انضم ندائيو جهة المهدية الى صف الندائيين الغاضبين في الجهات بسبب تقلبات العلاقة مع القيادة المركزية للحزب وفق ما ذكره زايد كرشود عضو المكتب الوطني بنداء تونس وأحد قيادييه بجهة المهدية. تونس – الشروق – وقال كرشود في تصريح ل»الشروق» إن حالة التململ تتواصل بين عدد من القيادات الجهوية والمحلية لحزب نداء تونس في مختلف الجهات آخرها في المهدية. وهو ما حصل سابقا في بنزرت والقصرين وقابس والمنستير وسوسة. وأضاف المتحدث أن اجتماعا موسعا انعقد مؤخرا بالمهدية. وجمع عددا من القيادات والكفاءات المحلية والجهوية والمسؤولين المحليين والمستشارين البلديين (الفائزين في الانتخابات البلدية الأخيرة) وكفاءات شبابية يمثلون تنسيقية الشباب بالجهة. وقال إن المجتمعين عبروا عن نفاد صبرهم تجاه السياسة المركزية للحزب. وعبروا أيضا عن ضرورة وضع حد لما يحصل خاصة تعمد القيادة المركزية إقصاء وتهميش الكفاءات الوطنية الناشطة على المستوى المحلي والجهوي وتعمدها أيضا إسقاط القرارات والتعيينات الجهوية والمحلية من فوق. واعتبروا أن ذلك يؤدي الى حرمان التنسيقيات الجهوية والمحلية من حرية واستقلالية القرار في ما يتعلق باختيار قياداتها. مخاوف قال زايد كرشود نقلا عن عدد من القيادات المحلية والجهوية للحزب بكامل أنحاء الجمهورية إن هذه الأخيرة أصبحت تُعبّر باستمرار عن رفض هذا التمشي الذي أدى الى تراجع الحزب بشكل مقلق وفعلي على الميدان. وسيؤدي على حد قوله إلى تراجع مكانته على الساحة السياسية مع حلول انتخابات 2019.. وقال إن جميع هؤلاء شرعوا من الآن في التفكير في تصحيح مسار النداء بعد أن أصبح وفق تقديره مختلفا عن النداء الذي أسسه الباجي قائد السبسي في 2012 والذي كان في نيته أن يجمع بواسطته العائلة الوسطية التقدمية الدستورية الكبرى. لكن ذلك لم يتحقق (رغم النجاح في انتخابات 2014). حيث انحرف ذلك النداء عن مساره الصحيح بسبب ما وصفه المتحدث ب»هوس» البعض بالسلطة والحسابات الشخصية الضيقة والابتعاد عن المشاغل الحقيقية للتونسيين. وحول إمكانية إصلاح الوضع في المؤتمر الذي ينوي الحزب تنظيمه في فيفري القادم قال زايد كرشود إنه أصبحت هناك مخاوف لدى أغلب قيادات وكفاءات الحزب من أن يكون هذا المؤتمر غير ديمقراطي بالنظر الى التطورات والتسميات الفوقية الأخيرة وإلى ما أصبح ملحوظا على البعض في القيادة المركزية من رغبة في إقصاء الآخر وفي الانفراد بالقيادة مستقبلا. ووفق المتحدث أصبحت هناك -تبعا لكل ذلك- قناعة لدى عدد كبير من القيادات والكفاءات الندائية الوطنية والجهوية والمحلية بأنه آن الأوان لوضع حد لهذا الوضع القاتم للحزب وذلك عبر التحرك في اتجاه فكرة هيكل جديد لإعادة تجميع العائلة الوسطية التقدمية وإعادة البناء دون إقصاء أو تهميش لأي كان وذلك لخلق التوازن السياسي في البلاد ولتلبية انتظارات المواطنين وشواغلهم. ويذكر أن كتلة الائتلاف الوطني دعت مؤخرا الندائيين الغاضبين ومختلف مكونات العائلة الوسطية والتقدمية الى الانضمام الى مبادرة إعادة البناء التنظيمي والسياسي للقوى الوطنية الوسطية والديمقراطية في اطار حركة جامعة لاستعادة التوازن السياسي .