تأسّست بلديّة المحمديّة سنة 1981، وظلّت إلى سنة 2016 تحمل اسما مزدوجا « المحمديّة فوشانة» إلى أن تمّ الفصل بين هاتين الجهتين المتجاورتين منذ سنتين تقريبا، في المقابل أُضيفت أحياء ومناطق أخرى إلى المنطقة البلديّة الحاليّة بعد أن كانت تتبع المجلس البلديّ، وهي سيدي فرج وحي الطيب المهيري وأوذنة وبوربيع وسبالة الشيخ . تمتدّ المحمديّة على عشرة آلاف هكتار، يرأسها السيّد أحمد العلمي، يتجاوز عدد سكانها الستّة وسبعين ألف نسمة وفق أحدث إحصائيّة لسنة 2018، ورغم هذا التوسّع العمراني لا تتعدّى ميزانية المحمديّة العشر مليارات. هذه المفارقة بين ضخامة عدد السكّان والمساحة من جهة وضعف الميزانيّة من جهة ثانية لم تحل دون السعي إلى توفير الحدّ الأدنى من الخدمات والتخطيط لمشاريع تنمويّة هامّة منها التنوير العموميّ لأحياء السعادة وفطّومة بورقيبة وحي العتيق بتكلفة تفوق الربع مليار كما تمّ تخصيص حوالي ستمائة وخمسين ألف دينار لتعبيد الطرقات وتعهّد وصيانة طرقات قديمة وسيتمّ حصر مناطق التدخّل بعد تنظيم جلسات مفتوحة مع المواطنين وفق ما أفادنا به السيّد غازي الحمّار كاتب عامّ البلديّة. وقد تذمّر المواطنون من افتقار الجهة إلى المناطق الخضراء وقد نقلت « الشروق» آراءهم في مقالات سابقة، وتفاعلا مع هذه المواقف والآراء والتقييمات ستبدأ قريبا أشغال تهيئة ثمانية حدائق عموميّة بحيّ العملي وشارع البيئة وحي النسيم وفطومة بورقيبة وحي القصر وحي النصر وإقامة بدر، وقد تمّ تخصيص حوالي ثلاثمائة ألف دينار لهذا المرفق العموميّ، إضافة إلى هذه الحدائق شرعت بلديّة المحمديّة في دراسة مشروع إحداث مسلك صحّيّ بمدخل المحمديّة قرب « الكانال» تمتدّ مساحته على هكتارين، وقد عبّر سكّان المحمديّة عن إصرارهم على تحقّق هذا المشروع، ولم يخف البعض منهم قلقهم من إمكانية التفويت في المساحة المخصّصة للمسلك الصحّيّ لمقاولي المساكن والعقارات فتزداد الجهة اختناقا.