بَعد السّقوط المُثير أمام مصر في إطار تصفيات «الكَان» صَفعتنا أمس المغرب في اللقاء الودي الذي احتضنه رادس وقد جاءت هذه المُواجهة المَغاربية الثقيلة لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك حَالة الضّياع التي يعيشها «النّسور» وهو ما يستجوب التَغيير وذلك مع الاحترام الشديد للإطار «المُؤقت» بقيادة ماهر الكنزاري ومراد العقبي. تحويرات منقوصة هُناك شبه إجماع على أن الخَيارات الفنية للإطار الفني للمنتخب سيطر عليها الحَذر أثناء لقاء مصر في برج العرب وقد كان من المفروض أن تشهد التشكيلة التونسية جُملة من التعديلات خاصة أن مباراة أمس ضدّ المغرب ودية ولا مُبرّر لاستخدام «الدّفاعات الإسمنتية» والتفكير في النَتيجة. وقد أقدم الكنزاري والعقبي على ادخال بعض التَغييرات لكن هذه التعديلات كانت منقوصة وقد اقتصر الأمر على سحب المدافع ديلان برون المُصاب مُقابل التعويل على صيام بن يوسف مع اقحام حمدي النّقاز في الجهة اليمنى وذلك مكان رامي البدوي. وقد كان من المُتوقّع أن تكون التغييرات أشمل لمنح نفس هُجومي أكبر كما أن المنطق كان يفرض ابعاد بعض العناصر التي كانت خارج الموضوع في الاسكندرية كما هو شأن سيف الدين الخَاوي الذي ألحّ الكنزراي إصرارا على تشريكه. سيطرة عَقيمة المُتفرّج في الشّوط الأوّل من لقاء تونس والمغرب يُلاحظ دون شك السيطرة الميدانية للمنتخب الوطني الذي أظهر إصرارا واضحا على التهديف وقد تمكّن «النسور» من خلق جملة من الفرص التي يمكن أن نصفها ب»الخَطيرة». وقد كان بوسع فريقنا الوطني ترجمة هذه السيطرة إلى أهداف لولا غياب الفاعلية أمام الشباك المغربية وقد تَناوب سيف الدين الخَاوي وحمدي النّقاز ووهبي الخزري على إضاعة الفرص المُتاحة. نجاعة مغربية لئن هَيمن التسرّع والانفعال على أداء المنتخب الوطني التونسي فإن الأشقاء تعاملوا مع مُجريات الشوط الأوّل بهدوء كبير ودهاء عال يستمدّونه حتما من شخصية مدربهم وهو «الثعلب» الفرنسي «هارفي رينارد». وقد اتّسمت الهجومات المغربية - على قلّتها - بالفاعلية وكانت مُحاولات الأشقاء تُوحي بقدرتهم على صُنع الفارق دون أن يلعبوا بكامل مؤهلاتهم خاصة أن «أسود الأطلس» استنزفوا طَاقاتهم منذ أيّام معدودة في مباراة الكامرون على درب التأهل إلى الكأس الافريقية. وفي الدقيقة 41 كان من الطبيعي أن يدفع منتخبنا الوطني ثمن الفرص التهديفية المَهدورة وقد تكفّل يوسف النصيري بهزّ شباك فاروق بن مصطفى وكان المنتخب المغربي قد تحصّل على مُخالفة نفّذها المهدي بن عطية الذي كانت تسديدة قوية ما أجبر حَارسنا على صدّ الكرة بشكل جعلها ترتدّ نحو لاعب «ليغانيس» الاسباني يوسف النصيري الذي استغلّ مَوقعه الجيّد ليغالط بن مصطفى. هذا الهدف يَتحمّل مسؤوليته الدفاع والحارس بما أن النصيري أفلت من المُحاصرة واستفاد أيضا من «نصف الهَفوة» التي ارتكبها بن مصطفى في إعادة الكرة نحو اللاعب المغربي بدل تَشتيتها على الجانب الأيمن أوالأيسر ولوأن التسديدة كانت للأمانة صَعبة... والمتفرّج فَارس. لا جديد يُذكر في ظلّ تقدّم الأشقاء في النتيجة بادر ماهر الكنزاري ومراد العقبي بجملة من التعديلات والتغييرات أملا في قلب المُعطيات وقد لعب الإطار الفني المُؤقت ل «النسور» عدة أوراق هُجومية مثل بسام الصّرارفي وفراس شوّاط. وقد باءت مُحاولات المنتخب الوطني بالفشل خاصّة في ظل التسرّع الكبير والفوضى العارمة على مستوى انتشار اللاعبين. ولاشك في أن الفرصة التي أهدرها الوافد الجديد محمّد دراغر في اللّحظات الأخيرة من المباراة تَختزل بمفردها حالة الضّياع التي كان عليها الفريق الوطني. فقد كان دراغر في طريق مفتوح لمُعانقة الشباك لكنّه أخطأ الهدف بشكل غريب. تشكيلتا المنتخبين تونس: فاروق بن مصطفى – صيام بن يوسف – ياسين مرياح – حمدي النقاز (حمزة المثلوثي) – أسامة الحدادي – إلياس السخيري (رامي البدوي) – الفرجاني ساسي (فراس شواط) – أيمن بن محمّد – سيف الدين الخَاوي (بسّام الصرارفي) – نعيم السليتي (محمّد دراغر) – وهبي الخزري المغرب: منير المحمّدي – مهدي بن عطية (مانوال دا كوستا) – فيصل فجر – نورالدين مرابط (نصير مزراوي) – نبيل درار (أشرف الحكيمي) – يوسف آيت بن ناصر – وليد الحجام – عبد الإله حافيظي – سفيان بوفال (كريم الأحمدي) – يوسف النصيري – رومان سايس