كانت «الشروق» في الموعد دائما لمتابعة اخبار انبائنا الناشطين خارج حدود الوطن والذين يصنعون ربيع انديتهم ويسيلون لعاب المنتخبات الوطنية المتبنية، آخر الاهتمامات ورد من خلال الحيز الكبير الذي خصصته مجلة فرانس فوتبول في ملف خاص حول «رباعي» الأحلام الذي تعلق عيه آمال الكرة الفرنسية في المواسم القادمة، والمفرح والمحزن في نفس الوقت ان ثنائىا من جملة هذا الرباعي من اصول تونسية وتحدثنا عنهما في عديد المناسبات وهما حاتم بن عرفة ونبيل تيدر. اول الرباعي الذي تناولته المجلة هو حاتم بن عرفة، او «الموهبة الخارقة للهجوم» كما لقبته. هذا الشاب انتقل في ظرف قصير من المعهد الفرنسي للكرة الى مركز التكوين لأولمبيك ليون سنة 2002 قبل ان يمضي في سن ال 17 والنصف اول عقد احتراف مع الفريق الاول لليون. الامور لم تتوقف عند هذا الحد، ليجد هذا الشاب صاحب المتر و77 صم طولا و69 كلغ وزنا نفسه ضمن تركيبة الفريق الاول. «أولمبيك ليون» يعتبر نفسه محظوظا جدا بالفوز بخدمات بن عرفةحيث يقول جان ميشال اولاسي «المدير الرياضي للفريق» اؤمن كثيرا بامكانات هذا اللاعب الذي بذلنا من اجله انا ورئيس النادي مجهودات كبيرة، وقد تطلب الامر مفاوضات تواصلت لمدة 4 اشهر لنتوصل الى اتفاق نهائي مع والديه ووكيل اعماله «فريديريك غيرا». وحتى وكيل اعمال بن عرفة اكد انه تعب كثيرا لإمضاء عقد معه، حيث وقع عليه الاختيار من جملة 53 وكيل اعمال تقدموا لنفس الموضوع. الخطوة الاولى تمثلت حسب وكيل اعماله في اقناعه بالانضمام لمركز التكوين الخاص بأولمبيك ليون، قبل ان تكون الخطوة الثانية امضاء اول عقد احتراف في 18 اوت الماضي. **«عقد سرّي» الأهمية التي يوليها مسؤولو نادي ليون لهذا اللاعب تجسدت في السرية الكبيرة التي رافقت المفاوضات مع والديه ووكيل اعماله والتي افضت الى امضاء عقد ب 3 سنوات. وقد اشرف رئيس ليون ومديره الرياضي شخصيا على المفاوضات، ورغم انه تسرب ان قيمة العقد هي 3 مليارات من المليمات الا ان الأغلبية تؤكد ان القيمة ارفع من ذلك بكثير. وتعود اسباب هذا التكتم الى الاغراءات المفتوحة التي صدرت عن كبار اندية القارة الاوروبية مثل مانشستر وارسنال وليفربول وميلانو وانتر وبرشلونة وأجاكس وتشيلسي الذي حاول لآخر لحظة جلب هذه الموهبة. **عائلة تونسية حاتم بن عرفة من مواليد 7 مارس 1987 «بكلامار» بفرنسا وينحدر من عائلة تونسية 100 والده لاعب كرة قدم سابق بتونس وامه ربة بيت اهتمامها الكبير بابنها. لعب كأساسي لأول مرة يوم 11 سبتمبر الماضي في مباراة امام نادي «ران». بالنسبة لحاتم هي فرصة تاريخية ان يلعب كأساسي في صفوف افضل فريق فرنسي، ولا يقلقه حتى التواجد على المدارج، هذا التطوّر في حياته الكروية رافقه تطور في حياته الشخصية، حيث انتقل للعيش وحيدا في شقة فاخرة. **يسراه «قاتلة» «عاشق لمارادونا وروماريو امتيازه انه بعيد كل البعد عن الغرور ولا مكان عنده للاغترار بالمال». هكذا يؤكد وكيل اعماله، اما بالنسبة لمدربه فيقول: سرعته رهيبة في المراوغة وله رجل يسرى قاتلة وقادرة على المغالطة في اي لحظة». اما بالنسبة لحاتم فيقول: «انا سعيد جدا بامضائي لاول عقد مع ليون، وهي مرحلة هامة في حياتي، لكنها ليست الأهم، امامي متسع كبير من التحسن وعلي العمل بجد خاصة على مستوى المساهمة في التغطية والعمل الدفاعي، اضافة للعب بالرأس. قالوا انني موهبة و»زيدان» جديد وعدة اشياء اخرى لكني لا استمع لهذه الاشياء، لأنني مطالب قبل كل شيء بالتأقلم مع عالم الاحتراف، لكن عندي امتياز كبير هو انني ألعب في افضل ناد فرنسي». ويؤكد وكيله كذلك ان حاتم لا يريد حرق المراحل، وحتى عندما لا يوجّه له مدرب الفريق الاول الدعوة، يفضل اللعب ضمن اواسط الفريق وليس ضمن الفريق الثاني للابتعاد عن الاصابات. **«بطل أوروبا» سجلّ بن عرفة مع المنتخبات ترصع ببطولة اوروبا للاواسط مع المنتخب الفرنسي وهو على قائمة «برجر» و»مدرب المنتخب الاولمبي وقد اكدت مصادر ضمن الادارة الفنية ان «دوميناك» مدرب المنتخب الفرنسي الاول، يتابع اخباره عن قرب في تلميح لدعوة في المستقبل. **نبيل تيدر: «كرم» الوسط الموهبة الثانية ذات الاصول التونسية التي ركزت عليها مجلة «فرانس فوتبول» هو نبيل تيدر لاعب وسط ميدان «بنادي تولوز» هذا اللاعب الشاب من مواليد 26 ماي 1983 وصاحب المتر و83 صم طولا وال 70 كلغ وزنا، انطلقت مسيرته من مركز تكوين نادي تولوز، وصعد الى أكابر الفريق في ظرف صعب عرفه النادي عندما تمت عقوبته اداريا باللعب ضمن القسم الوطني (هواة) وتمكن صحبة جيل من الشبان من اعادة مجد النادي والصعود به في ظرف موسمين الى الدرجة الاولى. ويقول «تيدر» في هذا الاطار: «سنة 2001 وعندما نزل النادي رحل جميع المحترفين وخاصة ركائز وسط الميدان، وقد كانت الفرصة مواتية بالنسبة لنا كشبان، وها نحن نجني الثمار الآن، لكننا لن نتوقف عند هذا الحد». «تيدر»انطلق في العمل من الاحباء وتحديدا من منطقة كاستر» من سن السادسة الى غاية ال 13 سنة، ينحدر من عائلة تونسية مهاجرة عاشت ظروفا صعبة يقول عنها: «لم اكن من جملة الاطفال الذين يأتون للتمارين في سيارات آبائهم». اكتشفه المدرب «جانوسي» المسؤول عن مركز التكوين والذي ضمه للمركز في سن ال 13 سنة. **صنعة كروية يقول «ايريك مونبارت» المدرب الذي اعطاه فرصته الاولى في الاكابر: «نبيل رقم 10 قريب جدا من المهاجمين، يتميز بصنعة كروية ثابتة وشراسة في اللعب يعمل كثيرا خاصة على مستوى تقوية العضلات وهو ما طور كثيرا عطاءه يتطوّر بشكل ممتاز. مردوده مع الفريق الاول فتح امامه ابواب منتخب الآمال الذي شارك معه مؤخرا بعد ان تقمص القميص الازرق لأقل من 15 سنة وأقل من 17 سنة وأقل من 19 سنة. سجل هدفه الاول مع فريقه يوم 11 سبتمبر 2004 امام أجاكسيو، وخاض الى حد الآن 35 مباراة في الدرجة الاولى.