بعد ست سنوات من الصّبر والانتظار يعود الترجي الليلة إلى أجواء النهائيات الافريقية عندما يصطدم في «برج العرب» بالأهلي في صراع من حَديد ونتمنّى أن تكون نتيجته الخِتامية لفائدة سفير الكرة التونسية الذي ينزل اليوم ضيفا على المصريين قبل لقاء ثان وحَاسم يوم 9 نوفمبر في رادس. الجمهور والدرس الكبير قَدّم الجمهور الأصفر والأحمر درسا بليغا في حبّ «المريول» بعد أن تحاملت فئة من الأنصار على الأوضاع ومشاق السفر من أجل «غَزو» «برج العرب» نُصرة لأبناء الشعباني في هذه المواجهة النارية والفاصلة على درب الزعامة الافريقية. ولم تَقتصر رحلات الترجيين إلى مصر على الكهول بل أنها شملت النساء والأطفال الصّغار حتى أن أحد الأحباء سافر بمعية ابنه الذي لم يَتجاوز عمره ثلاثة أشهر وهي حركة رمزية لابراز «الظاهرة الترجية» التي استولت على الملايين من القلوب في الداخل والخارج حتى أن مواطنا من النيجر التي تبعد عنا أكثر من ألفي كيلومتر استولى عليه عشق «المكشخة» (حسب التقرير الذي بثّته قناة «التاسعة» عن هذا المشجع الذي تمّ اكتشافه أثناء لقاء النيجروتونس). حسابات مُعقّدة يخوض الشعباني لقاء «برج العرب» بحسابات مُعقّدة بما أن الفريق يحتاج إلى خيارات بشرية وتوجّهات فنية ناجعة ليضمن النجاح في مباراة الذهاب دون استنزاف كامل الطاقات أوالتعرّض إلى عقوبات أوإصابات وهو ما من شأنه أن يبعثر أوراق الترجي في مباراة الاياب التي سيحتضنها رادس يوم 9 نوفمبر. وقد حدّد الشعباني الملامح العامة لتشكيلته المثالية قبل السّفر إلى مصر التي احتضنت الأشواط الأخيرة من التحضيرات الترجية لمواجهة الأهلي وتبدو كلّ الأسماء المَعنية بخوض اللقاء معلومة بإستثناء مركزين أوثلاثة سيطر عليهم الغموض لاعتبارات تَهمّ «التَكتيك» والجاهزية البدنية. في خط الدفاع ستكون الأولوية المطلقة لشمام والذوادي والدربالي وبن محمّد الذي لا استغناء عنه في الجهة اليسرى إلاّ إذا تأكد الإطار الفني بأن الأوجاع التي اشتكى منها خلال الساعات الأخيرة تَمنعه من الظهور بمستواه المعهود وعندها قد «يُكره» الشعباني على التخلي عن هذا العنصر المُؤثّر. في وسط الميدان سيكون التوازن هو عنوان التركيبة التي سيعتمدها معين لكسب الصّراع السَّاخن في هذه المنطقة الاستراتيجية التي قد يقودها «كوليبالي» و»كوم» والشعلالي على أن يُهاجم الفريق بالثلاثي المتكون من البلايلي والبدري والخنيسي الذي قد يُمكّنه مدربه من فرصة جديدة لينتفض ويقطع صِيامه عن التهديف في رابطة الأبطال. هذا طبعا ما لم يَسحب الجويني البساط من زميله ويظهر في مُقدّمة الهجوم خاصة أنه يعرف انتعاشة كبيرة في الفترة الحالية. والثابت أن الشعباني سيعمل على الاستفادة من «غضب» الخنيسي و»ثَورة» الجويني وذلك بغضّ النّظر عن المدّة الزمنية التي سيتحصّل عليها كلّ واحد منهما في المُواجهة المُكرّرة ضدّ «الأهلاوية». بالتوازي مع «الغُموض النسبي» حول خُطتي الظهير الأيسر والمهاجم للأسباب المذكورة هُناك مقعد آخر يثير الجدل وهو حراسة المرمى حيث تَعمّد الإطار الفني اشعال المنافسة بين الجريدي وبن شريفية وأجّلَ الكشف عن هُوية الحارس الأساسي حتى اللّحظات الأخيرة 6000 تذكرة من المُنتظر أن تُخصّص إدارة الأهلي برئاسة الخطيب حوالي ستة آلاف تذكرة للجماهير الترجية المُتوافدة على «برج العرب» ومن المُرجّح أن يكون الدخول بصفة مَجانية ولاشك في أن هذه التسهيلات الكبيرة ستفرض على لجنة التنظيم بالترجي ردّ التحية بِمِثلها في مباراة رادس. الجريء في الموعد يَحمل الترجي آمال كلّ التونسيين في سباق رابطة الأبطال ومن هذا المُنطلق حرص رئيس جامعتنا وديع الجريء على التواجد في مصر لتوفير الدعم للفريق وتذليل الصّعوبات التي قد تعترضه في «برج العرب». حضور الجريء في هذا «الفينال» الكبير يدخل في صميم الواجبات الموكولة للجامعة التي نتمنّى أن لا توظّف «عرق» الترجيين وتركب على الحدث خاصّة أن فُرسان تونس لم يعرفوا لرابطة الأبطال طريقا في عهد الجريء وهو ما قد يدفعه إلى استغلال تألق الفريق لينسب هذا النجاح إلى جامعته في حين أن النادي بلغ هذه المحطّة بفضل مُحبيه ومسؤوليه ولاعبيه ومدربيه وفيهم بن يحيى الذي لا ينبغي نِسايه في زحمة الأحداث. الاسكندرية طالع خير يحتفظ الترجي بذكريات جميلة في «مُحافظة» الاسكندرية بما أن شيخ الأندية كان قد تُوّج في ملاعب هذه المدينة ب»السوبر» الافريقي عام 1995 وتحصّل في المكان نفسه على البطولة العربية عام 2017 ويأمل الفريق أن تكون الاسكندرية «طَالع خير» أيضا في صراع اللّيلة ضدّ الأهلي.