التونسية (تونس) اتصل بنا في «التونسية» عدد من المسافرين العائدين إلى أرض الوطن عبر مطار تونسقرطاج ليعبّروا عن استيائهم واستنكارهم لظاهرة لجوء بعض أصحاب التاكسيات الرابضة قرب المطار لنقل القادمين من الخارج الى عدم الالتزام بتعريفة العدّاد واشتراط سفرات عن طريق «الوفقة» مع ما يعني ذلك بالنسبة للعائد من الخارج من دفع معلوم مضاعف أو أكثر بمرات من المعلوم الذي من المفروض أن يحدّده العدّاد.
وفي هذا الاطار اكد المحامي والحقوقي «مبروك كورشيد» ل «التونسية» انه تعرض للابتزاز من قبل عدد من اصحاب سيارات التاكسي الرابضة بمحطة مطار تونسقرطاج مرارا من خلال اجباره على دفع اضعاف القيمة المالية المحددة في العداد, مضيفا ان هذه الظاهرة اقلقت الكثيرين خاصة السواح وان ذلك من شأنه ان يرسم صورة قاتمة عن تونس في اذهان الاجانب باعتبار ان المطار هو واجهة أي بلد, مطالبا بالتصدّي لجشع عدد من أصحاب التاكسي. من جانبها اشتكت ايمان (موظفة) من هذه الظاهرة التي عكرت صفو فرحتها بالعودة الى أرض الوطن, مضيفة انها وقعت فريسة في شراك بعض التاكسيستية مرات عدة منتقدة الطرق المبتذلة للكسب السهل والربح, ومن جهتها انتقدت اسماء (موظفة) ظاهرة الابتزاز واعتبرتها منافية للقانون وللأعراف والشرع, مضيفة ان تنامي هذه الظاهرة دفعها للاستنجاد بسيارات الاصدقاء والاقارب الذين يستقبلونها امام مطار تونسقرطاج كلما عادت إلى أرض الوطن. أما مجدي فقد اكد انه تعرض للابتزاز في اكثر من مناسبة على يد بعض أصحاب سيارات الاجرة الذين طلبوا منه في كل مرة مبلغا يفوق التسعيرة الحقيقية الموجودة في العداد, مضيفا ان عددا من اصحاب التاكسي يشترطون ثلاثة اضعاف المبلغ, مستغربا صمت السلط والدوائر المعنية عن هذه الظاهرة. مجبر أخاك لا بطل وباتصال «التونسية» بعدد من أصحاب «التاكسي» المعنيين بالموضوع دافعوا عن حقّهم في الترفيع في سعر بعض الرحلات مؤكدين ان غلاء اسعار المحروقات شكل ضربة موجعة لهم جعلتهم يبحثون عن حلول تعيد التوازن بين المصاريف والمرابيح, موضحين انهم مرغمون على انتهاج هذا المسار وانهم غير سعداء بالترفيع في تسعيرة التنقل, مردّدين المثل القائل: «مجبر أخاك لا بطل...». فيما أرجع عدد آخر من «التاكسيستية» الترفيع في الاسعار الى غلاء كلفة الصيانة والاصلاح مضيفين ان اسعار قطع الغيار ارتفعت بشكل جنوني مقارنة بفترة ما قبل الثورة. تمييز ومحاباة من جانب آخر عبر عدد كبير من أصحاب التاكسي انهم حرموا من التوقف بمحطة التاكسي بمطار تونسقرطاج دون موجب حق, مؤكدين ان بعض الاطراف تتدخل في كل مرة للسماح لبعض التاكسيستية بالدخول للمحطة وتشجيعهم على ابتزاز الحرفاء وفرض تسعيراتهم عليهم.. وفي هذا الاطار اكد بلال ( سائق تاكسي) ان عددا كبيرا من زملائه هم ضحايا التمييز وتحدث عن تفشي سياسة المحاباة التي تنتهجها عدة اطراف ضدّهم, مضيفا أنهم حرموا من التوقف بالمطار ونقل المسافرين فيما يسمح للبعض الآخر بالتجول بكل حرية والتوقف أينما يريدون, ملمحا الى وجود اتفاق بين «الطرفين» باقتسام ثمار التنسيق بعد ابتزاز الحرفاء. من جهته اشتكى «محمد» من عديد الممارسات التي اعاقت تنقلهم في محطة التاكسي التابعة لمطار تونسقرطاج مما جعلهم يعدلون عن نقل الزبائن الى المطار لتجنب المضايقات الامنية وغيرها ,مرددا «كرهت خدمة المطار...». نقابة التاكسي : «إلّي يغلط يخلص» من جانبه أقر «معز السلامي» رئيس الغرفة النقابية الوطنية لأصحاب سيارات الأجرة (تاكسي فردي) بوجود تجاوزات متعددة في محطة التاكسي بمطار تونسقرطاج متأتية من سوء تنظيم وادارة اسطول التاكسي, مضيفا ان الغرفة النقابية اجتمعت بآمر المطار لمناقشة بعض المواضيع والمسائل منها تجاوزات بعض أصحاب التاكسي بخصوص التعريفة, وفي المقابل كشف السلامي وجود عدد من الدخلاء على المهنة يصولون ويجولون في محطة التاكسي بالمطار ويقومون بهذه التجاوزات, قائلا: «اكتشفنا سيارات مطليّة باللون الاصفر لكي تبدو شبيهة بسيارة التاكسي مجهزّة بعدادات الكترونية قام أعوان الأمن مؤخرا بحجز واحدة منها». وأوضح السلامي انه سيجتمع ثانية بآمر المطار لعرض مقترح يقضي بتنظيم اسطول التاكسي لقطع الطريق امام كل التجاوزات بحق الحرفاء واعداد نظام داخلي لتنظيم القطاع, مضيفا: «لقد اصبحنا اعضاء قارين في اللجنة المعنية بتنظيم الاسطول بمشاركة غرف نقابات تونس الكبرى التابعة لاتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية...». وأشار السلامي الى ان الغرفة الوطنية تقوم بحملات تحسيسية لفائدة المهنيين لاقناع عدد منهم باحترام القانون وتجنب ارتكاب تجاوزات, مطالبا بتجريم كلّ المخالفين للقانون من خلال تفعيل القانون عدد 33 لسنة 2004 الذي يتضمن اجراءات عقابية تصل الى حدود سحب الرخصة, معلقا: «نحن ضد أي تجاوز للقانون والي يغلط يخلص...». أمنيون ووكالات أسفار وسماسرة على الخط؟ كما وجه السلامي اصابع الاتهام الى عدد من الامنيين ووكالات أسفار واطراف من داخل المطار بالمشاركة في التجاوزات التي يأتيها عدد من المهنيين من خلال ربط علاقات بين الطرفين تفضي الى اقتسام الاموال المتاتية من المرابيح, قائلا: «هناك منظومة كاملة بالمطار لها علاقة بالتجاوزات وهناك ايضا سماسرة يشاركون في هذه العملية...انها ظاهرة تمس من المهنة وصورة البلاد... وسنجتمع مع آمر المطار يوم 26 من الشهر الجاري لمناقشة هذا الملف...». منتصر الأسودي