انتخاب المديرة العامة للخطوط التونسيّة نائبة أولى لرئيس اتحاد شركات الطيران الإفريقي    ترامب: كان يجب أن أحصل على جائزة نوبل مقابل كل حرب أنهيتها    كأس العرب.. التعادل يحسم مواجهة الكويت ومصر    بطولة كأس التحدي العربي للكرة الطائرة بالأردن: تونس تفوز باللقب قبل نهايتها بجولة    قابس: الجهة تتصدّر ترتيب الولايات في حملات التلقيح ضدّ داء الكلب بتلقيح 96.5 بالمائة من الحيوانات المستهدفة    الفيلمان التونسيان "زريعة إبليس" و"صمت الراعي" في الدورة السابعة من المهرجان الدولي للفيلم والفن الإفريقي والكاريبي    الليلة: اجواء باردة وأمطار غزيرة بهذه المناطق..    عاجل/ قضية "انستالينغو": رفض جميع مطالب الافراج وتأخير جلسة الاستئناف الى هذا الموعد    وزيرة المالية: الدولة في حاجة إلى مواردها الجبائية والعفو المتكرر يهدّد العدالة الجبائية    دورة اتحاد شمال افريقيا لمنتخبات السيدات(تحت 20 عاما): المنتخب التونسي يفوز على نظيره الجزائري 2-1 وينهي المسابقة في المركز الثالث    كأس العرب : فوز المغرب على جزر القمر 3 - 1    تراجع مخزون السدود يُعمّق أزمة المياه في ولاية نابل    عاجل/ المصادقة على إعفاء جميع الأفراد والمؤسسات المُتخلدة بذمتهم ديون لدى هذا البنك..    حدث فلكي أخّاذ في ليل الخميس المقبل..    العرب قطر 2025: المنتخبان السوداني والجزائري يستهلان مشوارهما غدا الاربعاء    وزيرة المالية تحذّر : تعديلات النواب تمسّ التوازنات المالية وتهدّد بنسف قابلية تنفيذ الميزانية    الجيش الألماني يتعرّض للسّرقة!!..#خبر_عاجل    مجموعة تركية تعتزم الاستثمار في زيت الزيتون التونسي..#خبر_عاجل    ديمومة الفساد... استمرار الفساد    شنوا يصير في بدنك كان تزيد القرنفل للتاي في الشّتاء؟    موش الشوكولا برك.. أكلات ترجّع نفسيتك لاباس    هدايا قد تقتل الهرمونات! تحذير عاجل للآباء حول لعب الأطفال    عاجل/ وزيرة المالية: كل الاتفاقيات التجارية قابلة للمراجعة    تفاصيل إجتماع مسؤولي النادي الإفريقي ويوسف أومارو    السجن مدى الحياة لملاكم مصري أنهى حياة ابنته    لكلّ تونسي: كيفاش تستغلّ ''تيك توك'' للتسويق وتحقيق الربح؟    صفاقس: بدء استغلال المركز الصحي الجديد بالخوالة وانطلاق أول عيادة طبية    عاجل: مدينة العلوم بتونس تكشف موعد ''رمضان'' فلكيّا    عاجل - كأس العرب: شوف مباريات اليوم و القنوات الناقلة    نحو ارساء منظومة إسترسال ملائمة لنشاط الزربية والنسيج اليدوي في تونس    البرلمان يواصل مناقشة الفصول الجديدة المقترحة لمشروع قانون المالية    اكتشاف الطفرة الجينية المسؤولة عن الإصابة بالأمراض العقلية..    تراجع أسعار لحوم الدجاج في تونس...علاش؟    بدأ العد التنازلي..هذا موعد شهر رمضان فلكيا..#خبر_عاجل    المنستير تستعد لاحتضان الدورة 29 لمهرجان خليفة السطنبولي للمسرح من 6 إلى 13 ديسمبر الجاري    منوبة: تركيز فضاء للمطالعة الرقمية بالمكتبة العمومية بطبربة    عاجل/ هذا ما كشفته التحقيقات في حريق شركة النقل بساحل..    عاجل: 3 سنوات سجن لرجل أعمال من أجل هذه القضية..    هل يُعدّ بنك تونس العربي الدولي أفضل بنك في تونس؟    مدرب المنتخب القطري: أهدرنا فرص التسجيل أمام منتخب فل..سط..ين وعلينا استعادة التوازن سريعا    نسبة الفائدة تنخفض الى أدنى مستوى منذ 2023!    البريد التونسي يصدر سلسلة طوابع جديدة تحت عنوان "نباتات من تونس"    الدورة 36 لأيام قرطاج السينمائية تكشف عن قائمة المسابقات الرسمية لسنة 2025    وزارة الصحة تبحث شراكة دوليّة لتحسين رعاية مرضى الهيموفيليا    فرنسا: منزل الرئيس الأسبق هولاند يتعرض للسرقة... التفاصيل    سيدي حسين: تفكيك شبكة خطيرة لترويج الأقراص المخدّرة ومواصلة الحرب على الجريمة المنظمة    "رويترز": ترامب أمهل مادورو حتى الجمعة ليغادر البلاد وفرض الحظر الجوي بعد رفض الأخير    وزارة الثقافة تنعى صاحب دار سحر للنشر الأستاذ محمد صالح الرصّاع    نيجيريا: استقالة وزير الدفاع بعد موجة من عمليات الخطف    كارثة الفيضانات في إندونيسيا: مقتل 613 ونزوح مليون شخصا    "لا نريد أحدا منهم".. وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية تقترح حظر سفر كامل على بعض الدول    أيام قرطاج السنيمائية الدورة 36.. الكشف عن قائمة المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة    المهدية ...في إطار البرنامج الوطني للتّرويج للمواقع التاريخيّة.. يوم سياحي بقصر الجم الأثري    بنزرت: مكتبة صوتية لفائدة ضعيفي وفاقدي البصر    طقس الليلة ...بارد و ممطر    عاجل: منخفضات قطبية تضرب المغرب العربي    ابدأ الامتحانات بثقة: دعاء يحفظ المعلومات في عقلك وذاكرتك    الفروض التأليفية 2025-2026: التواريخ الرسمية لإنجاز وإصلاح الفروض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«التونسية» تفتح ملف التعليم:كيف تحوّلت المدرسة إلى «مغازة» للشهائد.. وأي سبيل للإصلاح ؟
نشر في التونسية يوم 15 - 09 - 2015


ماذا بقي من مجانية التعليم ؟
هل آن الأوان لتفكيك قضيّة تمويل التّعليم ؟
التونسية (تونس)
في تزامن مع الحوار الوطني حول إصلاح التعليم طرح «منتدى التونسية» واقع التعليم بسائر فروعه من خلال ندوة أشرف على افتتاحها السيد معزّ بوبكّر رئيس ديوان وزير التربية الذي تفضل بإلقاء كلمة السيد ناجي جلول وزير التربية نيابة عنه في افتتاح أعمال هذه الندوة.
وقد أعرب معز بوبكر عن تقديره لجريدة «التونسية» على الإسهام في الحوار الوطني حول الإصلاح التّربوي مشيرا إلى الإنخراط الفاعل لكل مكونات المجتمع في إثراء هذا الحوار بما يرجح أن تكون له نتائج ثريّة وملاحظا أن مفهوم الإصلاح وقع ابتذاله وأن منظومة التربية في حاجة إلى إصلاح يطال سائر فروعها ولاسيما التوجيه والتقييم والتّسيير.
فعاليات هذه الندوة التي التأمت برعاية فندق «ريجنسي» الحمامات ومؤسسة «إكسبو إفانتس» حاولت تشريح أوضاع التعليم في تونس بسائر أمراضه المزمنة ولاسيما تراجع منسوب المعرفة الذي تنتجه المدرسة التونسية التي قام عليها مسار التحديث والإصلاح على مدى ستة عقود وتبدو اليوم بمثابة «مغازة» لعرض الشهائد.
الندوة أظهرت في الآن نفسه أن اصلاح التعليم قد يكون «أم المعارك» التي تواجهها تونس اليوم بوصف المنظومة التعليمية مصدر الثروات الرئيسي وصمام الأمان لنمط عيش التونسيين وثوابتهم التقدمية وكذلك ركيزة أساسية لتموقع فاعل لتونس في محيطها الإقليمي والدولي.
بل إن فعاليات هذه الندوة قد ولجت إلى جوهر قضية التعليم في تونس من خلال شبه إجماع المشاركين فيها على أن العدالة الاجتماعية الحقيقية والتجسيم الفعلي لمبدإ تكافؤ الفرص يتطلبان فتح ملف تمويل التعليم بشكل يعطي المرفق التعليمي القدرة على توفير مستلزمات العصر ويضع حدا للتمويل الموازي الذي تمثله ظاهرة الدروس الخصوصية الآخذة في التوسع بشكل أفقد مجانية التعليم الكثير من معناها.
كما طرحت الندوة انعكاسات غياب تكوين جامعي متخصص في التدريس على أداء سلك التعليم اليوم وقدرته على صياغة التميز.
وقد شارك في فعاليات هذه الندوة ممثلون عن كلّ من الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني وهم على التوالي السيدتان والسادة الآتي ذكرهم.
معز بوبكر: رئيس ديوان وزير التربية
عادل الحداد: المدير العام للبرامج والتكوين المستمر بوزارة التربية
د. محمد الجويلي: المدير العام للمرصد الوطني للشباب
هشام الحاجي: الإعلامي والبرلماني السابق
عبد اللطيف الخماسي رئيس الغرفة الوطنية للتعليم العالي الخاص ومنجي ضميد العضو بذات الهيكل
السيدة والسادة: نزيهة العبيدي الزوابي مصطفى الكبير عامر الجريدي بشير العواني عن المنظمة التونسية للتربية والأسرة
فوزية سعيد: مديرة مركز خاص للتكوين.
إعداد: فؤاد العجرودي
تصوير: معز بن صالح
ناجي جلّول (وزير التربية):
سنمضي قدما في استعادة مجد المدرسة
التونسية (تونس)
لاحظ السّيد ناجي جلول وزير التربية أن الاهتمام المتزايد بالشأن التربوي الذي أظهرته فعاليات الحوار الوطني حول الإصلاح التربوي شكّل دليلا قاطعا على نجاح التوجه الإصلاحي في أوّل خطواته.
وتابع أن الخيار التشاركي في إدارة الحوار خلق منذ انطلاقه حركية غير مسبوقة صلب المؤسسة التربوية وحولها مبرزا زخم منابر الحوار التي التأمت في مختلف أنحاء البلاد وشاركت فيها سائر مكونات الأسرة التربوية والنخب ومختلف فئات المجتمع كما شكلت فضاء لتلاقح الأفكار وتعدد الآراء وتنوعها حيث راوحت بين الداعم للحوار الوطني والمنخرط فيه بمقترحاته وتصوراته وبين المشكك والمحترز.
وثمن في هذا الإطار مبادرة جريدة «التونسية» بعقد هذه الندوة التي وفرت فرصة للمجموعة الوطنية لتعميق النظر في الشأن التربوي وما يتصل به من مسائل جوهرية تهم المدرسة وآفاق تطورها.
إجماع وطني
وبين وزير التربية أن فعاليات الحوار الوطني زادت في تأكيد حالة الإجماع الوطني على الأولوية المطلقة لإصلاح التعليم بما شكل امتدادا لمنطلقات هذا الحوار الذي بادرت بإطلاقه الوزارة باعتبار الإصلاح التربوي من أهم الأولويات الوطنية ومدخلا رئيسيا لجملة من الإصلاحات الأخرى وذلك لجهة أن الاستثمار في الذكاء هو خيار تونس الحديثة وأولويتها المتأكدة.
ولاحظ أن اطلاق الحوار الوطني حول الإصلاح التربوي جاء انسجاما مع الأصوات التي تعالت منذ سنوات سواء من قبل أهل المهنة أو من طرف الأولياء ومكونات المجتمع المدني وسائر المهتمين بالشأن التربوي وذلك من أجل التعجيل بمعالجة مظاهر الوهن العديدة التي طالت المنظومة التربوية وباتت جلية تكشف عنها الملاحظة العفوية وتؤكدها عديد المؤشرات والأرقام والدراسات العلمية.
مدرسة ناجحة
وأكد ناجي جلول أن الوزارة وبهدف الاستجابة لتلك المطالب المشروعة عجلت بإطلاق مسار إصلاح المنظومة التربوية دون ابطاء لتحقيق تطلعات المجتمع نحو تعليم جيّد ومدرسة ناجحة.
كما ذكّر بأن الوزارة حرصت على ألا تخوض الإصلاح بمفردها بل أشركت في تصور تنظيمه وتسييره كلا من اتحاد الشغل والمعهد العربي لحقوق الانسان باعتباره ممثلا لشبكة «عهد» التي تضم جمعيات مدنية ومنظمات وطنية عريقة كما سعت الى توسيع دائرة المشاركة في فعالياته على أكبر نطاق حتى تعبر نتائج الحوار الوطني عن تطلعات التونسيين وتطوراتهم.
وحرصت وزارة التربية في السياق ذاته على التقدم بخطوات ثابتة في اصلاح المنظومة التربوية بما يؤمن تحصين الإصلاح إزاء أوهام الإجماع الزائف والاتفاق السهل وذلك من خلال السعي الى الاستفادة مما يجول في الساحة التربوية والفكرية والسياسية.
كما عملت الوزارة على تحقيق المعادلة بين ضرورة المضي قدما في اعداد الإصلاح التربوي وأهمية الاستجابة لاستحقاقات تسيير المرفق التربوي وذلك من خلال انجاز الامتحانات الوطنية في أفضل الظروف والاستعداد الجيد للسنة الدراسية الجديدة عبر توفير المناخ الملائم لتجويد التعليم.
بداية تحوّل
ولاحظ وزير التربية أنه بالتوازي مع الحرص على استكمال إعداد الوثيقة النهائية لمشروع إصلاح التعليم من قبل لفيف من اللجان المتخصصة واستنادا الى نتائج الحوار الوطني فقد سعت الوزارة الى صياغة بداية تحول في واقع المدارس بدءا من السنة المدرسية الجديدة.
وحرصت الوزارة في هذا الصدد بالخصوص أن يستشعر التلميذ وكافة مكونات الأسرة التربوية نقلة نوعية كل مستوى البنية التحتية للمؤسسات التربوية عبر توظيف كلّ الامكانيات المتاحة للقيام بمجهود استثنائي في مجال صيانة المؤسسات التربوية لمعالجة النقائص القائمة واضفاء بعد جمالي على مختلف فضاءات المدرسة.
وأعلن ناجي جلول من جهة أخرى أن السنة الدراسية الجديدة ستشهد بداية تجسيم مشروع «المدرسة الرقمية» في أكثر من 60 مؤسسة تربوية تتوزع على مختلف درجات التعليم وذلك تمهيدا لانطلاقته الفعلية خلال السنة الدراسية 2016 2017 مذكرا بأن هذا المشروع الضّخم الذي تعادل كلفته نحو مليار من الدنانير سيتواصل تنفيذه على خمس سنوات وهو يهدف إلى توفير عناصر «المدرسة الرقمية» سواء على الصعيد اللوجستي أو في مستوى برامج التدريس حيث أن من أهداف هذا المشروع توفير نسخة رقمية للبرامج البيداغوجية.
ولاحظ في ذات الشأن أنه رغم عدم خوض الحوار الوطني بمشروع اصلاحي جاهز فإن عديد الهنات تشكل قناعة مشتركة ومنها تعارض الزمن المدرسي الحالي مع مقتضيات التنشئة السليمة والمتوازنة للأجيال الجديدة بشكل يؤثر على هضمها للمعرفة وشغفها بالتعليم مؤكدا أن الوزارة ستمضي قدما في ارساء زمن مدرسي يتيح مساحات أوسع للأنشطة الفنية واليدوية أمام التلميذ بشكل يقوّي لديه الرغبة في الدراسة ويفعل ما بداخله من مهارات وقدرات.
استعادة مجد المدرسة
وخلص وزير التربية إلى التأكيد على أن الوزارة ستواصل مراكمة كل العوامل التي تمكن من استعادة مجد المدرسة التونسية وتفعيل دورها كرافد رئيسي لتحصيل المعرفة وتجذير قيمة المواطنة مبرزا أن التوجه الإصلاحي الذي يجعل من التلميذ محورا أساسيا سيولي في المقابل أهمية بالغة للارتقاء بأداء المربي ووضعه الاجتماعي وذلك من خلال تطوير منظومة التكوين ثم توظيف كل الامكانيات لتحسين الأوضاع الاجتماعية والمادية لسلك التعليم عبر جملة من الآليات منها إعداد مشروع ضخم للسكن يساهم في تدعيم القدرة الشرائية للمربي عبر استغلال المدخرات العقارية المملوكة للوزارة والدولة لانجاز مقاسم وشقق لفائدة المربين.
وأكد ناجي جلول أن الوزارة تعول على وعي مختلف الأطراف المعنية بالشأن التربوي قصد المساهمة في نحت صفحة جديدة في تاريخ المدرسة التونسية تقطع مع الهنات التي طالتها وتجعلها ترتقي الى المعايير الدولية للنجاعة والجودة وتحقيق جملة من الأهداف السامية وخاصة إحياء الرّغبة في التعلم لدى التلاميذ وتفعيل دور المؤسسة التربوية كرافد أساسي لبناء اقتصاد يقوم على المعرفة.
فوزيّة سعيّد (مديرة مركز خاص للتكوين):
عدم الحسم في لغة تدريس العلوم أولى المعضلات
التونسية (تونس)
دعت السيدة فوزية سعيد مديرة مركز خاص للتكوين في الاختصاصات الصحية وزارة التربية إلى أن تكون حاسمة وتمضي قدما في تنفيذ الاصلاحات التي تراها مناسبة معتبرة أن استصلاح أوضاع المدرسة التونسية لم يعد يتحمّل التأجيل.
وأكدت في ذات السياق على ضرورة تغيير نظرة المجتمع الى منظومة التكوين بوصفها المسلك الذي سينقذ الأجيال الجديدة من شبح البطالة ملاحظة أن هذا القطاع يمثل قاطرة النموّ في البلدان المتقدمة فيما لازال في تونس ملجأ للفاشلين في التعليم النظامي.
اضطراب
كما أشارت الى وجود اضطراب في مسار تكوين التلميذ ينعكس على نتائجه نتيجة عدم الحسم في لغة تدريس العلوم حيث وبعد سنوات من دراسة العلوم بالعربية يتم اعتماد الفرنسية بما يؤثر سلبا على نتائج كثير من التلاميذ ويساهم في محدودية مستوى المعرفة لدى الأجيال الجديدة.
ولاحظت فوزية سعيد من جهة أخرى أن كثيرا من التلاميذ يعانون من انعدام الثقة في النفس نتيجة الأولياء الذين لا يتركون لأبنائهم حرية اختيار مسلكهم التعليمي وكذلك تعاطي كل من المؤسسة التربوية وسلك التعليم مع التلميذ والذي لا يترك هامشا لإرادته الذاتية حتى يتعلم التعويل على الذات.
خوف من المدرسة
وأشارت في ذات الصّدد إلى وجود تواكل لدى التلميذ نتيجة تخمة المواد والدّروس التي خلفت لديه احساسا بالخوف من المدرسة ملاحظة أيضا أن العديد من المدرسين لا يتوصلون الى استكمال البرنامج الدراسي كما أن بعضهم يلقنون التلاميذ معطيات مغلوطة أو يرتكبون أخطاء لغوية.. وكل تلك العوامل أسهمت في تراجع منسوب المعرفة الذي تنتجه المدرسة التونسية.
كما أكدت أن الانفلات الكبير الذي عرفته البلاد بعد 14 جانفي زاد في تدهور أوضاع المؤسسة التربوية وعمق بالتالي أزمة المدرسة التي لم تعد رافدا لصنع المعرفة وإنما أداة لتحصيل الشهادات.
وتابعت قولها في هذا الاتجاه «أخشى ما أخشاه أن يعيدنا تراجع مستوى المعرفة وارتفاع عدد المنقطعين عن الدراسة الى زمن الأمية» داعية بالخصوص الى التعجيل بفتح ملف تمويل التعليم في تونس مشيرة الى أن الكثير من الأولياء مقتنعون بضرورة المساهمة بشكل أكبر في تمويل المدرسة لكن لابد من قرارات واضحة في هذا الشأن.
غرفة التعليم العالي الخاص:
الإصلاح يقتضي منافسة حقيقية بين العام والخاص
التونسية (تونس)
دعا عبد اللطيف الخماسي رئيس الغرفة الوطنية للتعليم العالي الخاص إلى التعجيل بإصلاح التعليم في تونس استنادا إلى مقاربة شمولية للمنظومة الوطنية بشقيها العام والخاص.
ولاحظ أن الحوار الوطني حول الإصلاح التربوي مس واحدا من أكبر الملفات الوطنية لجهة الأبعاد الحضارية والثقافية والتنموية بالغة الأهمية لقطاع التعليم الذي يعد الرافد الرئيسي لثروات البلاد وصمام الأمان لثوابت المجتمع معتبرا أن تسريع نسق التنمية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية لن يكون متاحا في غياب مدرسة تصوغ أجيالا تتحدث بلغة عصرها وقادرة على المنافسة في أرقى مدارات المعرفة وميادين الإبداع.
ضحايا المدرسة
وأشار في المقابل إلى أنّ الذين يتدفقون اليوم على القطاع الخاص ليسوا جميعا من ميسوري الحال بل فيهم من ينحدرون من عائلات محدودة الدخل كانوا ضحايا الواقع الحالي للتعليم العمومي.
وتابع في هذا الشأن أن المدرسة تعاني اليوم من عدة نقاط ضعف أهمها سلك التدريس لجهة عدم وجود تكوين جامعي بهدف التدريس وضعف البرامج لا سيما ذات العلاقة بتجذير قيمة المواطنة إلى جانب ظاهرة ضعف التمكن اللغوي لدى التلاميذ.
ودعا عبد اللطيف الخماسي في هذا الصدد إلى مزيد الاهتمام بالأوضاع الاجتماعية وأركان محيط المدرسة إلى جانب تجاوز «عقدة» القطاع الخاص من خلال انتهاج تصور شامل يكون هدفه المحوري تأمين جودة التعليم وجاذبيته في كلا القطاعين بما يجسم فعلا مبدأ تكافؤ الفرص ويتأسس على حرية الاختيار.
ضعف
ومن جانبه أكد منجي ضميّد عضو الغرفة الوطنية للجامعات الخاصة أن منظومة التعليم في تونس ليست فاشلة لكنها لم تواكب جملة من المتغيرات الداخلية والخارجية بشكل أضعف قدرة المدرسة على إنتاج معرفة حقيقية وإدماج الأجيال الجديدة في عصرها. وهو ما قلص من دورها ورمزيتها.
ولاحظ أن هذا الوضع يعود إلى عدة أسباب أهمها الاضطراب الحاصل في الخيارات وكلفة التعليم غير الواضحة خاصة بسبب ظاهرة الدروس الخصوصية إلى جانب افتقار سلك التعليم لتكوين متخصص.
تمويل التعليم
ودعا في المقابل إلى طرح قضية تمويل التعليم في تونس لجهة أن الموارد العمومية الحالية لن تسمح بتطوير واقع المدرسة وصورتها ولن تمنح التلميذ الرغبة في الدراسة مقترحا في هذا الصدد الاستئناس بنظام المؤسسات العمومية للصحة الذي يسمح لها بتعبئة جزء من مواردها.
وطالب من جهة أخرى بتوضيح الرؤى بشأن موقع التعليم الخاص بسائر درجاته وانتهاج مقاربة جديدة يكون هدفها الأسمى الرفع من مستوى المعرفة لدى الأجيال الجديدة وذلك عبر إرساء منافسة حقيقية بين العام والخاص.
عادل الحدّاد (مدير عام البرامج والتكوين المستمر)
هدفنا خلق مدرسة صديقة للطّفل
التونسية (تونس)
قال عادل الحداد المدير العام للبرامج والتكوين المستمر إن الإصلاح التربوي يهدف الى ارساء مدرسة قادرة على تنمية القدرات دون أن يتعارض ذلك مع وظيفة «المصعد الاجتماعي» التي اضطلعت بها المدرسة منذ الاستقلال.
وتابع أن الوزارة لم تخض الحوار الوطني بإصلاح جاهز من منطلق قناعة راسخة بأن الرؤى التقييمية يبنيها المجتمع بما يعني أن الإصلاح في حاجة الى رؤية اجتماعية تتأسس عليها «مدرسة الغد» وذلك انطلاقا من مقاربة تجعل الإصلاح ينصهر ضمن رؤية مجتمعية تنموية خصوصا وأن المجتمع المدني أصبح قوّة ضاربة في تونس وتمكن قبل الأحزاب وعن طريق الحوار من حلّ معضلات تحلّ في بلدان أخرى بالعنف.
دراسات مقارنة
ولاحظ في المقابل أن الحوار الوطني حول الإصلاح التربوي لم يتأسس على فراغ بل يستند الى جملة من المرجعيات أولها الدستور الذي يمثل نقطة ارتكاز صلبة ولا يمكن صياغة اصلاح يتعارض معه أو مع الاتفاقيات الدولية المعنية بحماية حقوق الطفل، كما يستند الحوار الوطني الى دراسات علمية شخصت واقع التعليم في تونس ودراسات مقارنة مع أنظمة التعليم في دول أخرى وكذلك مع محاولات الإصلاح السابقة.
وأشار عادل الحداد في هذا الصدد الى أن القانون التوجيهي لسنة 2002 يزخر بالقيم لكن النتائج لم تكن في المستوى المنشود.
الرهان الرّقمي
وأكد في المقابل أنه من البديهي أن يؤدي الحوار الوطني الى مخرجات أي حول ماذا سيدور الإصلاح الذي هو من صميم مسؤوليات وزارة التربية كما يهم الأحزاب والمنظمات.. وأول تلك المخرجات يجب أن تستند الى مسألة جوهرية وهي أن واقع المدرسة اليوم في حاجة الى إصلاح عميق قائلا في هذا الصدد «كلفة الجهل أغلى بكثير من كلفة المعرفة».
ولاحظ في هذا الإطار أن المدرسة التونسية تواجه اليوم رهانا حيويا هو السيطرة على تكنولوجيات المعلومات وإرساء أركان «المدرسة الرقمية» وهو ما دفع الى اطلاق مخطط خماسي تبلغ كلفته نحو مليار دينار سيبدأ تنفيذه خلال السنة الدراسة الجديدة عن طريق جملة من المشاريع النموذجية.
كما أكّد على ضرورة إعادة النظر في المفاهيم بما في ذلك مجانية التعليم في علاقتها بالإنصاف وتكافؤ الفرص وهو ما يقتضي تجذير ثقافة طرح السؤال للتوصّل إلى حلول تعيد الثقة في المدرسة.
تفكّك
وبيّن في ذات الإطار أنّ كلّ منظومة مركّبة لا يمكن أن تعالج دون مراعاة الارتباط بمحيطها ملاحظا أنّ من بين أسباب وهن منظومة التعليم في تونس التفكك الحاصل بين التربية والتعليم العالي والتكوين المهني وبالتالي فإن خلق تآلف بين هذه المكونات يعدّ من أهم مستلزمات الإصلاح.
وأكد من جهة أخرى على أهمية توضيح الرؤى بشأن تموقع القطاع الخاص في إطار منظومة تعليمية شاملة ملاحظا في المقابل أنه لا يمكن الحديث عن حرية الاختيار في غياب تكافؤ الإمكانيات وهو ما يستدعي توفير العوامل التي تمكّن من منافسة حقيقية بين العام والخاص رحاها جودة التعليم لكل أبناء تونس.
ننتدب من السوق
كما أشار إلى أهمية إرساء تكوين تمهيني لإطار التّدريس ملاحظا أنّ الوزارة تنتدب حاليا «من الشارع» أي من سوق الشغل لامتصاص البطالة مؤكدا على أن ما يعرف بالانتداب الاجتماعي قد تفاقم بعد 14 جانفي عبر عدة آليات منها العفو التشريعي.
وأكد في هذا الصدد على ضرورة إرساء منظومة تكوين صلبة تؤمن تكوين الإطارات بغاية التدريس وذلك بهدف الارتقاء بأداء كلّ من المعلم والأستاذ.
وخلص عادل الحداد إلى القول إنّ الهدف المحوري للإصلاح التربوي هو توفير الآليات والعناصر التي تجعل المدرسة صديقة للطفل أي إرساء مدرسة يمارس فيها التلميذ طفولته.
منظّمة التربية والأسرة:
المدرسة تحتاج إلى تعدد الأنساق ، والدروس الخصوصيّة ضربت المصداقية
التونسية (تونس)
دعا مصطفى الكبير عضو المكتب الوطني لمنظمة التربية والأسرة إلى التعجيل بإيقاف نزيف الدروس الخصوصية التي اعتبرها من أهم أسباب تردي أوضاع التعليم في تونس ولاسيما قدرة المدرسة على إنتاج المعرفة والتقدم.
كما لاحظ في هذا الشأن أن ظاهرة الدروس الخصوصية ضربت المصداقية والثقة التي تقوم عليها علاقة التلميذ بالمربي ومست بذلك جملة من المعايير الجوهرية أهمها قدرة التلميذ على هضم المعرفة والتنافس بين التلاميذ من أجل التميز والتفوّق.
قضية التمويل
ولاحظ أن تلك الظاهرة هي من أهم أسباب تنامي منسوب الثقة في القطاع الخاص ولاسيما في المرحلتين الأساسية والإعداديّة كما أدت الى تشوه في مفهوم مجانية المرفق العمومي الذي قام عليه خيار نشر التعليم منذ الاستقلال داعيا في هذا الصّدد الى التعجيل بفتح ملف تمويل التعليم في تونس من خلال مقاربة عقلانية تؤمن عدالة اجتماعية حقيقية والرفع من موارد المؤسسات التربوية بشكل لا يمس من مجانية هذا المرفق في جوْهرها ويمكن من الارتقاء بالأوضاع المادية والإجتماعية للمربين وتجهيز المؤسسات بالمعدات والفضاءات التي تضمن تنشئة سليمة ومتوازنة للأجيال الجديدة وتحيي لديها الرغبة في المعرفة.
من جانبها دعت السيدة نزيهة العبيدي الزوابي عضو المكتب الوطني للمنظمة إلى توحيد الرؤى والمصطلحات والتعجيل بإرساء مؤسسة تربوية تجسّم فعلا مبدأ تكافؤ الفرص معتبرة أن المفهوم التقليدي لمجانية التعليم لم يعد موجودًا لجهة أن الجميع يدفع بدرجات متفاوتة في إشارة بالخصوص إلى ظاهرة الدروس الخصوصية.
استقراء التحوّلات
ودعت في ذات السياق إلى التأسيس لمدرسة لها أنساق مختلفة وتتماشى مع المهارات والقدرات المتنوعة للتلاميذ مؤكدة في الآن ذاته على ضرورة استقراء وقع عديد التحولات حيث أن منظومة التنشئة السابقة التي كانت تقوم على العائلة والمدرسة والمحيط انضاف لها اليوم طرف رابع بالغ الأهمية هو التكنولوجيات الحديثة للاتصال.
كما لاحظت أن المنظومة التعليمية في تونس حققت عدّة مكاسب لكنها تحتاج اليوم الى عملية استصلاح تقوم أساسا على أعادة الاعتبار للمعرفة مشيرة إلى أن المهرّب و«المافيوزي» أصبح اليوم مثالا للنجاح لدى فئات واسعة من المجتمع ونبهت من جهة أخرى إلى مشكل عدم رغبة الشباب في تحمّل المسؤولية حيث أظهر برنامج منظمة التربية والأسرة لإعداد الشباب للحياة الأسرية وجود عزوف عن الزواج وحتى إنجاب الأطفال.
من جهته اعتبر عامر الجريدي العضو بذات المنظمة أن أهداف الانتقالي على الصعيدين السياسي والاقتصادي لن تتحقق دون الارتقاء بالمدرسة الذي يتطلب تحديد الرؤى بشأن مستقبل هذا المرفق الذي يسير اليوم دون «بوصلة» داعيا إلى تناول تحليلي لواقع التعليم يؤول إلى إعادة صياغة المدرسة.
وتابع في هذا الإطار أن الجميع يتحدث عن الدروس الخصوصية والزمن المدرسي دون الولوج الى الجوهر وهو ضرورة أن يؤسس الإصلاح التربوي ومشروع مجتمعي ثقافي.
«سوق ودلاّل»
ومن جهته أكد بشير العواني عضو المكتب التنفيذي للمنظمة أن الواقع الحالي للمدرسة يفرز العديد من الضحايا مشيرا إلى أن ظاهرة الدروس الخصوصية أصبحت «سوق ودلاّل» كما يوجد تهميش تربوي يوفّر مناخا خصبا للفكر المتطرف.
وأعلن من جهة أخرى حرص المنظمة التونسية للتربية والأسرة على المشاركة بثقلها في الحوار الوطني مشيرا أيضا الى أن هذه المنظمة التي تأسست منذ نصف قرن بامكانها أن تضطلع بدور حيوي في خفض منسوب التوتر صلب المؤسسات التربوية داعيا في الاتجاه ذاته الى المراهنة أكثر على مكونات المجتمع المدني.
هشام الحاجّي (باحث اجتماعي) :
«سلعنة الأعداد» أفقدت المدرسة مصداقيتها
التونسية (تونس)
لاحظ هشام الحاجي - الباحي الاجتماعي - أن وزارة التربية ومن خلال الحوار الوطني حول الإصلاح التربوي هي أول طرف يقطع خطوة الى الأمام في الظرف الوطني الراهن الذي يتطلب الانتقال من زرع الإحباط الى إنعاش الأمل وإعادة بناء المشترك ولا سيما المدرسة.
وتابع في ذات الصدد أن المدرسة التونسية لم تكن محافظة بل تقدمية في منطلقاتها واضطلعت بدور المصعد الاجتماعي كما كانت على امتداد عقود ركيزة لبناء نموذج مجتمعي جديد وبيّن في المقابل أن هذا الدور أصيب بالوهن والفتور نتيجة عدم قدرة المدرسة على هضم التحولات ملاحظا بالخصوص أن المربي فقد قيمته المعيارية القديمة وصار يمد يده الى الدروس الخصوصية وبالتالي تراجعت قيمة المدرسة والمعرفة وأصبح للرياضي مثلا مكانة أكبر في المجتمع...
أزمة ثقة
ولاحظ أن المدرسة أصيبت بهنّات كثيرة أهمّها ارتفاع نسبة الانقطاع عن التعليم وتضاؤل مستوى المعرفة الذي يعد من أهم أسباب استفحال بطالة أصحاب الشهائد وكذلك استفحال ظاهرة الدروس الخصوصية.
وأكّد هشام الحاجي في هذا الإطار أنه توجد اليوم أزمة ثقة ومصداقية في علاقة الأجيال الجديدة بالمدرسة نتيجة عدة أسباب أهمها «سلعنة الأعداد» وافتقار المؤسسات التربوية للآليات والعوامل التي تدمج الأجيال الناشئة في عصرها وتؤمن لها تربية سليمة ومتوازنة كما توفر مناخا قادرا على تفعيل مكامن الخلق والابداع والابتكار ملاحظا في هذا الصدد أن «الدخلة» التي رافقت امتحان الباكالوريا الرياضي لها دلالات رمزية عميقة حيث نقلت أجواء «الكره» من الملاعب الى المعاهد .
منظمات اندثرت
وخلص هشام الحاجي الى التأكيد على أن الإصلاح التربوي هو مسألة أكثر من ملحّة داعيا الى توفير العوامل التي تمكن من تثمين المهارات عبر إطلاق فعلي للتكوين المهني وإصلاح التوجيه الى جانب إعادة الاعتبار للتربية الموسيقية والفنية الموجودة اليوم على الورق وكذلك تفعيل دور المجتمع المدني ملاحظا في هذا الصدد أن عدة منظمات اندثرت وهو ما أدى الى ضعف مستوى التأطير في المؤسسات التربوية كما أكد في هذا السياق أن تواصل الوضع الحالي للمدارس لن يصنع معرفة ولن ينتج تقدما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.