لقبت بأم كلثوم تونس وكوكب المغرب العربي ... عاشت طفولة حزينة وانتهت نجمة مشهورة... غنت للمرأة والجمال وتغنت بالحب والحياة فكانت سيدة الأغنية التونسية بامتياز .. تونس (الشروق) صليحة الفنانة الحاضرة بالغياب يحتفي مسقط رأسها الكاف بمرور 60 سنة على رحيلها من خلال برنامج متنوع وثري ... إضطرتها ظروف الحياة القاسية ان تشتغل كخادمة في بيوت الأثرياء منذ كان عمرها 10 سنوات بعد ان انفصل والديها ، فانطلقت رحلتها مع الغناء رحلة مزجت بين الألم من واقع مرير والأمل في غد افضل الى ان حدث المنعرج في حياتها سنة 1938 بعد ان اكتشفها بشير فهمي وحسونة بن عمار وكان اول حفل ل «صلوحة « الإسم الحقيقي لها بمناسبة افتتاح الإذاعة التونسية لتكون الإنطلاقة للفنانة صليحة كما اطلق عليها جمهورها قبل ان تعرف ايضا باسم «سكينة هانم» عندما كانت تغني مع فرقة الموسيقار الباجي السرداحي الذي مهَّد لها فرصة الإلتحاق بالمعهد الرشيدي للموسيقى بمساعدة عثمان الكعاك مدير الاذاعة انذاك . وأشرف على تعليمها مجموعة من الفنانين والموسيقيين البارزين في تلك الفترة على غرار محمد التريكي وخميس ترنان اللذين قدما لها الألحان الجميلة... وان نجحت صليحة فنيا فهي لم تنجح عائليا وانفصلت عن زوجها بعد ان أنجبت منه ثلاثة اطفال لم يبق منهم سوى الفنانة المعروفة اليوم شبيلة راشد ... مسيرة حافلة لفنانة ولدت سنة (1914 )بمنطقة ريفية دشرة نبر بجهة الكاف فلم يكن طريقها سهلا نحوالغناء والشهرة فتركت رصيدا من الأغاني قارب ال 60 اغنية يرددها الناس الى يومنا هذا بل اصبحت قدوة في الأغنية التونسية تستلهم الفنانات من تراثها الذي استهوته الأذان واستلهمت منه القلوب . تعاملت مع كبار الشعراء والملحنين على غرار العربي الكبادي واحمد خير الدين وجلال الدين النقاش وغيرهم من الأسماء لتكون نهاية أسطورة الأغنية التونسية في نوفمبر 1958 عندما ودعت جمهورها في المسرح البلدي من خلال اغنية «مريض فاني طال بيا دايا» لترحل يوم 25 نوفمبر من تلك السنة باحد مستشفيات العاصمة . وبعد مرور 60 سنة على رحيلها واعترافا بما قدمته صليحة للأغنية التونسية التي ساهمت في إشعاعها تحيي المندوبية الجهوية للشؤن الثقافية بالكاف الذكرى 60 لوفاتها وذلك من خلال إعداد برنامج ثقافي متنوع سيقام يوميْ 8 و9 ديسمبر الحالي تحت شعار « صليحة صوت الحياة » ويتضمّن مجموعة من العروض الموسيقية يؤثثها مطربون من جهة الكاف ستقام بفضاءات المركب الثقافي بالكاف والمركز الثقافي سيرتا والمركز الدولي يوغرطة. وسيقام بالمناسبة معرض وثائقي يتضمن صورا للفنانة الراحلة، بالإضافة إلى تسجيلات نادرة لها في برامج تلفزيونية وإذاعية. وسيتم إنجاز لوحة فنية لصورة صليحة، لفائدة دار الثقافة نبر، وذلك بالشراكة مع الفرع الجهوي بالكاف لاتحاد الفنانين التشكيليين بالجهة . وتأتي هذه اللفتة التي سبقها ايضا احياء للذكرى خمسين لرحيل صليحة افتخار الجهة بما قدمته هذه الفنانة للأغنية التونسية التي عرفت رواجا كبيرا لا على المستوى الوطني فحسب بل على مستوى عربي ايضا خاصة في المغرب والجزاىر وليبيا وبقيت أغانيها يرددها الفنانون التونسيون وحتى العرب الى يومنا هذا ومن بين هذه الابداعات الخالدة لصليحة نذكر على سبيل المثال لا الحصر «دار الفلك «و» اوتاري وعودي « و»يالي بعدك ضيع فكري «و»ياخاينة بشكون بدلتيني « ويا «خدود التفاح «... كما غنت ايضا مجموعة من اغاني التراث على غرار « فراق غزالي «و»بخنوق» و»يا خيل سالم « وهي اول اغنية مصورة في فترة الخمسينات . رغم عدد السنوات القليلة التي عاشتها الفنانة صليحة الا انها استطاعت ان تترك بصمة كبيرة في تاريخ الأغنية التونسية التي وهبتها من روحها فكانت ملاذها من حياة البؤس والحرمان ومن الخادمة الى الفنانة التي تربعت على عرش الأغنية التونسية ...