في الوَقت الذي بدأ فيه العدّ التَنازلي لكأس افريقيا مَازال المنتخب يُصارع شَبح الفَراغ في ظلّ إقصاء مدربه الأوّل فوزي البنزرتي وفَشل القائدين المُؤقتين ماهر الكنزاري ومراد العقبي في نَيل الثِّقة. آخر المُستجدات في ملف الملف المدرب الوطني تُفيد بأن قائمة المُرشحين اتّسعت لتشمل الفرنسي «جُون ميشال كَافالي» وهو سَادس السّتة الأجانب الذين وقع تَداول أسمائهم في الكَواليس قصد التَعاقد مع أحدهم لقيادة «النسور» في «الكَان» التي ستدور فَعالياتها بين 15 جوان و 13 جويلية 2019. وَتَضمّ اللائحة الافتراضية للمدربين المطلوبين ستة أسماء فرنسية وبلجيكية وبرتغالية وهي: ألان جيراس وبُول لوغوين وجون ميشال كَافالي ومَارك فيلموتس وهوغو بروس وباولو دوارتي. هل يَصلحُ «كافالي» لتدريب المنتخب؟ تُؤكد المعلومات القادمة من الجامعة أن قائمة المدربين المُرشحين لتدريب «النسور» تعزّزت بإسم جديد وهو «جون ميشال كافالي» الذي درب عدة جمعيات فرنسية وأندية عربية مثل النّصر السعودي والوداد البيضاوي والهلال السوداني وقد أشرف الرّجل أيضا على حظوظ المنتخب الجزائري وتمّت إقالته آنذاك بسبب الاخفاق في التأهل إلى «كَان» 2008. والمُلاحظ أن «كَافالي» كثير التّرحال ولا يَكاد يستقرّ في مكان أمّا سجله فإنّه يشهد ازدحاما كبيرا نتيجة الكَمّ الهائل من الجمعيات التي أشرف عليها لكن ألقابه تُعدّ على الأصابع وقد تَحقّقت أساسا في المَملكة العَربية السعودية. رفض تامّ بعد قرار ترحيل البلجيكي «جورج ليكنز» من أولمبي سوسة لضعف فِكره التدريبي وعُقم أسلوبه التَكتيكي فتحت بعض الجهات باب التَخمينات وتكهّنت بإقدام الجامعة على وضع الرّجل ضِمن المرشحين لقيادة المنتخب. ورغم أنّنا نتوقّع أي شيء من الجريء فإنّ «لعقلاء» والخُبراء وهم قلّة في الجامعة يُعارضون مجرّد التفكير في «ليكنز» الذي خُضنا معه تجربة سابقة حَضرت خلالها الواقعية وغاب أثناءها الاقناع بسبب مَحدودية المؤهلات الفنية ل «السيّد 90 بالمائة» كما أطلق عليه البلجيكيون على هَامش سُخريتهم من مُغالطاته الشّهيرة بخصوص نجاحه المَزعوم مع منتخب «الشَياطين الحمر» آنذاك. وقال «ليكنز» في تلك الفترة إنّ نسبة نَجاحه مع منتخب بلاده قُدّرت بحوالي 90 بالمائة وهي النسبة ذاتها تقريبا التي منحها الجريء كِذبا وبُهتانا لمعلول بعد المُونديال الروسي وذلك في الوقت الذي كان فيه «السيّد خُماسيات» يستعدّ للذهاب إلى «الدحيل» هذا ما لم يكن قد وقّع معه سِرّا قبل أن يَسكب دُموع التَماسيح لحظة انطلاق لقاء بلجيكا. العقبي ثَابت بَعد أن أعلنت الجَامعة عن قرار البحث عن مدرّب «من وراء البِحار»، من الطّبيعي أن نَتساءل عن مستقبل المدربين المُؤقتين ماهر الكنزاري ومراد العقبي وفي هذا السياق أكدت الجامعة أنّها تركت لهما الحُرية لتقرير مَصيرهما بنفسهما وتفيد المعلومات التي بحوزتنا أن مراد العقبي يُفضّل البقاء خاصّة في ظل الثقة الكبيرة التي يتمتّع بها صُلب الجامعة عَلاوة على التقدير الذي يَكنّه له الجمهور لما أظهره من جِدية في العَمل واتّزان في خِطاباته الاعلامية. وفي المُقابل لم تَتّضح الرؤية بخصوص الكنزاري الذي تبدو صُورته مهزوزة وذلك لعدّة اعتبارات موضوعية قد نَختزلها في «شُبهة» استغلال علاقاته الوثيقة من الجريء ل «الانقلاب» على البنزرتي وأيضا انهيار أسهمه في سوق المدربين والفشل الذريع في تَحسين لياقته البدنية التي أصبحت للأمانة حديث الجماهير التونسية. الجَميع في انتظار وديع في خِضمّ الجدل الدائر حول المدرب، تَحوّل رئيس الجامعة مؤخرا إلى المملكة المغربية لحضور اجتماع اتحاد شمال افريقيا الذي «تَنازل» وديع الجريء على قيادته لفائدة الليبي جمال الجعفري تنفيذا لمنطق التَداول على المناصب الموجود في كلّ الهياكل إلاّ في جامعة الكرة عِندنا. ما يَعنينا من هذا الأمر أن أعضاء جامعتنا في انتظار قدوم الجريء من مَملكة محمّد السّادس دون أن يكون معه طبعا فوزي البنزرتي العائد إلى الوداد بعد «كَابوس» مُزعج في جامعة الجريء. ومن المفروض يَترأس الجريء الجلسة المُرتقبة للجامعة لحسم ملف المدرب الوطني بعد دراسة العديد من الترشحات وتفيد مَصادرنا أن الاجتماع المُرتقب قد يَحسم الأمور كما أن قرار تأجيل الإعلان عن هُوية الربان الجديد للمنتخب يَبقى من الاحتمالات الواردة خاصّة في ظل تحمّس بعض الجهات لمبدأ التأخير لعدّة اعتبارات منها الحصول على الوقت الكافي للتدقيق في ملفات المرشحين حتى تكون الاختيارات مُوفّقة فضلا عن وضع المسائل المالية في الحُسبان بما أن «المهدي المنتظر» سيقبض أكثر من 100 مليون وقد يكون من الأحسن تَمديد «فترة الفراغ» خاصّة أن التحضيرات الفِعلية قد تنطلق في شهر مارس القادم. والأمل كلّه أن لا يقع «التلاعب» بهذا الملف من خلال الحسابات الخَفية والتأثيرات الجانبية خاصة أن منصب المدرب الوطني سيجعل «آلاف» الوكلاء يحاصرون رئيس الجامعة لِيُقنعوه بجودة بِضاعتهم ونخشى طبعا أن تقع الجَماعة في المحظور وتأتينا بأحد المُفلسين أوحتى ب»سَمسار» في ثوب المُدربين وما أكثر هؤلاء في جمعياتنا ومنتخباتنا الوطنية.