الثابت أن منتخبنا لم يَعد يملك «فَلتات» كروية بوسعها أن تَصنع العجب وتُحدث الفارق في أصعب المواقف وأسخن الملاعب كما كان الأمر مع ديوة والشايبي وطارق وتميم والعقربي والهرقال... وغيرهم من عمالقة الزمن الجميل. وفي ظل التراجع الرّهيب في «بورصة» المواهب كان من الطبيعي أن نراهن أوّلا وأساسا على روح المجموعة لمُجابها «النّجومية» وقد كان النجاح حَليفنا في بعض المناسبات كما حدث ضدّ المغرب والجزائر في «الكان» أوأيضا في بعض الاختبارات الودية أمام المنتخبات الأوروبية مِثلما حصل في اللّقاء التحضيري للمونديال والذي جمعنا بالبرتغال... لكن روح المجموعة «خَذلتنا» أمام «نجوم» أنقلترا وبلجيكا في المُونديال ولم تَنفعنا كذلك في لقاء ليلة أمس الأوّل في «برج العرب» وقد كانت مباراة مصر فرصة مثالية لنكتشف أهمية المَهارة الفردية في مِثل هذه القِمم الكروية الكبيرة حيث كان نجم «ليفربول» محمّد صلاح حَاسما وسجل هدفا قَاتلا ويعكس الفوارق الشاسعة بين لاعب وآخر. فقد تصرّف صلاح بتركيز عال وتوغّل بالكرة في مساحة ضيّقة ليجتاز مرياح بسهولة ويُغالط بن مصطفى بدم بارد في الوقت الذي ساد فيه الاعتقاد بأن المباراة مُنتهية بالتَّعادل. اللّمسة الفنية لصلاح كانت مرفوقة بقوة ذهنية بما أنّ نجم «ليفربول» دخل لقاء برج العرب وسط ضجّة كبيرة بسبب صُوره المثيرة للجدل في إحدى المجلاّت سيئة الذّكر والسمعة علاوة على علاقاته المُتوتّرة مع الاتحاد المصري للّعبة. وقد أكد صلاح أنه لا يتأثّر بالمسائل الجانبية وبرهن أنه لا «يَمزح» أثناء الجديات وهُنا تكمن القيمة الحَقيقية للاعب.