وضعت العقوبات المجحفة التي فرضها الرئيس الامريكي دونالد ترومب على ايران العلاقة بين امريكا واوروبا في قلب عاصفة من المواجهة الاقتصادية باعتبار ان اوروبا اكبر المتضررين من هذه العقوبات. واشنطنبروكسيلطهران (وكالات) وصرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترومب أنه لا يطمح لأقل من سلام عالمي بعد إعادة فرض العقوبات على إيران، مؤكدا أن كل من سيتعامل مع إيران لن يتعامل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكتب ترومب في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، امس، إنه "تم فرض العقوبات رسميا على إيران، وهي العقوبات الأشد التي يتم فرضها، وفي نوفمبر المقبل ستصعد إلى مستوى آخر، وكل من يعمل مع إيران لن يعمل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، أنا لا أطمح لأقل من سلام عالمي". وتم إبرام اتفاق بين إيران والوسطاء الدوليين الستة (روسيا، الولاياتالمتحدة، بريطانيا، الصين، فرنسا، ألمانيا) في جويلية 2015، يفرض قيودًا على تطوير البرنامج النووي الإيراني في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية والمالية. وفي 8 ماي الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترومب عن الانسحاب من الصفقة الإيرانية واستئناف العقوبات في المستقبل إلى أن تغير السلطات الإيرانية سياساتها الداخلية والخارجية، فيما أعلن باقي الأعضاء التزامهم بالاتفاقية. وأكدت السلطات الأمريكية، امس، أنها ستعيد تدريجيا فرض العقوبات على إيران، تلك التي كانت قد ألغيت في إطار خطة العمل الشاملة. من جهتها أكدت مفوضة الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية فيدريكا موغيريني، أن الاتحاد يعتزم تشجيع الشركات التي ستوسع التجارة مع إيران بعد إعادة فرض العقوبات الأمريكية عليها. وشددت موغيريني في تصريحات صحفية خلال زيارتها إلى نيوزيلندا اول امس، على أن حق تحديد الأطراف التي تريد أوروبا التجارة معها يعود للأوروبيين أنفسهم، وأضافت: " سنبذل قصارى جهدنا لإبقاء إيران في الاتفاق النووي، كي يستفيد الشعب الإيراني اقتصاديا من هذا الاتفاق، لأننا نعتقد أن هذا يخدم المصالح الأمنية ليس لمنطقتنا فحسب، بل للعالم أجمع". وقالت: "نشجع الشركات الصغيرة والمتوسطة على وجه الخصوص على زيادة الأعمال التجارية مع إيران، باعتبار ذلك جزءا مما يمثل أولوية أمنية بالنسبة لنا"، موضحة أن التجارة جزء لا يتجزأ من الصفقة النووية. بدوره دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأوروبيين للعمل على إيجاد طرق للرد على العقوبات الأمريكية التي تفرضها واشنطن على طهران. وقال روحاني : "على أوروبا التخطيط للرد علي الحظر الأمريكي، وهي بطبيعة الحال اتخذت خطوات في هذا الشأن وقد لمست ذلك عن كثب خلال زيارتي الأخيرة إلى أوروبا وقد وعدت كل هذه الدول بأن لا تكترث للحظر". وأوضح أن "مشكلة الدول الأوروبية تتلخص في تعرض شركاتها للضغوط والعقوبات الأمريكية، وعلى هذا الأساس فإننا ما زلنا نتوقع من أوروبا اتخاذ إجراءات عملية، استنادا إلى الاجتماع الذي سيعقد في نهاية الشهر الجاري بين طهران والدول الخمس الأخرى وخاصة الاتحاد الأوروبي". وأكد روحاني أنه لا جدوى من أي مباحثات مع الولاياتالمتحدة في ظل العقوبات، مشيرا إلى أن المحادثات مع واشنطن يجب أن تبنى على الصدق وترمي إلى تحقيق نتائج. رأي خبير المحلل في (مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي) بيري كاماك: «الهدف الرئيسي من العقوبات الامريكية التي اعيد فرضها ليس ايران بحد ذاتها بل المؤسسات المالية الاجنبية التي تتعامل معها اذ ستطالب الادارة الامريكية الدول المرتبطة تجاريا مع ايران بالاختيار بين النظام المالي الامريكي او الايراني».