بعض المباريات الودية تظلّ مرسومة على الذاكرة بحبر الإبداع الذي لا يقدر أي كان على إزالته ومنها مباراة اليوم الودية بين النادي الإفريقي وضيفه الفرنسي الكبير أولمبيك ليون الذي يفاخر بأنه أول فريق فرنسي يحصد البطولة المحلية سبع مرات متتالية. لقاء اليوم سيكون فرصة أخرى للجمهور الأحمر والأبيض للحضور ورسم لوحات فنية إضافية حول درة المتوسط بما يجعل حرارة اللقاء ترتفع بالنظر إلى ما يملكه الضيوف وخاصة تعاملهم الجدي مع مثل هذه المواعيد... بين المعمري والفرشيشي المدرب بيار لوشنتر يبدو أنه يبحث عن لاعب قصير القامة وسريع يمكن أن يلعب في خطة الجناح الأيمن وهو ما جعله خلال الفترة الأخيرة يختبر الشاب حمزة الفرشيشي قلب الهجوم الذي حوّله الفرنسي إلى جناح أيمن وظل يراقبه عن بعد خلال مباريات فريق الآمال قبل أن يطالب الهيئة بضرورة التعاقد معه... الفرنسي قال إنه لم يتخذ القرار النهائي ما بين الفرشيشي وحمودة المعمري وكلاهما يملك نفس الخصال (السرعة والقدرة على اللعب في الجهة اليمنى من الهجوم). هل يأتي لاعب من ليون؟ يبذل المدرب لوشنتر مجهودات كبيرة جدّا قصد إقناع مدرب أولمبيك ليون «كلود بيال» حتى يسمح لواحد من اللاعبين الزائدين عن النصاب باللعب للإفريقي حتى نهاية الموسم في نطاق الإعارة ومعروف أن للفريق المذكور مجموعة كبيرة تلعب ضمن الفريق الثاني لأولمبيك ليون ولسائل أن يسأل هل يستطيع لوشنتر إقناع مواطنه بذلك؟ فرصة لحضرية اللقاء سوف يشهد مشاركة اللاعب نور حضرية منذ البداية وهي فرصة لهذا اللاعب الممتاز الذي عاندته عدة ظروف في بداية هذا الموسم، كإجراء عملية جراحية تم عدم التعويل عليه من طرف المدرب الفرنسي... والأكيد أن لحضرية المستوى الفني والبدني اللذين يجعلانه قادرا على إثبات وجوده والتأكيد خاصة لمدربه علوّ كعبه. هذه هي المشكلة استقر رأي المدرب بيار لوشنتر على بدأ لقاء ليون الفرنسي على التشكيلة التالية: عاطف الدخيلي (في حراسة المرمى) وسام يحي مهدي مرياح محمد الباشطبجي وسليم باشا (في الدفاع) موندمو ألاكسيس أنيس بوجلبان خالد المليتي ونور حضرية (في وسط الميدان) أمير العكروت وحمزة المسعدي (ثنائي الخط الأمامي) وأكيد أن الفرصة سوف تتوفر لبعض اللاعبين الآخرين أثناء اللعب. عبد الكريم العابدي التاريخ والألقاب في مواجهة النجوم والثراء: ميزانية ليون تفوق ميزانية الإفريقي ب27 مرّة قد لا يملك النادي الإفريقي تلك المليارات الخيالية التي بحوزة أولمبيك ليون ورئيسه ميشال أولاس والمقدرة ب190 مليارا خلال موسم 20082009 وهو ما يعادل 27 مرة ميزانية فريق باب الجديد (أكثر من 7 مليارات) ولكن فريق باب الجديد يتفوق على الفريق الفرنسي بالعراقة والألقاب. يعد «ليون» الفرنسي من الفرق الحديثة حيث تأسس سنة 1950 بعد عملية دمج (Fusion) بين فريقي أفسي ليون وليون الأولمبي الجامعي أما الفرق العريقة بفرنسا فهي بالخصوص لوهافر Le Havre(1872) وبوردو (1881) ومرسيليا (1899) ولم يتوج فريق ليون بلقب البطولات إلا بداية من عام 2002 عندما ظفر باللقب سبع مرات متتالية وهو إنجاز لم يحققه أي فريق فرنسي في السابق وكان فريق ليون قد تحصل على لقب الكأس في أربع مناسبات 1964 و1967 و1973 و2008. أمّا فريق باب الجديد فيعد أحد أعرق الفرق التونسية حيث تأسس يوم 4 أكتوبر 1920 وحصد 28 لقبا مقابل 11 لقبا فحسب لفائدة ليون الفرنسي! وكان الإفريقي قد استهل مشوار التتويجات منذ يوم 11 ماي 1947 عندما توج بلقب أول بطولة إثر منافسة شديدة مع جاره التقليدي الترجي. أشهر اللاعبين ضمّ فريق ليون منذ تأسيسه عدة أسماء بارزة ولعل أشهرها على الاطلاق ريمون دوميناك مدرب المنتخب الفرنسي والذي لعب لفائدة ليون خلال الفترة الممتدة بين 1970 و1977 ثم نجد اللاعب الشهير برنارد لاكومب الذي تقمّص أزياء ليون وشغل خطة المدير الرياضي والمدرب والمستشار الرياضي الخاص في صلب الفريق إضافة إلى الحارس الممتاز إيف شوفو.. وصولا إلى البرازيلي جونينهو وكريم بن زيمة وسيدني ڤوفو.. أما الإفريقي فالقائمة طويلة وفي مقدمتها نذكر منير القبايلي والعياشي والجديدي ومراد حمزة وعتوقة والشايبي والخويني والقوشي والبياري و«أولاد الرويسي» و«أولاد السليمي». اللاعبون الأوائل للفريق لا حديث خلال مقابلة اليوم إلا عن القمصان التي سيرتديها النادي الإفريقي عندما يلاقي أولمبيك ليون لكن ما قد يخفى عن البعض أسماء اللاعبين الذين تقمصوا للمرة الأولى هذا القميص في تاريخ النادي وهم كالآتي: العربي المؤدب حسن النويصري جمال الدين بوسنينة العربي زرّوق حسان ڤدور محمد عياد المنوبي الهواري عبد الرحمان القلفاط العربي بن يمينة. أول لاعب يحترف في فرنسا من المؤكد أن باجة تفاخر بابنها البار بوجمعة الكميتي بما أنه كان أول من احترف في البطولة الفرنسية وتشير بعض المصادر إلى أنه سبق وأن تقمص أزياء النادي الإفريقي وكذلك نادي حمام الأنف.. ثم احترفت عدة أسماء أخرى تباعا على غرار المختار بن ناصف وتوفيق بن سلامة وحسونة وحسين الباز وحمادي هنية (موناكو) ورشيد السهيلي وفوزي المنصوري (نيم) وأحمد راشد (لانس) ورابح إيدير (تولون) وهو أصيل بن ڤردان وصولا إلى توفيق بلغيث (موناكو) وتميم الحزامي(مرسيليا) وعادل السليمي (نانت) وفوزي الرويسي (كون) وزياد الجزيري (تروا) وعصام جمعة (لونس) وغيرهم. لاعب تونسي تقمص أزياء ليون؟ تؤكد بعض المصادر التاريخية بأن هنالك لاعبا تونسيا سبق له تقمص أزياء ليون الفرنسي وكان ذلك عام 1976 ويدعى كريم ماروك هذا بالإضافة إلى اللاعب «الفرنسي» من أصول تونسية حاتم بن عرفة الذي انتقل إلى أولمبيك مرسيليا. سامي حمّاني محمد الباشطبجي: الإفريقي أعرق من ليون وجماهيرنا أفضل من جماهير مرسيليا... «فريق ليون أصبح يعدّ من أقوى الفرق الأوروبية ولو أنه تأثر نسبيا بعد مغادرة مهاجمه الأول كريم بن زيمة وجمعتني في السابق علاقة وطيدة بهذا الفريق حيث ربطت صداقة رائعة مع لاعب ليون سابقا الجزائري نذير بلحاج... وحاليا يتمتع فريق ليون بخط دفاعي قوي يمثله الثنائي بومسونغ وكريس وبالنسبة للنادي الإفريقي فإننا سنحاول الفوز لإسعاد هذه الجماهير الغفيرة التي ستأتي للاحتفال بمرور تسعين عاما على تأسيس فريقها وكنت قد صرحت في مختلف وسائل الإعلام الفرنسية أن جماهير الإفريقي وبكل تواضع أفضل من جماهير ليون وحتى من جماهير «الفيلدروم» (مرسيليا) إن ما تفعله جماهير الإفريقي من أهازيج لم أشاهده في البطولة الفرنسية عندما كنت لاعبا في نانسي (الفريق السابق لميشال بلاتيني) أو ضمن صفوف أف سي باريس وتعد جمهورع الإفريقي بالتسجيل والفوز بالرغم أننا نفتقد إلى مهجودات عدة عناصر أساسية».
