تمكن النادي الإفريقي من حصد بطاقة التأهل إلى الدور السادس عشر من دوري أبطال إفريقيا وهو الأخير قبل دور المجموعات بعد تغلبه على الجيش الرواندي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل واحد. مباراة كانت صعبة للغاية وكاد أن يخيب خلالها أبناء شهاب الليلي آمال الجماهير التي حضرت بأعداد غفيرة جدا لكن دخول وسام يحيى والدعم القوي من الأنصار مكن الفريق من العودة وتحقيق الانتصار ومن ثمة التأهل. وينتظر أن يلاقي النادي الإفريقي في الدور السادس عشر فريق الهلال السوداني الذي يخوض اليوم مباراة العودة خارج أم درمان أمام بطل الزنزيبار الذي هزمه ذهابا بأربعة أهداف مقابل صفر. تغيير وحيد دخل النادي الإفريقي مباراة يوم أمس بتغيير وحيد قياسا بمواجهة كيغالي حيث استعمل شهاب الليلي صانع الألعاب أسامة الدراجي مكان لاعب الارتكاز أيوب مشارك. تغيير كان يفترض أن يؤدي إلى تطور أداء الأفارقة هجوميا قياسا بلقاء الذهاب لكن ما كل ما انتظره الليلي في حساباته وما دوّنه على ورقته التي عوضت الدفتر وجده بما أن الفريق لم يكن قادرا على فرض سيطرته على منافس كان أكثر منه جدية ورغبة في الفوز ببطاقة التأهل. كرة ثابتة ثم هدف تمكن النادي الإفريقي من الاهتداء مبكرا إلى شباك الجيش الرواندي في الدقيقة 13 من عملية مباغتة حيث افتك مختار بلخيثر كرة عند البناء الهجومي للضيوف ليستغل غياب التوازن ويمهد للخفيفي كرة وضعته وجها لوجه ليسجل هدف السبق. هدف سبقته محاولة يتيمة من مخالفة نفذها العابدي ارتقى إليها العيادي برأسية ظلت طريقها إلى المرمى. هدف مستفز استفز الهدف الذي سجله النادي الإفريقي ممثل الكرة الرواندية الذي غادر مناطقه سعيا منه لتعديل الكفة ليكون أول تهديد جدي بعد خمس دقائق من هدف الخفيفي حيث صوب موهاجيري كرة قوية تصدى لها الشرفي اثر خطأ في وسط الميدان من غازي العيادي. كرة تلتها أخرى من ايرانزي الذي صوب بدوره لكن دون خطورة على الشرفي مع انتصاف هذه الفترة. خطوط مفككة وتعادل موضوعي الملاحظة الأبرز التي رافقت الفترة الأولى هي الانتشار الغريب للاعبي النادي الإفريقي على الميدان فالخط الخلفي كان قريبا جدا من سيف الشرفي في حين أن لاعبي الهجوم كانوا متقدمين بشكل كبير أي أن كتلة الفريق كانت مفككة. تباعد الخطوط سهل من مهام الفريق الرواندي الذي وجد سهولة بالغة في بلوغ دفاع الأحمر والأبيض ومن الطبيعي أن «تجازيه كرة القدم» بهدف التعادل حيث ارتكب مختار بلخيثر مخالفة داخل مناطق الجزاء وجد الحكم المغربي نفسه مجبرا على إعلانها. ضربة جزاء نفذها بنجاح موهاجيري في الدقيقة 27 ليعدل النتيجة فيما كان يمكن أن يقع تدعيم هذا الهدف لو أحسن الفريق الرواندي استغلال ارتباك وسوء انتشار لاعبي الإفريقي. الليلي يتخلى عن الشماخي توفرت للأحمر والأبيض بعض أشباه الفرص خلال ربع الساعة الأخير من الفترة الأولى عبر الشماخي لكنه لم يحسن استغلال الخطأ الساذج الذي قام به الحارس «كمانيي» ثم عبر بلال العيفة الذي ارتقى بالرأس لرمية تماس طويلة من العابدي لكنه صوب خارج المرمى. وقبل نهاية الفترة الأولى بدقيقة اختار الليلي أن يتخلى عن الشماخي في تغيير كان يمكن للمدرب أن يؤخره إلى حجرات الملابس ليعفي لاعبه الشاب من سخط الأنصار لكنه اختار أن يضحّي به على ما يبدو. يحيى المنعرج وعلى شاكلة الشوط الأول كانت عودة النادي الإفريقي من حجرات الملابس فاترة رغم أن النتيجة لم تكن لتخدم مصالحه وباستثناء الركنية التي غير مسارها أسامة الدراجي نحو المنوبي الحداد الذي فشل في التسجيل رغم موقعه المناسب فإن الفريق لم يقدم المطلوب. الليلي بحث على بنك البدلاء فلم يجد سوى وسام يحيى ليزج به بدلا عن موشيلي ليكون هذا التغيير بمثابة المنعرج حيث غيّر «الغولدن بوي» من وجه الفريق. يحيى تحرك في خط الوسط وبعد دخوله بدقيقتين صنع تمريرة ذهبية للخفيفي الذي وزّع في المنطقة نحو الغاني ساسراكو الذي صوب كرة رأسية أعلنت عن تقدم الأفارقة بهدفين مقابل واحد مع الدقيقة 64. هدف تلاه آخر بعد 6 دقائق فقط حيث توغل العابدي من الجهة اليسرى ليوزع كرة اعترضها المدافع المحوري هيرفي قبل أن يحولها إلى الشباك زميله الظهير الأيسر ايمانويل. الليلي يعود إلى الحذر بعد تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 70 وقبل نحو ربع ساعة من نهاية المباراة اختار شهاب الليلي أن يجنح إلى الحذر وتأمين مناطقه الدفاعية ليرمي بأيوب مشارك مكان الغاني ديريك ساسراكو ليكون لاعب الوسط الرابع في التشكيلة بجوار يحيى والعيادي والدراجي. الدقائق العشر الأخيرة اختار خلالها النادي الإفريقي أن يجاري المقابلة بالعودة إلى مناطقه والتعويل على الهجومات المعاكسة التي كاد أسامة الدراجي أن يستفيد من إحداها في الدقيقة 85 لكن تصويبته مرت بجانب الهدف الرابع لتنتهي المقابلة بتأهل صعب قد يكون مؤشرا واضحا على أن الفريق يعاني وليس في أفضل حالاته وأن مواجهته للهلال السوداني (منطقيا) قد تتطلب منه معجزة ليكون ضمن دوري المجموعات.