تتجّه أزمة الثّانوي نحو مٌنعرج جديد بعد الإيقافات التي طالت بعض الإطارات التربوية على خلفية مٌقاطعتهم للامتحانات بما يٌنذر بأن الأوضاع بعيدة كل البٌعد عن التّسوية رغم تراجع وزير التربية عن قراره القاضي بإيقاف مدير معهد حمام سوسة 2. ففي الوقت الذي يتطلّع فيه التلاميذ كما الأولياء إلى قرار يٌفضي إلى «عودة المياه إلى مجاريها» بين الطرفين إلا وتزيد الأوضاع احتقانا بين الطرف النقابي وسلطة الإشراف بما ينذر بان الأجواء ستكون «ساخنة» في قادم الأيام لا سيما بعد دعوة مجلس الوزراء أمس الجامعة العامة للتعليم الثانوي بالتراجع عن قرار مقاطعة الامتحانات والعودة إلى طاولة المفاوضات فضلا عن إشارته إلى أن دعوة مقاطعة الامتحانات تعتبر دعوة تتنافى مع الأحكام الدستورية والقانونية المنظمة للعمل النقابي. دعا أمس مجلس الوزراء المنعقد أمس بقصر الحكومة بالقصبة بإشراف رئيس الحكومة يوسف الشاهد الجامعة العامة للتعليم الثانوي إلى تغليب مصلحة التلاميذ والتراجع عن الدعوة لمقاطعة الامتحانات والرجوع إلى طاولة المفاوضات، باعتبار أن الحوار يبقى السبيل الأمثل لحل الإشكاليات والتوصل إلى حلول مرضية لجميع الأطراف. قلق وارتباك واستعرض مجلس وزراء الوضع بالمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية ونسق سير الامتحانات الثلاثية في هذه المؤسسات، معبرا عن قلقه إزاء حالة الارتباك الناجمة عن الدعوة الموجّهة من الجامعة العامة للتعليم الثانوي لمقاطعة الامتحانات والتي اعتبر أنها دعوة تتنافى مع الأحكام الدستورية والقانونية المنظمة للعمل النقابي مؤكدا التزامه بتطبيق القانون وحرصه على التقيد بالمبادئ الأساسية المنظمة للمرفق العام التربوي وفي مقدمتها مبدأ إعلاء المصلحة الفضلى للتلميذ وفقا لما ورد في نص البيان الصادر عن اجتماع مجلس الوزراء. ويرجح كثيرون أن دعوة مجلس وزراء سيكون لها وقعها على الجامعة العامة للتعليم الثانوي بما يؤشر إلى أن الأمور ستتجه نحو مزيد «التصعيد». وبالتّوازي مع ذلك وفي تصريح إعلامي له أمس للشارع المغاربي، اتّهم كاتب عام الجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي وزير التربية حاتم بن سالم بإيقاف عدد من الإطارات التربوية عن العمل إيقافا تعسفيا على خلفية مقاطتعهم امتحانات السداسي الأول مشيرا إلى أن الوزير يمارس سياسة الأرض المحروقة وعليه ان يعي ان رد المدرسين جاهز وأننا لن نسكت على هذه العربدة» على حد توصيفه». كما أشار اليعقوبي إلى أن وزير التربية قد مارس عملا غير قانوني حيث قام أول أمس إيقاف مدرس بجهة الشابة كما أوقف أمس مدير معهد حمام سوسة عن العمل دون تحقيق أو استجواب مٌوضّحا أن وزير التربية بصدد مٌمارسة تهديدات ضد مديري المؤسسات التربوية لمد الوزارة بقائمات المربين الذين قاطعوا الامتحانات حتى يقوم بالاقتطاع من أجورهم». وأضاف المتحدث أن ممارسات وزير التربية تعتبر محاولة يائسة بعد فشله في انجاز الامتحانات وفي إيقاف الدروس وتشويه نضالات النقابة وتأليب الرأي العام على المربين قائلا: «الوزير بصدد المرور حاليا إلى مرحلة تهديد المدرسين والمديرين في أرزاقهم علما أن كاتب عام نقابة التعليم الثانوي بسوسة نور الدين رويس قد أورد أمس وفقا لما تداولته أوساط إعلامية ان وزير التربية حاتم بن سالم قد تراجع عن قرار إيقاف مدير معهد حمام سوسة 2 عن العمل الذي كان قد اتخذه على خلفية تنفيذه قرار مقاطعة الامتحانات». قاعدة التفاوض في تقديمه لإيضاحات حول إيقاف بعض الإطارات التربوية أورد الكاتب العام المساعد لجامعة التعليم الثانوي فخري السميطي في تصريح ل»الصباح» أن وزير التربية قد تراجع بخصوص إيقاف مدير معه حمام سوسة 2 مشيرا الى انه تم إيقاف مدرس بجهة الشابة «ظلما» على حد توصيفه وهو ما أفضى الى تنفيذ اعتصام على مستوى المندوبية الجهوية للتربية بالمهدية. واستنكر السميطي تعامل الوزير مع الأزمة لا سيما منعه التلاميذ من مواصلة الدروس على حد قوله قائلا: «ما على الوزير الا الجلوس على قاعدة التفاوض ولا وجود لخلاف ذلك».