تجمعات احتجاجية يخوضها الْيَوْمَ اساتذة التعليم الثانوي بمختلف المندوبيات الجهوية للتربية تنديدا بالتصريحات الصادرة في حقهم من قبل وزير التربية ومحاولته «تأليب الرأي العام ضدهم» و للدفاع عن مطالبهم . تونس الشروق: اثارت التصريحات الاخيرة الصادرة عن وزير التربية حاتم بن سالم بخصوص مقاطعة المدرسين لامتحانات الثلاثي الاول التي غذاها موقف مجلس الوزراء لاعتباره قرار المقاطعة منافيا للأحكام الدستورية والقانونية المنظمة للعمل النقابي و تأكيده الالتزام بتطبيق القانون ، استنكار اساتذة التعليم الثانوي الذين خرجوا امس في مسيرات احتجاجية تشفع الْيَوْمَ بتجمعات داخل المندوبيات الجهوية للتربية للتنديد بالموقف الحكومي «غير الجدي». و قد شهدت التحركات الاحتجاجية للمدرسين التي انطلقت بدعوة من النقابات الاساسية الجهوية بكامل تراب الجمهورية مساندة عريضة من التلاميذ الذين شاركوا في هذا التحرك رافعين شعارات داعمة لملف المدرسين و منددة بالتراخي في الحسم فيه ما انعكس سلبا على سير الامتحانات و ادخل إرباكا في مستوى الدروس . و تتلخص هذه الشعارات التي مزجت بين التنديد و المساندة في «حق الاستاذ واجب حق التلميذ واجب»و « التلميذ باش يحارب لسنا فئران للتجارب «و « تلاميذ و طلبة و عمال صف واحد في النضال». و اكد اساتذة التعليم الثانوي تمسكهم بمواصلة مقاطعة الامتحانات التي انطلقت منذ تاريخ 26 نوفمبر المنقضي لتنتهي غدا السبت ، منتقدين ما وصفوه بسياسة التطمينات و ربح الوقت المعتمدة من قبل الحكومة و موقفها «غير الجدي» تجاه هذا الملف الحارق الذي أسال حبرا وفيرا و شغل الرأي العام التونسي و عاش تجاذبات عديدة منذ السنة الفارطة ليتواصل الى حد الْيَوْمَ دون التوصل الى حل نهائي يوقف الجدل . واضاف المحتجون ان «المعركة» الْيَوْمَ تحولت من مجرد خلاف بين النقابة و الوزير لتصبح «معركة» قطاع ضد حكومة او بالأحرى «معركة» شعب ضد حكومة تسعى جاهدة الى ضرب احد اهم أعمدة القطاع العمومي و القضاء على أقوى قطاع هو بمثابة» ماكينة» صنع المعرفة و صنع الأجيال . واشار المحتجون الى ان الحكومة تتعامل معهم بمنطق المفاوضات المشروطة التي استجاب لها المدرسون السنة الفارطة لما تراجعوا عن قرار مقاطعة الامتحانات حينها لكنها في المقابل لم تلتزم بتعهداتها التي تضمنها محضر اتفاق في الغرض ما جعل القاعدة الاستاذية الْيَوْمَ تفقد الثقة في مثل هذه التطمينات و في الجلسات التفاوضية الشكلية و تصر على مواصلة تحركاتها الاحتجاجية التي ستأخذ منحى تصعيديا الى حين الاستجابة لمطالبها كاملة و غير مجزأة . النقابة تهدّد واكدت الجامعة العامة للتعليم الثانوي ان التصريحات الصادرة مؤخرا عن وزير التربية حاتم بن سالم سواء في ما يتعلق بمرتباتهم او بدعوتها الى جلسة مفاوضات جديدة فيها العديد من المغالطات مشيرة الى انها لم تتلق اَي دعوة رسمية للتفاوض منذ جلسة 23 نوفمبر المنقضي و ان تهديد المدرسين و المديرين بالمساس بهم خارج القانون و الاقتطاع من اجورهم تصعيد ستتم مواجهته بنفس الأسلوب كما انتقدت جامعة الثانوي ما عبرت عنه بلهجة التصعيد الواردة في البيان مجلس الوزراء المتعلق بالواقع التربوي الراهن مشيرة الى ان حالة الارتباك التي يشهدها سير الامتحانات الثلاثية و واقع المؤسسات التربوية يعود أساسا الى عدم تحمل الحكومة مسؤوليتها في معالجة هذه الوضعية المتواصلة منذ اكثر من 13 شهرا و تغاضيها عن إيجاد حلول جذرية لها و انتهاجها سياسة اللامبالاة ازاء مطالب المدرسين و رفع يدها عن تحمل واجب التمويل العمومي لهذا المرفق الحيوي و الاكتفاء مقابل ذلك بأسلوب التهديد و اتخاذ مجموعة من الإجراءات غير القانونية تجاه المدرسين . و أوضحت جامعة الثانوي انه و بقدر حرصها على الجلوس الى طاولة التفاوض الجدي و المسؤول و غير المشروط سبيلا أوحد لحل كل الإشكاليات العالقة و لحماية المرفق العمومي و تغليب مصلحة التلاميذ فإنها تعبر عن تمسكها بمطالب القطاع الواردة في مختلف لوائحه المهنية استعدادها غير المشروط الى التحرك بكل الوسائل النضالية المتاحة . لا قانوني و للتذكير فان وزير التربية حاتم بن سالم كان قد هدد بتطبيق القانون على كل مدرس يتعمد تعطيل الامتحانات داعيا الجامعة العامة للتعليم الثانوي للرجوع الى طاولة التفاوض و العدول عن قرار مقاطعة الامتحانات باعتباره «اجراء خطير ومخالف لرزنامة العطل والإمتحانات التي تم اعدادها وإقرارها في إطار الإتفاق التام مع كل النقابات المعنية « . من جانبه ادان مجلس الوزراء الذي انعقد امس الاول بإشراف رئيس الحكومة يوسف الشاهد حالة الارتباك الناجمة عن الدعوة لمقاطعة الامتحانات مشيرا الى انها تتنافى مع الأحكام الدستورية والقانونية المنظمة للعمل النقابي و اكد التزامه بتطبيق القانون وحرصه على التقيد بالمبادئ الأساسية المنظمة للمرفق العام التربوي وفي مقدمتها مبدأ إعلاء المصلحة العليا للتلميذ. ودعا مجلس الوزراء الى التراجع عن الدعوة لمقاطعة الامتحانات والرجوع إلى طاولة المفاوضات باعتبار أن الحوار يبقى السبيل الأمثل لحل الإشكاليات والتوصل إلى حلول مرضية لجميع الأطراف. مساندة مساندة لقضية الجامعة العامة للتعليم الثانوي في معركتها ضد وزارة التربية ، قررت النقابة العامة للتعليم الأساسي تنفيذ اضراب بساعتين يوم الاثنين المقبل بمختلف المدارس الابتدائية بكامل تراب الجمهورية و دعت منظوريها الى الالتحاق بمختلف التحركات الاحتجاجية التي يخوضها المدرسون .