قَال الجريء إن جامعة الكرة هي «الأمّ الحنون» لكلّ الجمعيات «الكبيرة» و»الصّغيرة» وهذه الصّورة على طَرافتها وغَرابتها مقبولة بحكم أن هذا الهيكل هو المشرف الأوّل على سير اللّعبة. لكن المساعدات المادية والمَعنوية للأندية لا تَعني أبدا لعب دور البطولة أوإلهاء الرأي العام عن بقية الملفات الثقيلة في مقدّمتها أزمة المنتخب الذي مرّ من زمن «المُؤقت» إلى حقبة الفراغ بعد فشل الكنزاري في امتحان مصر والمغرب وإعلان أهل الحلّ والعقد عن بداية رحلة البحث عن مدرب كبير. وقد تفطّنت الجامعة بصفة مُتأخرة جدا إلى الهفوة الفادحة التي ارتكبتها بعد تسريح البنزرتي دون أن تُجهّز البديل الأمثل والأفضل لقيادة «النسور» الذين يُصارعون الوقت للتحضير بشكل جيّد للكأس الافريقية. القَضية محسومة تَرسّخ الاقتناع في صفوف الجامعة أن الحلّ يَكمن في التعاقد مع مدرب أجنبي خاصّة أن الجريء استنفد تقريبا كلّ الطاقات المحلية التي بوسعها أن تُشرف على عناصرنا الدولية بل أن بعض أبناء الدار نالوا بدل الفرصة فُرصتين كما هو الحال بالنسبة إلى صَديق الرأس الأخضر وبلجيكا وهو نبيل معلول. والحديث عن بلجيكا يقودنا إلى قائمة المرشحين الحاليين لتدريب المنتخب بما أن اللائحة التي وضعتها الجامعة تضمّ البلجيكي «مارك فيلموتس» المطلوب بقوّة في المنزه رغم شروطه المالية المُجحفة بما أن قدومه قد يُكلّف الخزينة التونسية نَفقات سنوية تُقدّر بحوالي مليار و800 مليون في الوقت الذي تقف فيه كرتنا وبلادنا عُموما على شفا الافلاس. وبالتوازي مع «فيلموتس» تضمّ قائمة المرشحين «الافتراضية لقيادة «النسور» عدّة أسماء أخرى أجنبية مثل البرتغالي «باولو دوارتي» والفرنسي «بول لوغوين» والبلجيكي «هوغو بروس» الفائز بالنسخة الأخيرة للكأس الافريقية وذلك مع الكامرون. الجعايدي من جديد عَبّرت الجامعة في عدة مناسبات عن رغبتها في تعزيز الإطار الفني بالمدافع الدولي السابق راضي الجعايدي للإنتفاع بتجربته الاحترافية في الخارج والتي تَدعّمت بمسيرة فَتية في عالم التدريب بما أن الابن السابق للترجيين و»القوابسية» يشتغل في أصناف الشبان في أنقلترا. وتفيد المعلومات القادمة من الجامعة أن أصحاب القرار جَدّدوا رغبتهم في الاتّصال به ليكون ضمن المساعدين في المنتخب الأوّل ولا ندري طبعا إن أن بطل افريقيا في 2004 سيوافق على هذا المُقترح أم أنّه سَيعتذر خاصّة أن إقامته دائمة في أنقلترا. ونبقى مع ملف المُعاونين في المنتخب لنشير إلى أن الجامعة فسحت المجال للعقبي والكنزاري لتقرير مَصيرهما في كنف الحرية وذلك بالبقاء في منصبيهما الأصليينْ كمساعدين أومُغادرة الجامعة بعد شُكرهما على كل ما قدّماه للفريق الذي دافعا عن أزيائه كلاعبين ثمّ كمدربين.