تَجاوز الترجي فخّ «الهمهاما» بأقل جهد مُمكن لينطلق في التحضيرات للمواجهة القارية الكبيرة التي تَنتظره يوم الجمعة القادم ضدّ «الأهلاوية» في نطاق ذهاب نهائي رابطة أبطال افريقيا وهي الأمنية الأغلى للجماهير الصفراء والحمراء في موسم المائوية. وقد أجرى فريق الشعباني أمس حصّة لإزالة الإرهاق في مركب المرحوم حسّان بلخوجة ومن المنتظر أن تقوم الجمعية بحصتين أخريين اليوم وغدا قبل السّفر إلى الأراضي المصرية استعدادا للقاء «برج العرب». رحلة مصر من المُقرّر أن يُسافر الفريق غدا إلى مصر عبر رحلة جوية خاصّة وسيقود حمدي المدب البعثة الترجية التي سبقها إلى الاسكندرية المُكلّف ب»البروتوكولات» خميس الدريدي. وسيتكفّل الدريدي كعادته بالإشراف على كلّ الترتيبات التَنظيمية حتى تَستكمل الجمعية بقية تحضيراتها في ظروف مُمتازة من حيث الاقامة والتمارين. الجمهور حاضر أعلن الأهلي المصري أنه تحصّل على الضوء الأخضر لبيع 60 ألف تذكرة بمناسبة مواجهة الترجي في «برج العرب» وأكد الأشقاء في الوقت نفسه أن مكتب محمود الخطيب سَيخصّص مَدرجا كاملا للجماهير الترجية على أن تكون المُعاملة بالمثل في مباراة الاياب في رادس. وفي سياق مُتصّل بملف الحضور الجماهيري تفيد المعلومات التي بحوزتنا أن عددا من أحباء شيخ الأندية التونسية سيزحفون نحو الاسكندرية لتوفير الدعم للجمعية في هذه المواجهة الحاسمة على درب الزّعامة الافريقية. ومن المنتظر أن تَتّضح الأمور بخصوص أنصار الترجي بعد الاتّفاق على مُختلف الجوانب التنظيمية بين الجهات الدبلوماسية ووكلات الأسفار المَعنية بتنظيم مثل هذه الرحلات الخارجية. الحَسم في «برج العرب» يخطّط الإطار الفني للجمعية بقيادة الشعباني والتراوي للخروج من «برج العرب» بنتيجة ايجابية ومن شأنها أن تكون حاسمة للقبض على «الأميرة» الافريقية ولو أن الكثيرين يعتقدون أن الأمور لن تُحسم إلاّ في رادس خاصّة في ظل الخطورة الكبيرة ل»الأهلاوية» خارج الديار وهذه الحقيقة الدامغة يُثبتها التاريخ ويعرفها جيّدا فرسان تونس في المسابقات القارية. والمُهمّ أن الإطار الفني للترجي أكد أن الفريق يسعى جَاهدا لمفاجأة الأهلي في عقر داره وأمام جماهيره حتى تكون المَهمّة أسهل في مباراة العودة في تونس التي ستعيش فرحة كبيرة إذا نجح نادي «باب سويقة» في «الثَأر» من منافسه والتتويج بالكأس الافريقية يوم 9 نوفمبر في رادس. الأهلي يتعثّر في الوقت الذي انتصر فيه الترجي على فريق «بوقرنين» في إطار الجولة السَّادسة من سباق البطولة المحلية تعادل الأهلي في اليوم نفسه بهدفين لمثلهما أمام «الوصل» الإماراتي وذلك في إطار المسابقة العربية (أوكأس زايد). هذا التعادل رافقه إصابة للحارس محمّد الشناوي وهو ما سَيُجبره على الخضوع إلى برنامج تأهيلي أملا في استرجاع جَاهزيته لمباراة الترجي الذي قد تُسعد جماهيره لتعثّر فريق الفرنسي «كَارتيرون» خاصة أن التعادل أمام «الوصل» حصل في «برج العرب» وجاء قبل أيام معدودة من «فينال» رابطة الأبطال. وقد يقول البعض إن هذا التعادل المُثير من شأنه أن يُربك «الأهلاوية» ويزرع في صفوفهم بذور الشك وهو ما يؤكده خطاب المدرب الذي فسّر نصف العثرة أمام الإماراتيين بالتعب والانشغال برابطة الأبطال علاوة على التأثيرات السلبية لصافرة التونسي الصّادق السالمي التي تَغافل حسب «كارتيرون» عن ضربة جزاء واضحة للفريق المصري. الحديث عن اهتزاز معنويات الأهلي معقول ومقبول لكن تقاليد و»سوابق» الفريق تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن التعادل أمام «الوصل» ليس مقياسا حقيقيا للقدرات الفِعلية لصاحب الأرقام القياسية في التتويج برابطة الأبطال الافريقية (8 مناسبات). «فلسفة» الشعباني قَبل لقاء حمّام الأنف أعلم الشعباني لاعبيه بأن الفريق أمام حَتمية التَوفيق بين الالتزامات المحلية والقارية وأشعرهم بأنه لا مجال للتعلّل بالانشغال برابطة الأبطال لتبرير العثرات في البطولة وتكرار الاسطوانة المشروخة التي يقول أصحابها إنّ «الأبدان في رادس والأذهان في الكأس الافريقية» كما حصل بعد التعادل المُخيّب للآمال أمام «البقلاوة». وكان الفريق قد واجه آنذاك الملعب التونسي بتشكيلة سيطرت عليها الأسماء الاحتياطية وهو قرار اتّخذه بن يحيى أملا في منح العناصر الأساسية جرعة أوكسيجين قبل الرحلة الأنغولية. وقد كانت تلك الحسابات خاطئة بما أن الجمعية خسرت نقطتين ثمينتين في البطولة وانهزمت بهدف لصفر أمام «غرّة أوت» في «لواندا». ومن الواضح أن الشعباني الذي كان شاهدا ومُساهما في تلك الأحداث اتّعظ جيّدا من درس سَلفه بن يحيى وهو ما دفعه إلى التَعامل مع لقاء «الهمهاما» بمنطق الرّبح ليقينه بأن فريقا بحجم الترجي «كُتب» عليه الانتصار في كلّ المسابقات ومَهما كانت الضّغوطات والصّعوبات النَاجمة عن النَسق «الماراطوني» للمقابلات. فريق الشعباني اكتسح «غرّة أوت» ثمّ أطاح ب»الهمهاما» ولاشك في أن النجاح في التوفيق بين المنافسات المحلية والدولية من شأنه أن يُلغي تلك التبريرات الوهمية من قبيل الإرهاق وتشتّت الأذهان لأهمية مسابقة على الأخرى كما قال المباركي بعد تعثّر الجمعية في صفاقس وهو تصريح متشنّج لَقي استهجان شقّ من الأنصار الذين يَعتبرون أن «الكَوارجية» في الحديقة «ب» يَلهفون الملايين لتحقيق الانتصارات وحصد التتويجات على كلّ الواجهات. أوراق اضافية ضَرب الفريق عدة عصافير بحجر واحد بعد الانتصار على فريق «بوقرنين» المشهور بتمرّده على «الكِبار». وبالتوازي مع استعادة نغمة الانتصارات المحلية بعد التعادل والهزيمة ضدّ «البقلاوة» و»الس .آس .آس» رفعت الجمعية منسوب المعنويات قبل ساعات من السفر إلى مصر. كما أن الإطار الفني بقيادة الشعباني كسب أوراقا اضافية وبدائل جيّدة قد تُفيده في مُواجهتي الأهلي يومي 2 و9 نوفمبر في «برج العرب» ورادس. ومن بين هذه الأوراق نَذكر الحارس بن شريفية العائد إلى الواجهة بعد فترة من «البِطالة الاجبارية». ولاشك في أن معز قد يكون من الحُلول الناجعة في «الفينال» القاري خاصة في ظل اصراره الكبير على ردّ الاعتبار بعد أن كان من «المُتورّطين» في الانسحاب المرّ من النسخة الفارطة لرابطة الأبطال وقد كانت تلك الخسارة أمام الأهلي لا غَيره. ورقة ثانية قد يستفيد منها الفريق عند الضرورة وهي محمّد علي اليعقوبي الذي أظهر استعدادات طيّبة في محور الدفاع وأكد أنه لم يَتأثر ب»فِراق» بن يحيى على حدّ وصف بعض الظرفاء الذين كانوا يتوهّمون بأن علاقة المُصاهرة القائمة بين اللاعب والمدرب السابق للنادي كانت حاسمة لعودة اليعقوبي إلى الأجواء الترجية. أمّا الورقة الأهمّ و»الأخطر» التي غَنمها الشعباني فهي دون منازع هيثم الجويني الذي سجل أهدافا مُهمّة في رابطة الأبطال (ضدّ الوئام وكامبالا وغرّة أوت) قبل أن يواصل أمس الأول التألق ويَتقاسم مع البدري ثنائية الفوز على «الهمهاما». وتأتي «انتفاضة» هيثم في توقيت رائع قياسا ب»الأزمة» الراهنة للمهاجم الأوّل للجمعية طه ياسين الخنيسي.