تدخل المعركة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وايران وحليفها الاقتصادي الاتحاد الأوروبي مرحلة كسر العظام. حيث يستعد ترومب لفرض عقوبات صارمة على طهران فيما ترفض أوروبا ذلك. واشنطنطهرانبروكسيل (وكالات) وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترومب إيران، بأن العقوبات الأمريكية الجديدة ضدّها ستستمر إلى حين خضوعها، وقبولها باتفاق جديد يناسب واشنطن ويقطع طريق طهران نهائيا نحو صنع أسلحة نووية. وقال ترومب في بيان نشره البيت الأبيض: «نحث النظام الإيراني على التخلي عن طموحاته النووية وتغيير سلوكه المدمر واحترام حقوق شعبه والعودة إلى طاولة المفاوضات بحسن نية. ونسعى الى التعاون مع حلفائنا وشركائنا في هذه الجهود». وأضاف: «الولاياتالمتحدة لا تزال مستعدة للتوصل إلى اتفاق جديد أكثر شمولا مع إيران من شأنه أن يعرقل طريقها بشكل دائم إلى الأسلحة النووية الى حين تلك اللحظة. وعقوباتنا التاريخية ستنفذ بالكامل». وأعادت الولاياتالمتحدة فرض عقوبات واسعة النطاق ضد إيران، اعتبارا من يوم 7 أوت الماضي. وسيبدأ سريان مفعول الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية، اعتباراً من 5 نوفمبر الجاري. وتشمل القطاع المصرفي، والطاقة، والشحن، وبناء السفن في إيران وبنك إيران المركزي. ومن جهة أخرى أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيواصل العمل على إنشاء آلية مالية خاصة لتنفيذ المعاملات مع الجانب الإيراني على الرغم من العقوبات التي تفرضها الولاياتالمتحدة على الجمهورية الإسلامية. وقال الاتحاد الأوروبي، في بيان صدر أول أمس عن الهيئة الأوروبية للعلاقات الخارجية: «إننا -بصفة مشاركين في خطة العمل المشتركة الشاملة (الخاصة بالاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني)- ما زلنا متمسكين بمواصلة العمل على الاحتفاظ بالقنوات المالية الفاعلة مع إيران ودعمها، من أجل تأييد صادرات النفط والغاز الإيرانيين». وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه «يواصل العمل على هذه المسائل مع روسيا والصين ودول ثالثة مهتمة ببقاء خطة العمل المشتركة الشاملة». وبدورها أعلنت طهران أنها غير قلقة من إعادة فرض الولاياتالمتحدة عقوباتها على قطاعي النفط والمال في إيران مؤكدة قدرتها على إدارة شؤونها الاقتصادية رغم الإجراءات الأمريكية. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية «بهرام قاسمي» إن جهود واشنطن فشلت في دفع المصارف والشركات الدولية إلى قطع علاقاتها بإيران. كما اعتبرت الخارجية الإيرانية أن إعادة فرض العقوبات بمثابة سقوط أخلاقي وسياسي للإدارة الأمريكية. وأكدت أن إيران لن تسمح لإدارة الرئيس دونالد ترومب بتحقيق أهدافها غير المشروعة. وقللت الخارجية الإيرانية من تأثير هذه العقوبات الجديدة التي سيسري تنفيذها اعتبارا من يوم غد الاثنين، مؤكدة أنه لن تكون للعقوبات الأمريكية سوى تداعيات سلبية بسيطة على الاقتصاد الإيراني. رأي خبير الباحث في معهد باريس للجيوبوليتيك، فيصل جلول: «إعادة الولاياتالمتحدة لتفعيل عقوباتها ضد إيران لا يعني تراجعها عن رغبتها بالتفاوض، لأن هذه الرغبة جاءت بعد فشل التصعيد والترهيب واستخدام خطاب عنفي ضد إيران. وعندما فشلت هذه المحاولات في ترويع الإيرانيين، وبعد أن أصبح مفهوماً أن أفق صراع عسكري تنخرط فيه واشنطن مرة أخرى في الشرق الأوسط، ليس أمراً متاحاً».