هل تعلم أولا أن عدد أعوان ال SNCFT قد نقص إلى النصف أو أكثر مقارنة بالسنوات الماضية؟ وهل تعلم أن الخدمات المقدمة للمسافرين هي من سيئ إلى أسوأ على جميع المستويات؟ هل تعلم ان ورشات سيدي فتح الله كانت كخلية النحل.. أما الآن ف... «يفتح الله»؟ وهل تعلم ان العاملين في هذه الورشات كانت حواراتهم عندما يلتقون تقتصر فقط حول هذه القاطرة التي تتطلب الصيانة والأخرى التي يجب إصلاحها في القريب العاجل؟ كان ذلك بين الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي؟ وذلك بحكم العلاقة التي كانت تربطني ببعضهم! وهل تعلم ان هؤلاء كانوا مسؤولين في الجامعة والنقابة الأساسية، ونادرا ما يتحدثون عن الزيادة في الأجور والمطالبة بالمنح والساعات الاضافية، منحة رمضان وعيد الفطر والاضحى و.. و..؟ وهي مع الأسف الشديد تشمل كل المؤسسات والشركات والمصانع ولا تقتصر على ال SNCFT فقط! وهل تعلم ان السكة الحديدية كانت تربط في الماضي بين جل مدن وقرى البلاد؟ وان السكك التي دمرتها فيضانات 1969 مازالت كما هي على حالها؟ وهل تعلم سيدي ان كل وزير للنقل منذ الاستقلال حتى الآن كان يصرح في كل مناسبة ان المستقبل للسكك؟! أما التطبيق فهيهات؟!! هل تعلم انني طالبت أكثر من مرة أن يغادر مسؤول كبير مكتبه ويمتطي قطار الخطوط البعيدة ليعاين بنفسه معاناة المسافر المسكين؟ وهل تعلم سيدي الرئيس المدير العام لل SNCFT انه ليس من الصعب أن يقع تعيين منظفة من منظفات الشركة في كل قطار للقيام بتنظيف بيوت الراحة والأروقة على غرار منظفات بهو محطة القطار ببرشلونة؟ وهل تعلم انني شاهدت مرة سائحا أمريكيا (عرفت ذلك من لهجته) أراد أن يقضي حاجته البشرية ولكنه ما ان أطل على بيت الراحة حتى عاد مسرعا إلى مقعده بسبب الرائحة الكريهة المنبعثة من بيت الراحة.. فصبر المسكين وصابر من محطة بئر بورقبة إلى المحطة النهائية ببرشلونة ليتجه بكل سرعة إلى بيت الراحة؟ وهل تعلم انه من السهل جدا تعيين عون في كل قطار لمعاينة الأبواب المفتوحة والشبابيك وآلة التسخين والتبريد.. هذه الآلة المعطلة والتي ان اشتغلت ليكون القطار باردا في الشتاء وحارا في فصل الصيف؟! وهل تعلم انه في اليابان وغيرها من البلدان المتقدمة يحسبون التأخير بالثواني في السنة.. أما عندنا فيكون بالساعات والأيام! وهل تعلم سيدي ان مكتب الاعلام بالشركة لا يقوم بدوره.. فلا إعلام بتغيير الأوقات، ولا بالزيادة في الأسعار ولا بتغيير القاطرات من الدرجة الثانية للدرجة الأولى كقطار الواحدة وخمس دقائق مثلا؟! هل تعلم يا رئيس المدير العام لل SNCFT انه كان يقع الاعلان عن وصول القطار لكل محطة والسؤال: هل نحن نتقدم أم نتأخر؟ واسأل المشرفين على مترو الساحل فسيأتيك الجواب. وكم من مسافر ينزل في غير محطته؟ وهل تعلم سيدي ان السرقات قد كثرت وأصبحت يومية داخل قاطرات الخطوط البعيدة؟ فلماذا لا يوجد عون أمن داخل كل قطار على حساب الشركة؟! هل تعلم ان المراقب كان يجبر المسافر الذي لا يملك تذكرة ركوب على دفع ثمنها أو النزول في المحطة الموالية؟ أما الآن فقد أصبح المراقب يتسلم بطاقة التعريف ثم يعيدها للراكب «المرسكي» عند الوصول.. ثم تقولون ان من أسباب خسارة الشركة «الترسكية»؟ وهل تعلم سيدي انني أتمنى أن يصبح قطار الخطوط البعيدة كقطار الأحواز الجنوبية من حيث الراحة والنظافة واحترام الأوقات والتبريد صيفا والتسخين شتاء.. فهل علمت ان كلمة الحق ينبغي أن تقال عندما يتوجب الأمر ذلك حتى نكون موضوعيين؟ وهل تعلم ان تقدم البلدان يقاس بميدان النقل وخاصة نقل السكك الحديدية لأن النقل عندهم يعتبر شريان الحياة؟ وهل تعلم سيدي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للسكك الحديدية انني ربما أكون مخطئا في بعض ما جاء في مقالي هذا فالكمال لله وحده وبما أنني أستعمل القطار منذ أكثر من نصف قرن فإنني أحب أن تكون بلادي في مصاف البلدان المتقدمة في ميدان النقل عامة والنقل الحديدي بالخصوص.