أكثر من 8 قضايا اغتصاب يبتّ فيها القضاء التونسي شهريا وفق إحصائية حصلت عليها «الصباح» من وزارة العدل تفيد أن عدد القضايا التي تم فصلها في جرائم الاغتصاب خلال السنة القضائية 2015-2016 حيث بتّت في 101 قضية اغتصاب أي بمعدل 8.4 قضية شهريا. وقد بلغت الاحكام فيها حد السجن المؤبد والاعدام مع العلم أن الضحايا من الجنسين اناثا وذكورا. وكان رئيس قسم الطب الشرعي بشارل نيكول ورئيس وحدة الانجاد، منصف حمدون خصّ «الصباح» بإحصائية حول جرائم الاعتداء الجنسي وقال إن عدد ضحايا الاغتصاب فاق خلال سنة واحدة 800 حالة (الفترة الممتدة بين افريل 2016 وأفريل 2017) توافدت على وحدة إنجاد الطب الشرعي الإستعجالي بشارل نيكول، التي ّ تم إحداثها في أفريل 2016 لاستقبال ضحايا الاعتداءات وبالخصوص الاعتداءات الجنسية من نساء وأطفال. ووفق منصف حمدون فإنّ 65 بالمائة من حالات الاغتصاب المسجلة طالت أطفالا دون سن 18 سنة و80 بالمائة منهم من الإناث، وشملت جميع الحالات من ذلك الاغتصاب وشبهة الاغتصاب والاعتداء بالفاحشة. أبشع الجرائم التي عرفها المجتمع.. الاغتصاب هو من أكثر الجرائم التي تضرب العائلة في مقتل وقد عرف المجتمع التونسي كغيره من المجتمعات جرائم اغتصاب فظيعة كان بعضها متبوعا بالقتل ومن اكثر الجرائم التي ظلت راسخة في الذهنية الشعبية الجرائم ال14 التي ارتكبها «سفاح سوسة» الذي استهدف اطفالا ونساء وحتى مسنّين. «سفاح سوسة» ألقي عليه القبض سنة 2005 اثر ارتكابه سلسلة من الجرائم ليعترف حينها بقتله طفلة بجهة الشفّار بعد اغتصابها وامرأة متزوجة بجهة طينة لاقت نفس المصير كما اعترف بعدة جرائم قتل مسبوقة باغتصاب امتدت مجالاتها الى العاصمة وولايات جندوبةوصفاقسوسوسة وضحاياه اطفال دون العشر سنوات ومراهقات لم يتجاوزن سن الخامسة عشرة. وقد أسدل الستار على جرائم سفاح سوسة سنة 2013 بالنهاية الحتمية التي تتماشى وطبيعة جرائمه ونية الإضمار وفظاعة التنكيل بضحاياه في 14 جريمة من أبشع الجرائم التي عرفتها الإنسانية وقد حوكم بالإعدام شنقا حتى الموت والغريب في الامر أن «سفاح سوسة» بدا هادئا جدا خلال محاكمته وقال بكل برود «أنا لست نادما ولا آسفا على كل الجرائم التي ارتكبتها». سفّاح آخر احترف الاغتصاب والقتل طفى اسمه على ساحة الأحداث سنة 2014 حيث تمكن من اغتصاب ثلاث نساء وقتل اثنتان منهن في حين اعتدى بالفاحشة على سبعة أطفال وسفاح صفاقس واجه بدوره نفس النهاية الحتمية التي واجهها سفاح سوسة. جريمة اغتصاب تترفع عنها الحيوانات المفترسة جدت السنة الماضية وشغلت الرأي العام المحلي وحتى الأجنبي..اغتصاب عجوز تبلغ من العمر 86 سنة بمنزلها الكائن بحي نهج صفاقس بمدينة القيروان بطريقة فظيعة من طرف مجموعة من ابناء الجهة «محربشين» تسللوا الى منزلها المتكون من غرفة واحدة ثم تداولوا على اغتصابها وقتلها بوحشية. واعترف المتهم الرئيسي بأنه والشبان الذين كانوا معه اغتصبوا العجوز وعندما حاولت الصياح والاستنجاد بالجيران قام أحدهم بخنقها ثم غادروا المكان بسرعة معتقدين أنها كانت في حالة إغماء. أحكام تصل الاعدام.. تصدّى المشرع التونسي للجرائم الجنسية بمختلف أنواعها وجرم التحرش والمواقعة غصبا والمفاحشة واللّواط والمساحقة والتجاهر بما ينافي الحياء والفرار بقاصر ومواقعة فتاة لم تبلغ سن الرشد والزنا والزواج على خلاف الصيغ القانونية. وينص الفصل 227 من المجلة الجنائية على انه يعاقب بالإعدام كل من واقع أنثى غصبا باستعمال العنف أو السلاح أو التهديد به. وكل من واقع أنثى سنها دون العشرة أعوام كاملة ولو بدون استعمال الوسائل المذكورة. ويعاقب بالسجن بقية العمر كل من واقع أنثى دون رضاها في غير الصور المتقدمة. ويعتبر الرضا مفقودا إذا كان سن المجني عليها دون الثلاثة عشر عاما كاملة. ويعاقب بالسجن مدة ستة أعوام كل من واقع أنثى بدون عنف سنها دون خمسة عشر عاما كاملة. وإذا كان سن المجني عليها فوق الخمسة عشر عاما ودون العشرين سنة كاملة فالعقاب يكون بالسجن مدة خمسة أعوام والمحاولة موجبة للعقاب. وزواج الفاعل بالمجني عليها في الصورتين المذكورتين يوقف التتبعات أو آثار المحاكمة. وتستأنف التتبعات أو آثار المحاكمة إذا انفصل الزواج بطلاق محكوم به إنشاء من الزوج طبقا للفقرة الثالثة من الفصل 31 من مجلة الأحوال الشخصية وذلك قبل مضي عامين من تاريخ الدخول بالمجني عليها. أما الفصل 228 فينصّ على أنه يعاقب بالسجن مدة ستة أعوام كل من اعتدى بفعل الفاحشة على شخص ذكرا كان أو أنثى دون رضاه ويرفع العقاب إلى اثني عشر عاما إذا كان المجني عليه دون الثمانية عشر عاما كاملة. ويكون العقاب بالسجن المؤبد إذا سبق أو صاحب الاعتداء بفعل الفاحشة في الصورة السابقة استعمال السلاح أو التهديد أو الاحتجاز أو نتج عنه جرح أو بتر عضو أو تشويه أو أي عمل آخر يجعل حياة المعتدى عليه في خطر. واما الفصل 228 مكرر فينص على أن كل اعتداء بفعل الفاحشة بدون قوة على طفل لم يبلغ من العمر ثمانية عشر عاما كاملة يعاقب بالسجن مدة خمسة أعوام والمحاولة موجبة للعقاب. وينص الفصل 229 على أن العقاب يكون ضعف المقدار المستوجب إذا كان الفاعلون للجرائم المشار إليها بالفصل 227 مكرر و228 و228 مكرر من أصول المجني عليه من أي طبقة أو كانت لهم السلطة عليه أو كانوا معلميه أو أطباءه أو جراحيه أو أطباء للأسنان أو كان الاعتداء بإعانة عدة أشخاص. واما الفصل 230 فينص على أن اللواط أو المساحقة إذا لم يكن داخلا في أي صورة من الصور المقررة بالفصول المتقدمة يعاقب مرتكبه بالسجن مدة ثلاثة أعوام. جريمة وعقاب.. من بين جرائم الاغتصاب التي صدرت فيها عقوبات مشددة جريمة جدت وقائعها بضاحية المرسى حيث تعرضت عجوزا ناهزت الثمانين من العمر الى الاغتصاب بوحشية حيث اقتحم شخص منزلها وضربها على رأسها عندما حاولت مقاومته وقد قضت المحكمة الابتدائية بتونس بسجنه بقية العمر وتبين انه اغتصب في وقت سابق عجوزا تقطن بضاحية قمرت.