حَقّق الترجي أحلام جماهيره العريضة وتَزعّم الكرة الافريقية عن جدارة واستحقاق لكن هذا المكسب الكبير لا يَعني أن الفريق سَيهملُ سباق البطولة حتى وإن كانت المُنافسات المحلية ستفرض على الجمعية خوض مُبارياتها المُؤجلة في ظروف «قاسية». وتكمن صعوبة الظروف التي سيواجهها بطل افريقيا في غياب فَيلق من عناصره الأساسية والاحتياطية لأسباب مُختلفة. غيابات بارزة سَيُلاقي الترجي اليوم في رادس مستقبل قابس بمجموعة محدودة من اللاعبين نتيجة الالتزامات الدولية لبعض العناصر فضلا عن تخلّف البعض الآخر لدواع صحية وتأديبية. ومن المعلوم أن الترجي ساهم في تموين المنتخبين الأوّل والأولمبي بستة «كوارجية» وهم بن شريفية وبن محمّد والشعلالي والمسكيني وبن رمضان والفادع ويَنضاف إليهم البلايلي الذي التحق بالفريق الجزائري بدعوة من المدرب جمال بلماضي. وتَتزايد المُعاناة في ظل احتجاب الدربالي بسبب العُقوبة التأديبية وقد تتّسع قائمة الغائبين لتشمل «الكَابتن» شمّام و»كوليبالي» والجويني وبقير وذلك لشعورهم ببعض الأوجاع التي قد تمنعهم من الظهور في مباراة اليوم. «كَابوس» الرزنامة رَغم أن الأسبوع الحالي سيسيطر عليه نشاط المنتخب الوطني فإن الترجي وجد نفسه أمام حتمية خوض مُبارياته المُتأخرة بمعدل لقاء كل ثلاثة أيام حيث سيواجه الفريق اليوم «الجليزة» قبل أن ينزل ضيفا على المتلوي يوم الأحد القادم وسَيستقبل أبناء الشعباني في مرحلة مُوالية «المستيرية» وذلك يوم الأربعاء 21 نوفمبر. ورغم المشاكل التي قد تَنجم عن ضغط المقابلات وكثرة الغيابات فإن النادي سيفعل المُستحيل لكسب الانتصارات في هذه اللقاءات المُتراكمة بفعل انشغاله بمُطاردة الكأس الافريقية ولاشك في أن الترجي يملك كلّ المؤهلات الضرورية ليعود من بعيد في سباق البطولة المحلية خاصّة أن المشوار طويل ولن تَصمد خلاله إلاّ الجمعيات التي تَتنفّس ب»رئتين». فرصة لهؤلاء في ظلّ الغيابات البارزة التي تشهدها التشكيلة الصّفراء والحمراء ستكون الفرصة مُناسبة لتشريك عدة عناصر احتياطية مثل الجريدي والمباركي والربيع والعربي والرجايبي والماجري. وعلى الأرجح أن تَتعزّز التركيبة المِثالية ببعض عناصر الخبرة والتي كانت قد شاركت في المواجهة المُكرّرة ضدّ الأهلي كما هو شأن الذوادي واليعقوبي و»كوم» والبدري والخنيسي ولو أن الإطار الفني يُفكّر في منح طه قسطا من الراحة ليتخلّص من الارهاق الذي انتباه بعد «الفينال» القاري. ما حكاية المساكني؟ بما أن النّجم السّابق للفريق يوسف المساكني «شبه مُقيم» في مركب المرحوم حسّان بلخوجة فقد كان من الطبيعي أن يطرح حضوره المُستمرّ في محيط النادي فرضية عودته إلى أحضان «المكشخة» التي صنع معها العجب وحصد بقميصها التتويجات والمليارات بفضل «صَفقة العمر» مع القطريين. وفي هذا السياق أكدت ادارة الفريق أن أبواب الجمعية مفتوحة على الدوام لهذه «الجوهرة الكروية» التي بَقيت وفية للجمعية لكن هذه الرّغبة في استعادة لاعب «الدحيل» لا تَعني أبدا أن الهيئة فَاوضته في الموضوع خاصّة أن هذه المسألة مُرتبطة بخيارات اللاعب وارتباطاته مع الفريق القطري. وبغضّ النظر عن مآلات هذا الملف فإن يوسف مُرتبط بعلاقة وثيقة مع الفريق الذي صنع نجوميته وعبّد له الطريق ليعقد صفقة تاريخية مع القطريين ومن جانبه لم يتنكّر يوسف لجميل الترجي من خلال تأمين نصيب هيئة المدب من تلك الصّفقة الفَلكية وذلك على عكس ما حصل مع عدة «نجوم» آخرين خرجوا من الحديقة دون أن يَنتفع النادي من بَيعهم. يُذكر أن حضور المساكني في الترجي كان لافتا خلال الفترة الأخيرة لإصرار اللاعب على مساندة شيخ الأندية في مُغامرته القارية مُستغلاّ في ذلك فترة التأهيل التي يخضع لها للتعافي من الاصابة التي حكمت عليه بالابتعاد عن الميادين لعدّة أشهر.