يُدرك العَارفون بشؤون مركب المرحوم حسّان بلخوجة أن الترجي يَستمدّ جَانبا من قُوّته ونَجاحه من العَمل الكَبير لطبيبه ياسين بن أحمد ومُعدّه البدني صَبري البوعزيزي الذي كسب التَحدي رغم الهَجمات «الفَايسبوكية» والحَملات الضّارية التي يَتعرّض لها مع كلّ إصابة أوحتّى نَزلة برد قد تُهاجم أحد اللاّعبين. وقد كان الفوز برابطة الأبطال الافريقية بمثابة شَهادة جديدة تَنضاف إلى جملة النجاحات والدّبلومات التي يملكها البوعزيزي الصّامد في منصبه منذ 2012 وهذه الاستمرارية ليست بالأمر الهيّن بالنّظر إلى حجم الضّغوطات والكمّ الهائل من الإطارات الفنية التي تَعاقبت على تدريب الجمعية خلال السّنوات الأخيرة بداية بمعلول وُصولا إلى الشّعباني. تَقنيات مُتطوّرة يُؤكد البوعزيزي أنّ الترجي يعتمد على أحدث التجهيزات وأرفع التقنيات في مجال الإعداد البدني الذي يَتطوّر بنسق جُنوني. ويشير البوعزيزي في هذا السياق إلى أن الجمعية تَستخدم تقنية «الجي .بي .آس» التي تَسمح بمتابعة الحَالة البدنية لكل لاعب مع مُراقبة دقات القلب والمَسافات المَقطوعة وذلك حسب المَراكز. هذه التكنولوجيات تُتيح للفريق أيضا ضبط زمن اللّعب الفِعلي في كلّ مباراة ويُؤكد البوعزيزي في هذا الصّدد أن المعدّل الحالي بالنّسبة للترجي يَتراوح بين 37 و46 دقيقة (من جُملة 90 دقيقة) ويَعتقد أن هذا الرّقم جيّد وقَابل للتحسّن لولا التَقطّعات والاحتجاجات وتَضييع الوقت أثناء المُباريات. ويراهن النادي على عدّة وسائل أخرى في الإعداد البدني على غرار العِلاج بالسّباحة وهو إجراء يَتمتّع به الآن ماهر بن صغير. في أتمّ الجاهزية يَلعب الترجي بمعدّل لقاء في كلّ ثلاثة أيام وهو ما يُضاعف أهمية الجانب البدني وفي هذا السياق يُؤكد البوعزيزي أن الفريق طبّق سياسة «تَدوير» الزاد البشري مُستفيدا من الانتعاشة الكبيرة للعناصر الاحتياطية التي تقوم بتدريبات اضافية حتّى تكون على نَفس الجَاهزية مع الأسماء الأساسية. ويخضع اللاعبون الاحتياطيون إلى حصّة تدريبية في نفس اليوم الذي تَخوض فيه الجمعية مُواجهة رسمية وبعد المباراة تَقوم الأسماء الاحتياطية بحصّة ثانية مُقابل اكتفاء الأساسيين بإزالة الإرهاق. هذا ويكشف البوعزيزي عن مُفارقة عجيبة بخصوص العناصر المُتفوّقة في الاختبارات البدنية بما أن الرجايبي والمباركي يحتلاّن الصدارة لكن يختلف الأمر أثناء المباريات حيث تَبرز أسماء أخرى من حيث اللّياقة والاندفاع مثل الخنيسي وبن محمّد والربيع و»كُوم». وَيُشدّد البوعزيزي على أهمية الاجتهاد في التمارين والانضباط الذي يُؤثّر كثيرا في جَاهزية «الكَوارجية». وفي سياق الحديث عن تحضيرات الترجي للمونديال المُنتظر في الامارات قال البوعزيزي إن الفريق يسعى لبلوغ هذه التَظاهرة الدولية وهو في أتمّ الجاهزية وذلك من خلال التصرّف الجيّد في الاعداد البَدني ويؤكد أن الأمل قائم لتحضير جلّ الأسماء «الموجوعة» في مُقدّمتها اليعقوبي الذي مازالت آماله قائمة لخوض كأس العالم ويُشير البوعزيزي إلى أن السرّ الحقيقي في النجاح يكمن في المُثابرة وتكريس روح المجموعة بما أن الترجي يراهن على الانسجام الكبير بين مُختلف أعضاء الإطار الفني بداية بالمدرب وصولا إلى الطبيب بن أحمد وبقية المُكلفين بالإعداد البدني مثل أيمن المثلوثي وأحمد الحمادي والجميع يستمدّون الثقة من رئيس الجمعية الذي آمن بهم رغم حَملات التَشويش والتَشكيك.