عقدت مجموعة التعاون البرلماني مع بلدان افريقيا، بعد ظهر يوم الثلاثاء بقصر باردو، جلسة عمل مع ممثّلي وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج المكلّفين بملفات التعاون مع هذه البلدان. وأكدت سوسن المبروك، نائب رئيس مجلس نواب الشعب، أنّ هذا اللقاء يأتي في إطار تعزيز التنسيق بين البرلمان ووزارة الشؤون الخارجية، ويهدف الى بلورة رؤية مشتركة ترتكز على دعم الحضور التونسي في الفضاء الإفريقي، مبرزة الأهمية التي يكتسيها هذا التوجّه في ضوء الموقع الاستراتيجي لتونس، الذي يمكّنها من الاضطلاع بدور محوري في بناء شراكات مثمرة مع الدول الإفريقية. وأضافت، وفق بلاغ صادر عن البرلمان، أنّ اللقاء يمثّل مناسبة لاستيضاح الخطوط العريضة للسياسة الخارجية التونسية تجاه إفريقيا، بما يتيح للبرلمان المساهمة في معاضدة الديبلوماسية الرسمية، وتكريس مقاربة تقوم على العمل المشترك وتوحيد الجهود من أجل دبلوماسية تونسية ناجعة، قادرة على خدمة المصالح الوطنية وتعزيز مكانة تونس قاريا. من جهتهم، أبرز ممثلو وزارة الشؤون الخارجية عراقة العلاقات بين تونس وبلدان القارة الافريقية، وسعيها إلى تطوير شراكات متنوّعة ومثمرة معها، مستعرضين مجالات التعاون مع دول إفريقيا جنوب الصحراء كالصحة، والتعليم العالي، والتكوين المهني، وتكنولوجيا المعلومات والاتصال، فضلا عن التحديات التي يواجهها التعاون مع هذه البلدان، وإشكاليات النقل التي تقف عائقا أمام نسق التبادل التجاري. كما تطرقوا إلى محدودية التمثيل الدبلوماسي التونسي والحاجة الملحة لفتح المزيد من السفارات، بما يُيسّر التواصل والتنسيق مع الشركاء الأفارقة في مختلف المجالات. وأشاروا الى تواجد تونس في مختلف الهياكل الافريقية، ومنها الاتحاد الافريقي الذي تعد تونس من مؤسسيه، وعضويتها في الاتفاقية المنشئة لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية "Zlecaf "، فضلا عن احتضان تونس لبعض المؤسسات الافريقية ومنها بينها الى المركز الافريقي للأسواق المندمجة المزمع افتتاحه قريبا. وأكد النواب في تدخّلاتهم، ضرورة تعزيز انفتاح تونس على الفضاء الإفريقي، وبناء رؤية جديدة للعلاقات مع إفريقيا جنوب الصحراء تقوم على شراكة فاعلة، مطالبين بضرورة تكثيف المساعي لمعالجة موضوع الهجرة غبر النظامية. كما تطرقوا إلى ضعف التمثيل الديبلوماسي لتونس في عدد من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وقلّة عدد الخطوط الجوية المباشرة، بما يحدّ من فرص التعاون وانسياب المبادلات، داعين الى مضاعفة الجهود لمزيد تسهيل المشاركة في أنشطة مختلف الهياكل والمنظمات الافريقية، ومنها بالخصوص البرلمان الإفريقي.