تونس (الشروق) يتأهب بعض سائقي سيارات الاجرة في الساحة الخارجية لمطار «تونسقرطاج الدولي» لاصطياد الحرفاء، فهم اغلبهم على قناعة ان معظم السياح وحتى التونسيين القادمين من الخارج من ميسوري الحال، لذلك هذه فرصتهم لجني بعض المال على حساب جيب الحريف من خلال فرض «تعريفة مسبقة» عليهم لايصالهم الى المكان المقصود. وتكون هذه التعريفة احيانا خيالية بدلا من التقيد بالقانون الذي يفرض عليهم استعمال العداد. ويضطر بعض الحرفاء الى الاستجابة اذا كانوا على عجلة من أمرهم، او محملين بالحقائب، في المقابل يرفض آخرون الامر ويفضلون الخروج الى الطريق الرئيسية والظفر بتاكسي لا يشترط تعريفة مسبقة. ممارسات مخالفة للقانون ويرفض اغلب سائقي سيارات الاجرة الرابضين بمحطة المطار، استخدام العداد ويتعللون بانهم يمضون ساعات في انتظار حرفائهم، وانهم مكرهون على ذلك بسبب غلاء المحروقات وقطع الغيار وعمليات الصيانة لسياراتهم، فيلجاؤون للبحث عن حلول بديلة لتحقيق بعض الارباح، لكن هذه الممارسات مخالفة للقانون وتساهم في تشويه سمعة البلاد وصورتها. ويرى عدد من التونسيين العائدين من الخارج ان هذه الحيل لا تنطلي عليهم في حين يرضخ الاجانب والسياح لهذه التجاوزات نتيجة عدم المامهم بالقانون. وتقول في هذا الصدد صحفية مصرية، في تصريح ل«الشروق» «عند قدومي من مصر باتجاه تونس، وبمطار تونسقرطاج كان هناك سائق تاكسي رابض عرض ايصالي الى المكان الذي أقصده، وطلب مني 80 دينارا قصد نقلي الى جهة الزهراء من ولاية بن عروس» وأضافت انها استجابت لطلبه، وتفطنت في ما بعد ان ما تعرضت اليه غير قانوني. حالة هذه الصحفية ليست الوحيدة اذ تم تسجيل العديد من التجاوزات من ذلك نقل حريف ليبي الى جهة قمرت ب100 دينار، هذه التجاوزات من قبل سواق التاكسي واستغلالهم حاجة الحرفاء الى سيارة تاكسي لنقلهم الى وجهتهم. مهنيون... يتذمرون من جهة أخرى، أجمع عدد من أصحاب التاكسيات الرابضين بمحطة المطار الذين التقتهم «الشروق» ان القانون يسمح لهم بالحصول على 3 دنانير كتعويض على مدة الانتظار والتوقف بساحة المطار وان هذا المبلغ ضئيل جدا حسب اعتبارهم، ولا يمكن ان يغطي ما يتكبدونه من وقت لانتظار الحرفاء، مؤكدين ان شرطة المرور تتدخل لردع اي صاحب سيارة تاكسي يقوم بانتقاء الحريف. وافاد اصحاب التاكسيات ان مقدرتهم الشرائية تدهورت بسبب غلاء المحروقات وتكلفة الصيانة وقطع الغيار، وانهم يمضون ساعات طويلة في انتظار الحريف، وان فرض تعريفة مسبقة على الحريف لها مبرراتها، مشيرين الى ان التجاوزات المسجلة مرتكبة من السيارات العشوائية التي تدخل الى ساحة المطار لانتقاء الحريف وفرض تعريفة مسبقة عليه دون انتظار دورها في الصف المخصص لاصحاب السيارات. واعتبر بعض اصحاب التاكسيات الراسية بالمطار، انهم يقدون خدمات شاقة لفائدة الحريف، وان البعض منهم ينتظر لساعات، واحيانا تصل الرحلة، ولا يمكنه الظفر باي حريف لطول صف الانتظار، من جهة ولتعمد بعض السيارات الاخرى الدخول على الخط وعرض خدماتها على الحريف. سلطة الإشراف...على الخط من جانبه، اكد المدير العام للنقل البري بوزارة النقل فرج علي في تصريح ل«الشروق» ان تاكسي المطار ينطبق عليه نفس القانون المتعلق بالتاكسي الفردي الذي يفرض على المهني استعمال العداد عند نقل الحريف، مع تمتعه بتعريفة اضافية قدرها 3 دنانير، كتعويضه على عملية الانتظار وكان هدف سلطة الاشراف من هذه الزيادة حماية حقوق الحرفاء وكذلك المهنيين. وقال فرج علي ان هذه التجاوزات مرفوضة ويعاقب عليها القانون، وان اصحاب تاكسيات المطار ليس لديهم قانون خاص بهم، مؤكدا ان تنظيم عمل قطاع التاكسي موكول الى المشرفين على المطار للقيام بعمليات التنظيم ووضع شروط تتعلق بجولان سيارات التاكسي بالمطار. وقال بن فرج ان مثل هذه التجاوزات تسيء الى سمعة بلادنا، وان على المشرفين على المطار وضع اليات للحد منها وتطبيق القانون. واجهة البلاد... مشوهة يجمع المتداخلون على ان التاكسي هو واجهة البلاد، والمعروف في كل بلدان العالم ان سيارة التاكسي وسائقها تعكس حقيقة الوضع بالبلد، وعندما تشاهد تاكسيات مطارات الدول الاجنبية فانك ستبهر بالموديلات الفاخرة للسيارات التي تكون نظيفة ومرفهة، لكن بمطار تونسقرطاج فان اغلب السيارات متواضعة وتبدو شعبية وغير مرفهة. وهنا يتساءل البعض لماذا لا تكون من الشروط الولوج الى المطار ان تكون السيارات جديدة ونظيفة ومريحة للمحافظة على سمعة بلادنا وواجهاتها؟. الناطق الرسمي باسم «تاكسيات المطار» نحن ضحايا «التاكسيات» العشوائية أكّد الناطق الرسمي باسم اصحاب سيارات تاكسي المطار رضا بن بلقاسم في تصريح ل«الشروق» انه في السابق كانت هناك تجاوزات، وهي تسجل في أغلب المطارات العالمية وليست حكرا على مطار تونسقرطاج، مضيفا انه بعد قانون 1 جويلية 2018، فان هذه التجاوزات تقلصت بصفة ملحوظة وان ما يسجل من ممارسات غير قانونية تقوم بها تاكسيات عشوائية وغير منظمة. وتابع بن بلقاسم حديثه، انه بعد سلسلة من الاجتماعات مع ممثلي المطار تم الاتفاق على وضع نظام عمل داخل المطار، يضمن حقوق الحريف وصاحب سيارة التاكسي، من ذلك ان هناك صف ينظم عمل سائق التاكسي، مضيفا ان بعض التاكسيات يدخلون الى ساحة المطار ويقومون بانتقاء حرفائهم ووضع تعريفة مسبقة. وقال محدثنا ان جميع اصحاب سيارات الاجرة لهم الحق في العمل بساحة المطار، الذي قال انه ليس حكرا على اي طرف، مؤكدا انه بعد سلسلة من الاجتماعات تم الاتفاق على دفع معلوم اضافي على الحقائب والطرود الذي يتجاوز وزنها 10 كيلوغرام وطولها 45 صم، اضافة الى 3 دنانير كمعلوم للانتظار، مؤكدا ان هذا المبلغ هو الحد الادنى وان اغلب سائقي التاكسيات ينتظرون لساعات للظفر بحريف. النائب الأول لرئيس الغرفة الوطنية لأصحاب التاكسي الدخلاء شوّهوا القطاع... وتطبيق القانون ضروري أكّد النائب الأول لرئيس الغرفة الوطنية لاصحاب التاكسي الفردي عادل عرفة في تصريح ل«الشروق» انه في البداية يجب التأكيد على انه لا توجد معايير وضوابط لاختيار سواق تاكسي المطار، الذي قال ان جميع اصحاب هذه السيارات يمكنهم العمل بالمطار الذي قال انه ليس حكرا على اي طرف وانه لا يوجد استثناء او تمييز بين المهنيين. وقال ان العمل بالمطار هو اختيار من المهني، مؤكدا انه أمام تشكيات المهنيين بطول ساعات انتظار الحريف بالمطار، تم اقرار 3 دنانير كتعريفة إضافية والتي صدرت يوم 9 ماي 2018 وتم الانطلاق في تطبيقها يوم 1 جويلية 2018، وهذه التعريفة الاضافية كتعويض لعملية الانتظار والتوقف دون عمل. وتابع عرفة ان المطار يزخر بدورية مرورية قارة مهمتها مراقبة عمل أصحاب سيارات التاكسي وضرورة ردعهم عند إتيانهم اي تجاوز، مؤكدا انه اذا تم تسجيل ممارسات غير قانونية، من قبل المهنيين وعدم تدخل السلط الامنية فان هناك نقاط استفهام، مؤكدا انه على منظوريهم العمل طبقا للقانون والتعريفة وان عليهم استعمال العداد، وفي المقابل على الأمنيين القيام بواجبهم وحماية حقوق الحريف. وقال عرفة ان قطاع التاكسيات مليئ بالدخلاء والعشوائيين الذين لا علاقة لهم بالمهنة والقطاع، وبعضهم غير متحصل حتى على الرخصة المهنية، وبالتالي فانه لن يكون منضبطا ولن يحترم هذه المهنة ويحافظ عليها، مشيرا الى ان الدخلاء شوهوا المهنة وان الغرفة لن تساند المتجاوزين للقانون. وفي ختام حديثه، افاد بن عرفة انه مع تطبيق القانون وان هذا القطاع مازال مهمشا ويشهد انفلاتا، وانه يتطلب جملة من الاصلاحات لانه واجهة تونس، ومتى كان غير منظم فإنه سيشوّه صورة بلادنا وسمعتها. 3 دنانير تعريفة إضافية مخصصة عند نقل الحريف من المطار 150 سيارة تاكسي هي طاقة استيعاب محطة المطار 32 ألف مهني (سائق تاكسي) 16.370 ألف سيارة تاكسي في تونس 400 سائق تاكسي سيحصلون على بطاقة للولوج الى المطار 1876 هو الرقم الأخضر لتسجيل الشكاوى