تونس (الشروق) توتر متصاعد، قلق ودروس خصوصية، للاستعداد للفروض والامتحانات، هذا هو وضع اغلب التلاميذ، الذين حرموا امس من حقهم في اجراء الامتحانات. ويقول في هذا الصدد التلميذ ريان (باكالوريا) انه شرع في تلقي دروس التدارك منذ بداية الموسم الدراسي لضمان تحصيل جيد يوم الامتحان، وانه ضاعف من مجهوداته خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي، وذلك استعدادا لاجراء الامتحانات، لكنه اصطدم بقرار أساتذته بمقاطعة الامتحان، مما جعله يشعر بالاحباط والغضب والحيرة شانه شان بقية التلاميذ الذين حصل لهم خلل وخوف من عدم التمكن من اجراء الامتحانات في اوقاتها المحددة. قلق وحيرة حالة من القلق والغضب خيمت على وجوه التلاميذ والاولياء الذين التقتهم «الشروق» امام المعاهد والمدارس الاعدادية بالعاصمة، اذ ان التلاميذ لا يعلمون متى تنتهي الازمة والصراع الدائر بين سلطة الاشراف والهياكل النقابية، ولا يعرفون اول موعد لاجراء الاختبارات خاصة ان عامل الوقت يداهمهم لإجراء هذه الامتحانات والانطلاق في موسم الثلاثي الثاني. ويقول في هذا الصدد التلميذ «شادي العياري»، ان عائلته قررت نقله الى معهد خاص بعد ان سئمت من الاشكاليات التي يمر بها التعليم العمومي من اضرابات وحجب اعداد ومقاطعة الامتحانات، مؤكدا ان معاهد التعليم الخاص اذا ما تغيب الاستاذ فانه يقع تعويضه ومواصلة الدرس. وتابع محدثنا ان عددا من التلاميذ الذين يدرسون بالمعاهد العمومية تقلصت رغبتهم في الدراسة بسبب استعمالهم دائما كورقة للضغط على الوزارة واستعمالهم كرهائن من اجل تحقيق مطالبهم النقابية. تحصيل معرفي في خطر من جانبه اكد «طه» تلميذ (باكالوريا) انه أمضى ساعات من اجل التحضير والاستعداد لاجراء الاختبارات، لكنه تم اعلامه من قبل الاساتذة بانه لا توجد امتحانات، ورغم ان الاستاذ واصل الدرس الا انه لم يستطع التركيز وكان فكره مشتتا وحائرا، اذا ما ستتواصل عملية المقاطعة، مشيرا الى ان الامر سينعكس على مردوده وتحصيله المعرفي. واضاف محدثنا ان الكثير من التلاميذ مستاؤون من عملية المقاطعة التي اعتبرها تلاعبا واستهتارا بمصلحة التلميذ الذي سيفقد حماسه في الدراسة والتعلم، وان حصوله على أعداد ضعيفة في المستقبل ستجعل منه يحمل المسؤولية الى استاذه بدرجة اولى وهو ما سيكون له تأثير على العلاقة بين التلميذ والمربي. كما افاد من جانبه ريان الحمروني ان التلميذ اليوم في «غيبوبة» لا يعلم عن مستقبله الدراسي شيئا، فهو يدرس ويتعلم من اجل تقييمه عبر امتحانات، تمت مقاطعتها اليوم، مما ادخلهم في دوامة من الضبابية، مؤكدا ان التلميذ بمثابة «الحطب» في الحرب الدائرة بين الوزارة والنقابة. وتساءل الحمروني متى سيتم تغليب مصلحة التلميذ، متى ستفهم الاطراف المتداخلة في الشان التربوي بان الزاد المعرفي للتلميذ التونسي تراجع بشكل مخيف، مؤكدا ان هذه التجاذبات جعلت من التلميذ ينفر المؤسسة التربوية ويميل نحو الفضاءات الاخرى منها قاعات الالعاب والمقاهي وحدائق الالعاب. واكد ريان ان التلاميذ يوجهون صرخة لإنقاذهم من دوامة الصراع والحرب القائمة، وابعاد التلميذ عن التجاذبات التي قال انها دمرت نفسيته ومساره الدراسي. مليون طفل انقطعوا عن الدراسة منذ الثورة إلى الآن 65 هي مرتبة تونس (قبل الاخيرة) في قياس كفاءة النظم التعليمية ٪0٫8 هي نسبة التلاميذ المتميزين في عمر 15 عاما حسب البرنامج الدولي لمتابعة مكاسب التلاميذ (PISA) ٪50 من المؤسسات التربوية مهددة بالسقوط، والوزارة بصدد اصلاحها 12 ألف صفر تحصل عليها تلاميذ في مادتي الفرنسية والانقليزية في مناظرة الباكالوريا لسنة 2016 900 ألف تلميذ في الاعدادي والثانوي معنيون بمقاطعة الامتحانات