات الامنية وشرطة المرور، والناس انتشروا بالمقاهي والمطاعم، وبعضهم يلتقط صور «السلفي» بالقرب من تمثال الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، وآخرون يلتقطون صورا لبعضهم البعض بالقرب من تمثال ابن خلدون والمجسم الكبير الذي يحمل عبارة .« I love tunis » اجراءات أمنية مكثفة كما يزال الشارع يشهد إجراءات امنية مشددة في معظم الانهج والزوايا المؤدية الى شارع الحبيب بورقيبة، ويتم تفتيش السيارات والتثبت من هويات المارة ورواد المقاهي، وهي حالة من الاستنفار الامني المكثف استوجبت وضع حواجز حديدية بالانهج المؤدية لشارع الحبيب بورقيبة. كما كانت الاستعدادات الامنية بشارع الحبيب بورقيبة على قدم وساق، فانتشرت الدوريات بالقرب من النزل والمؤسسات البنكية والانهج، وذلك تفاديا لاي طارئ. كما ضاعفت المحلات التجارية من الاجراءات الامنية، عبر اخضاع الزوار الى عملية تفتيش دقيق لملابسهم وحقائبهم، وذلك بعد تلقيهم تعليمات بمزيد الترفيع في درجة الحذر واليقظة. التمسك بالحياة وقد اقتربنا من بائع للفواكه الجافة، الذي قال ان الجميع عاد لمزاولة عمله ولم يتأثر شيء في حياة المواطن التونسي الذي اعتبر ان رده دائما هو الدعوة الى الحياة والتعايش لأن الحزن والخوف هو تماما ما يريده المجرمون وان هذا الشعب لن يمنحهم ما يريدونه. واكد عدد من المارة الذين التقتهم «الشروق» ان الحياة تستمر بعد العملية الانتحارية، وانه لا مكان للخوف والارهاب في قلوبهم، داعين الله ان يحمي البلاد ورجال الأمن والجيش من هذه العمليات الغادرة والجبانة. وقال عدد من المواطنين ان شارع الحبيب بورقيبة له دلالة اجتماعية وسياسية وان تسجيله لعملية ارهابية لن يثنيهم عن زيارة الشارع واحتساء القهوة ولقاء اصدقائهم. وبابتسامة أفادنا احد المارة، وهو كهل في العقد الخامس من عمره، ان خفافيش الظلام لن توقف الحياة، وان تونس ستبقى آمنة مهما شهدت من عمليات ارهابية جبانة تزيد من تمسك الشعب التونسي بالحياة. وللإشارة فقد اقدمت فتاة تبلغ من العمر 30 اصيلة ولاية المهدية على تنفيذ هجوم انتحاري بشارع الحبيب بورقيبة ادى الى اصابة أمنيين ومواطنين بجروح متفاوتة الخطورة.