مَازال المنتخب الوطني يُواجه الفراغ ويُصارع المجهول في ظلّ الشّغور القائم على مستوى منصب المدرب الأوّل وقد انطلقت منذ أيام رحلة البحث عن «المَهدي المنتظر» في الضفة الأخرى من المُتوسّط وتدرس جامعة الكرة سجلات عدد من الإطارات التدريبية الأجنبية على أمل الظّفر بالقائد الأفضل والأمثل لبقية المشوار. قائمة المَطلوبين تَضمّ بالأساس أسماءً بلجيكية وأخرى فرنسية وبُرتغالية كما هو شأن «مارك فيلموتس» و»هُوغو بروس» و»بول لوغوين» و»ألان غيراس» و»باولو دوراتي» وقد تَتّسع اللائحة لتشمل إطارات جديدة خاصّة أنّ عملية انتقاء الربّان الجديد تخضع لجملة من الضغوطات منها مُتطلبات المرحلة الحالية والامتيازات المالية الضّخمة التي سَيلهفها بديل البنزرتي. وفي سياق الحَديث عن المَاديات نشير إلى أن المعلومات القادمة من المنزه تفيد بأن الجامعة سَتُقدّم هذه المرّة تضحيات كبيرة وقد يَرصد مكتب وديع الجريء أكثر من 100 مليون للحصول على توقيع مدرب كبير وقادر على تصحيح المَسار وتحقيق أحلام الجمهور في الكأس الافريقية المُنتظرة في شهر جوان القادم. وتراهن الجامعة كثيرا على مواردها الذاتية واجتهاداتها الشخصية لتأمين «الثَّروة» التي سيغنمها المدرب الجديد كما تُعلّق جماعة الجريء آمالها على سلطة الإشراف للمساهمة في تغطية جزء من النّفقات بعنوان المنح التي ترصدها الوزارة للمنتخبات الوطنية وإدارتها الفنية. ونبقى مع ملف المنتخب لنشير إلى أن عدة جهات فاعلة عبّرت عن رغبتها في الاستفادة من خبرات راضي الجعايدي في خطة مدرب مساعد أومُستشار فني لكن يبدو أن عملية «انتداب» الجعايدي لن تكون بالأمر الهيّن في ظل عدم تحمّسه لمغادرة أنقلترا حيث يُشرف على حظوظ الشبان ويُراوده في الوقت نفسه حلم الظهور في «البروميارليغ» كمدرب بعد أن كان قد خَبر الدّوري الانقليزي المُمتاز كلاعب. الجدير بالذّكر أن الجامعة فسحت المَجال للمساعدين الحاليين مراد العقبي وماهر الكنزاري لتحديد مُستقبلهما بحرية وذلك بمواصلة المشوار مع «النسور» أوترك مَنصبيهما بالطّرق الحضارية خاصّة أن الوضع لم يَعد يحتمل المَزيد من الفضائح كتلك التي حصلت عند ابعاد البنزرتي الذي وقع عزله في الوقت الذي كان يحتفل فيه بالتأهل إلى «الكَان». الطّريف أن الجامعة استغنت عن مدرب كبير يَتقاضى 35 مليونا بالدينار التونسي لتبحث الآن عن مدرب آخر كبير لكنّه يحصل على 35 ألف أورو أويزيد... إنه فعلا منتخب العَجائب والغَرائب.