الشروق – مكتب الساحل: في إطار الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتصنيف مدينة سوسة العتيقة تراثا عالميا من طرف اليونسكو، استضافت جمعية صيانة مدينة سوسة مجموعة من عقيلات سفراء عدّة دول بتونس لزيارة المناطق الأثرية بالمدينة والاطلاع على بعض عادات وتقاليد الجهة من لباس ومأكولات. وانطلقت الزيارة من متحف سوسة وصولا إلى دار الشرع حيث تم تنظيم احتفال على شرف الحاضرات اللاتي لم نتمكن من محاورتهن بسبب علامة المنع التي رفعتها منسقة الاستضافة وهي زوجة أحد سفراء تونس في الخارج وهي من كانت وراء دعوة زميلاتها حيث رفضت بدورها التصريح. ولئن عرفت مدينة سوسة في القرن الثالث هجري أكثر الفترات ازدهارا عرفت بالفترة الذهبية وجل المعالم الأثرية بُنيت في ذلك التاريخ فإن المدينة العتيقة اليوم تعرف أسوأ فتراتها نتيجة التهميش والإهمال في ظل الانتهاكات الحاصلة للمعالم الأثرية والتجاوزات الحاصلة في "المدينة العربي" مما قد يهدد مدينة سوسة بسحب تصنيفها كتراث عالمي. استفسرنا أنور الفاني عضو الجمعية المستضيفة عن هذه المفارقة بين الاحتفال والاستياء فأجاب قائلا "نحن نحاول قدر الإمكان إنقاذ ما يمكن من المعالم الأثرية، ومنذ أكثر من عشر سنوات تمّ إنقاذ العديد من المعالم الأثرية كانت مهددة بالانهيار وكانت متداعية للسقوط منها "دار الشرع" و"القبة" إلى جانب منازل ولكن إذا لم تتوفر اليقظة اللازمة والوقفة الصارمة من طرف المسؤولين والقائمين على رعاية التراث من مختلف الأطراف يمكن أن يسحب منا هذا التصنيف العالمي , وسنغتنم هذه الذكرى الثلاثين للقيام بحملة واسعة النطاق مع البلدية لحماية معالمنا الأثرية وبعد الاحتفالات سنعقد جلسة مع المعنيين بالأمر قصد دراسة هذا الوضعية ولفت نظر واطلاق صيحة فزع لإنقاذ ما هو مهدد وتحسين ما هو موجود". وتجدر الإشارة إلى أن بعض أهالي المدينة العتيقة اتصلوا ب "الشروق" مستنكرين هذا الاحتفال وقالوا أنهم سينفذون مساء السبت وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي رافعين الشموع بالتزامن مع السهرة الاحتفالية الختامية التي تنظمها جمعية صيانة مدينة سوسة تعبيرا منهم عن احتجاجهم على الوضعية المزرية التي تعيشها "المدينة العربي" مؤكدين أن لا أحد وصيّ على المدينة العتيقة وداعين إلى محاسبة كل جمعية تدعي حماية المدينة.