انتشار المخدرات في تونس تسبب في ارتفاع منسوب العنف وخصوصا العنف الجنسي أصبحت تونس خلال السنوات الأخيرة سوقا أساسية لترويج المخدرات بعد ان كانت منطقة عبور تونس/الشروق تسبّب انتشار المخدرات في تونس في ارتفاع منسوب العنف وخصوصا العنف الجنسي لتشهد البلاد جرائم اغتصاب غير مسبوقة استهدفت الجنسين. وليس هناك مؤشرات تفيد بأن هذا الخلل جاري التصدي له حماية للمجتمع ووقاية للضحايا. ومن الجرائم الصادمة التي تفاعل معها الرأي العام ما تم تسجيله خلال شهر سبتمبر الماضي حيث اُخْتُطِفت مراهقة عمرها 15 سنة من منزل اسرتها في قبلاّط من ولاية باجة وتعرضت والدتها وجدتها الى العنف الشديد مما تسبب في مقتلهنّ. ويشتبه في تعرض الضحية للتحرش والاعتداء الجنسي خاصة بعد تضارب تقارير الطب الشرعي بخصوص حالتها. كما سُجّلت خلال شهر سبتمبر الماضي حالة اغتصاب فظيعة تعرضت لها طفلة عمرها 3 سنوات في ام العرائس بولاية قفصة على يد جان هو كهل متزوج واب لطفلين. استهداف للجنسين هكذا تنوعت وتطورت اشكال العنف الجنسي بشكل يكاد يحوّلها إلى ظاهرة إجرامية خطيرة جدّا وتهدد سلامة وأمن المجتمع. عنف لم يعد يستهدف الإناث فقط بل هو يستهدف الجنسين وفي مختلف الاعمار وأصبح ربّما شكلا من اشكال العنف لتصفية الحسابات بين الخصوم. وما نذكره توثّقه الحالات خاصة منها تلك الأكثر بشاعة والتي تحدث بعيدا عن أنظار الإعلام وبالتالي أنظار الرأي العام. ومن ضمن هذه الحالات المسكوت عنها لاعتبارات اجتماعية بالأساس زنى المحارم أي حالات الاعتداءات الجنسية التي تتم داخل الأسرة الواحدة. وهي حالات تتطلب تعزيز الدولة لمجهوداتها لمجابهة هذه الجريمة الخطيرة والمسكوت عنها والتي تولّد بدل الجريمة جرائم. فمطلوب من السلطات الجهوية تطوير آليات رصدها لهذه الجرائم وعدم الاكتفاء بمعالجتها امنيا وقانونيا بل أيضا معالجتها نفسيا واجتماعيا. ومن بين جرائم الزنى التي حدثت خلال الأيام القليلة الماضية ما حدث لسيدة في منطقة العوامرية بمعتمدية الشبيكة من ولاية القيروان. هذه الخمسينية، بطلة قصتنا، منعتها غريزة الامومة في مرحلة أولى من التشكي لدى الشرطة من تعرضها للتحرش الجنسي على يد ابنها البالغ من العمر 28 سنة وذي السوابق العدلية والذي استمر في تهديدها بأنه لن يتركها حتى تلبّي رغبته. وكانت تخاف عليه من العقوبة لكن حدث ما أجبرها على اللجوء الى القانون. يوم الحادثة استغل الابن تواجده مع امه لوحدهما في المنزل وطلب منها مده ببطارية شحن هاتفه الجوال التي كانت بغرفة النوم ثم حاول التهجم عليها للاعتداء عليها جنسيا الا أن الام أفلتت منه واشتكته للأمن. هناك قصص أخرى موجعة حدثت في اطار تنامي العنف الجنسي في البلاد والذي لم يسلم منه أحد من ذلك اغتصاب مسنة في معتمدية الميدة بولاية نابل بعد ان ترصدها الجاني منتصف الشهر الماضي واغتصاب سيدة كانت في طريقها الى منزلها بعد إيصال أبنائها الى المدرسة في القيروان واغتصاب شابة من قبل صديقيْ خطيبها في سوسة بعد ان طلب منهما نقلها على متن التاكسي التي كانا يستقلانها وذلك بسبب تعطل دراجته النارية وتحويل وجهة امرأة كانت برفقة صديقها وصديقيْه بعد ان اعتدى الصديق بالعنف على مرافقها. كما تعرضت طفلة عمرها 14 سنة الى الاغتصاب من قبل جارهم المتزوج وتصويرها بالفيديو لتهديدها في حال كشفت أمره وتضاعفت الجريمة بحمل الطفلة. انتشار المخدرات في نهج الجزيرة بالعاصمة اعترف 3 شبان باحتجازهم شريكهم في السكن وتناوبوا على الاعتداء عليه جنسيا. كما اعترف أحدهم بأنهم كانوا تحت تأثير الأقراص المخدرة والخمر. أما في وسط مدينة باجة فتعمّد شاب تحويل وجهة مراهقة (18 سنة) من داخل محل «بيتزاريا» تحت التهديد وتوجه بها إلى إحدى المدارس الإعدادية بالمدينة حيث واقعها غصبا. وفي سوسة اختطف أربعة شبان من ذوي السوابق العدلية ويمتهنون بيع الخمر خلسة جارهم البالغ 22 سنة من العمر. واعتدوا عليه بالضرب بعد تعريته وربطه في شجرة في غابة زيتون ثم مفاحشته لمنعه من منافستهم في بيع الخمر خلسة. وهذه الاعتداءات تم أغلبها تحت تأثير استهلاك المخدرات وهو عامل جعل الجريمة في تونس تدخل مرحلة التطرف والجنون من ذلك محاولة شاب اغتصاب امه كما ذكرنا سابقا. وقد أصبحت تونس خلال السنوات الأخيرة سوقا أساسية لترويج المخدرات بعد ان كانت منطقة عبور وفقا لما كشفته مصادر أمنية. وتمثل العاصمة سوقا مركزية للترويج فيما تمثل المناطق الحدودية مثل قفصة والقصرين وتوزر والكاف وجندوبة وبنزرت مناطق عبور. ويتم تهريب القنب الهندي او «الزطلة» من المغرب عبر الجزائر باتجاه تونس. ويُلقّب المهرّب ب»الحاج» وهو عادة جزائري الجنسية ويتزعم مافيا التهريب وفي مرتبة ثانية يكون المهرب تونسي الجنسي. وقد نجحت هذه المافيات في تهريب ما يعادل 200 كلغ من «الزطلة» شهريا في اتجاه سوسة خلال السنوات 2012 و2013 و2014 حيث تعمّد عنصر ما فيوزي يلقّب ب»الكبار» تهريب هذه الكميات على شحنات تقدر حمولة كل شحنة ب50 كلغ. أما «الغبرة» وهي تتضمن مادة الكوكايين والهيروين و»الماريخوانا» فيتم تهريبها جوّا وبحرا من اوروبا ومن البرازيل. وتكون في شكل كبسولات يبتلعها المهرّب او داخل إطارات السيارات او حتى داخل المحركات. حدث هذا في الوقت الذي تزايدت فيه التصريحات بخصوص حالات الفساد في صفوف المصالح الديوانية والأمنية في المعابر الحدودية وتغوّل التهريب وخلقه دولة موازية ومجتمعا بديلا فيه أموال طائلة وفيه مصارف وثروات واختصاصات في التهريب وفيه أيضا أصحاب نفوذ تمكنوا من اختراق أحزاب وحازوا النفوذ. ولئن تصدّى القانون التونسي لمختلف هذه الجرائم سواء الجنسية منها او جرائم ترويج واستهلاك المخدرات فإنّ تطبيق هذه النصوص القانونية يتعارض مع واقع الفساد الذي استشرى في مفاصل الدولة في ما يتعلق بمكافحة جريمة التهريب والسوق السوداء وحماية الحدود وهو الحل السحري للتصدي لمنسوب الجريمة التي افرزها انتشار المخدرات. فالمؤشرات الرسمية حول استهلاك المخدرات مفزعة ومنها رغبة ما لا يقل عن 80 بالمئة من التلاميذ في تعاطي المخدرات وفقا لدراسة سابقة أعدتها إدارة الطب المدرسي والجامعي. 800 حالة عدد ضحايا الاعتداء الجنسي في الفترة الممتدة بين أفريل 2016 وافريل 2017 وفقا لارقام وحدة انجاد الطب الشرعي الاستعجالي بشارل نيكول. ٪65 من حالات الاغتصاب المسجلة طالت أطفالا دون سن 18 عاما. ٪80 من حالات الاغتصاب دون سن 18 عاما من الإناث وفقا لمنصف حمدون من وحدة انجاد الطب الشرعي الاستعجالي بشارل نيكول. 8 هو عدد قضايا الاغتصاب التي يتم البت فيها شهريا في المحاكم التونسية وفقا لارقام صادرة عن وزارة العدل نُشِرتْ بداية السنة الجارية 101 هو عدد جرائم الاغتصاب المسجلة خلال السنة القضائية 20152016 .