وَعد معلول ببلوغ دور مُتقدّم في المُونديال لِيَكبر بذلك الحلم التونسي في هذه التظاهرة الكبيرة والتي تُراودنا فيها أمنية عُمرها 40 عاما وهي العبور إلى المحطّة الثانية. خطاب المدرب الوطني يعكس الثقة العالية في إمكانات «الكوارجية» ويكشف كذلك عن إمتلاك «النسور» ل»أسلحة» قوية قد تفتح لهم أبواب الدور الثاني بعد كسب «المَعارك» الضّارية التي تنتظرنا أمام إنقلترا وبلجيكا و»بَنما». فما هي أهمّ «الأسلحة» التي تُراهن عليها تونس في المُونديال الروسي؟ الرّهبة في خبر كان تَخلّص المنتخب بصفة نهائية وللأبد من هاجس الرّهبة الذي كان ينتاب عناصرنا أمام المنتخبات المُدجّجة ب»النجوم». فريقنا كذّب «أسطورة» «النجومية» وتخلّص من «عُقدة» الانهزامية بعد أن لعب بندية ضدّ البرتغال وإسبانيا وهما من المنتخبات العتيدة والتي تَسيّدت الكرة الأوروبية والعالمية في السنوات الأخيرة. ولاشك في أن من قَارع البرتغاليين والإسبان لن يخشى الانقليز والبلجيكيين. رصيد معنوي كبير أظهر المنتخب خلال الوديات التحضيرية للمونديال استعدادات طيّبة حيث إنتصر على إيران وكُوستاريكا وفرض التعادل على البرتغال وتركيا قبل أن يتلقى هزيمة خَفيفة أمام إسبانيا. هذه النتائج الإيجابية إجتمعت مع الإقناع والرغبة في صُنع اللّعب وهو ما يجعل فريقنا يدخل النهائيات بحظوظ وافرة وبمعنويات في السماء. شخصية قوية أظهر المنتخب جاهزية عالية على المستوى البدني وهو ما سينفعه في النهائيات خاصّة أثناء لقاء الإنقليز الذي سيتّسم بالكثير من الاندفاع. وبالتوازي مع الجاهزية البدنية أثبت المنتخب أنه صاحب شخصية قوية بعد أن نجح في قلب الأوضاع في أكثر من مباراة كما حصل مؤخرا ضدّ البرتغال عندما إفتك «النسور» التعادل بعد التأخر بهدفين. القراءة الجيّدة للخصوم يَتمتّع المنتخب بإمتياز آخر قد يساعده في كسب «معركته» المونديالية وهو القراءة الجيّدة للخصوم إعتمادا على مجهودات لجان المتابعة والتقييم والمعرفة الجيّدة للمدرب معلول بالكرة العالمية بفضل تجربته الطّويلة في الأستوديوهات التحليلية. ومن المؤكد أن هذا العامل من شأنه أن يساعد الفريق على التعامل بالشكل المطلوب مع المنافسين من خلال إستثمار مواطن ضُعفهم والتحكّم في مفاتيح قوّتهم. روح المجموعة أثبت غياب المساكني وهو عنصر «الخلق والإبداع» في المنتخب بأنّ فريقنا يستمدّ قوّته بالأساس من روح المجموعة لا من الفرديات. وقد جاءت الأهداف المُسجلة في الوديات الأخيرة عن طريق البدري وبن يوسف وساسي لتؤكد بأنه لا أثر ل»فلسفة» النجم الواحد في الفريق الذي لا تعوزه كذلك اللّمسة الفنية في ظلّ تواجد عناصر مهارية وقادرة على إحداث الفارق مثل البدري والسليتي والخزري الذي من المفروض أن يكون جاهزا مع إنطلاق المُغامرة العالمية. وإذا أضفنا إلى ما تَقدّم الروح الإنتصارية العالية و»الصّحوة» المسجلة في «المنظومة» الدفاعية والتناغم الواضح بين أغلب اللاعبين (مثل بن يوسف ومرياح في الدفاع والسخيري وساسي في الوسط والبدري والسليتي في الهجوم...) فإنه من حقّ التشكيلة التونسية أن «تطمع» في الدور الثاني الذي نلحّ على أنّه يتحقّق في الميدان لا بالكلام.