لتحسين اوضاع مدارسنا ولضمان احسن جودة لتعليمنا يؤكد المجتمع المدني المهتم بالشأن التربوي على اهمية الاصلاح التربوي من داخل المؤسسة التربوية ومعالجة الهنات الموجودة صلبها . تونس (الشروق) تحت شعار الاصلاح يبدأ من المدرسة التأمت بمقرّ المنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعلوم نهاية الاسبوع الماضي ندوة علميّة وذلك بالتّعاون بين الألكسو وكلّ من الجمعيّة التّونسيّة لجودة التّعليم والمنظّمة التّونسيّة للتّربية والأسرة والجمعيّة التّونسيّة للأولياء والتّلاميذ والاتّحاد التّونسيّ للصّناعة والتّجارة وذلك في إطار المبادرة المجتمعيّة: «مدرستنا غدنا» وخلال تقديم مشروع المعيار الوطنيّ للجودة في المؤسّسات التّربويّة قال الاستاذ سليم قاسم - رئيس الجمعيّة التّونسيّة لجودة التّعليم ان معيار الجودة في المؤسّسات التّربويّة هو أداة مرجعيّة تعتمدها النّظم التّربويّة المتطوّرة عبر العالم، في إطار نظرة تضع المدرسة في قلب المنظومة التّربويّة وتراهن عليها للرّفع من أداء هذه المنظومة. واضاف ان الجمعية التّونسيّة لجودة التّعليم قامت ببناء المعيار الوطني للجودة في المؤسّسات التّربويّة وفقا لمقاربة منظوميّة تأخذ في الاعتبار كافّة المكوّنات ذات الصّلة بالمؤسّسة التّربويّة، وتعمل على بناء العلاقات بينها على أساس الحوكمة الرّشيدة وقواعدها الضّامنة للفاعليّة والمقلّصة للهدر على مختلف المستويات. ويهتمّ المعيار الوطني للجودة في المؤسّسات التّربويّة بثمانية مجالات هي البنية التّحتيّة والتّجهيزات والموارد البشريّة والنّتائج المدرسيّة والصّحّة والسّلامة والحياة المدرسيّة والقيادة والتّسيير ومؤسّسة المواطنة، وتضع الوثيقة 3 معايير لكلّ مجال، يتم الاستدلال على كلّ معيار منها ب 3 مؤشّرات، وبذلك تبلغ جملة المؤشّرات التي يتمّ قياسها 72 مؤشّرا، من شأنها أن تضع خارطة طريق واضحة أمام إدارة المدرسة وشركائها، وأن توفّر لصنّاع القرار محلّيّا وجهويّا ووطنيّا لوحة قيادة متكاملة تمنحهم صورة دقيقة وحينيّة عن واقع المؤسّسات التّربويّة، وتساعدهم على وضع الخطط والبرامج لتطوير هذا الواقع. وبذلك يوفّر المعيار الوطني للجودة في المؤسّسات التّربويّة الأداة والمنهجيّة الضّروريّتين من أجل الارتقاء بالمدرسة، عموميّة كانت أم خاصّة، ومن ثمّة الارتقاء بأداء المنظومة التّربويّة كلّها. رؤية مغايرة وذكر الاستاذ سليم قاسم ان الهدف من تنظيم الندوة هو تقديم رؤية عمليّة مغايرة للإصلاح التّربويّ، تنأى عن المقاربات المسقطة المتعالية عن الواقع، وتضع المؤسّسة التّربويّة في قلب مشروع الإصلاح، باعتبارها الفضاء الذي ينظّم عمليّة التّعلّم والتّعليم ويحتضنها. وتنطلق النّدوة من فرضيّة تعمل المداخلات العلميّة المقدّمة خلالها على إثباتها، وهي أنّه من اليسير تحقيق تحسّن كبير وسريع في مخرجات العمليّة التّربويّة في صورة تطبيق منظومة فعّالة لإدارة الجودة داخل المؤسّسة التّربويّة، إذ من شأن هذه المنظومة أن تطوّر حوكمة المؤسّسة وتخفّف ما تتعرّض إليه من ضغط يوميّ، بفضل التوزيع المحكم للأدوار والمسؤوليّات، وهو ما يسمح للمدرسة باسترجاع دورها التّربويّ حتّى تؤدّيه بقدر أعلى من الفاعليّة والنّجاح. وتحت عنوانمن جودة المؤسّسات التّربويّة إلى جودة النّظم التّعليميّة: قراءة في مساهمة المنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعلوم في تطوير أداء النّظم التّربويّة في الدّول العربيّة استعرض الدكتور لطّوف العبد الله: مدير إدارة التّربية المكلّف - الألكسو) مختلف الاستراتيجيّات والخطط والمشاريع والمرجعيّات والأدلّة والدّراسات التي أعدّتها الألكسو، وبيان اندراجها ضمن مشروع شامل لبناء الإنسان المتوازن القادر على تحقيق نجاحه الفرديّ والمساهمة في تحقيق النّجاح الجماعيّ. وفي مداخلته حول المدرسة الخاصّة شريك فاعل في خدمة المنظومة التّربويّة اكد الاستاذ مراد غلاّب – مستثمر على ضرورة التّركيز على التّكامل بين المدرسة العموميّة والمدرسة الخاصّة، مع إبراز سعي هذه الأخيرة إلى الاستجابة إلى معايير الجودة بحكم منطق المنافسة الذي تخضع له، وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجابيّا على المنظومة التّربويّة ككلّ. واشار الاستاذ رضا الزّهروني - رئيس الجمعيّة التّونسيّة للأولياء والتّلاميذ الى أهمّيّة بناء مقاربة تشاركيّة لإدارة الشّأن التّربوي على مستوى المدرسة، يؤدّي فيها الوليّ دوره كمنتفع بالخدمة، من حقّه المطالبة بتحسينها نوعيّتها، وهو ما يفترض تفعيل مجلس المؤسّسة واعتماد قواعد الشّفافيّة والمساءلة الضّامنة للاستجابة لقواعد الحوكمة الرّشيدة. توصيات الخبراء العمل على صياغة مجلة قانونية للتربية، مع تأكيد لامركزيّة الخدمات غير التّربويّة (إنشاء، تجهيز، صيانة، نقل، إعاشة، إقامة، صحّة...) وتشريك الجهة في ذلك بشكل مباشر. منح صلاحيّات أكبر لمدير المؤسّسة التّربويّة، مع وضع مقاييس دقيق لإسناد هذه الخطّة، وتوفير التّكوين المعمّق اللاّزم، والارتقاء بالوضعيّة الإداريّة. تفعيل منظومة إدارة الجودة في المؤسّسات التّربويّة، مع نشر تقارير الرقابة والتّفقّد والتّدقيق تكريسا لمبدأ الشّفافيّة. تنظيم دورة لتكوين مدقّقي الجودة في المؤسّسات التّربويّة، تشرف عليها المنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعلوم، بناء على المعيار الذي أعدّته الجمعيّة التّونسيّة لجودة التّعليم.