نفذ أمس عمال الحضائر تجمعا احتجاجيا وطنيا بساحة الحكومة بالقصبة أكدوا خلاله أحقيتهم في تسوية وضعياتهم وطالبوا بوضع حد للانتهاكات التي يتعرضون لها من أجل عمل لائق وأجر لائق يحفظ كرامتهم بما يكفله الدستور التونسي والمواثيق الدولية. تونس (الشروق) تزامنا مع ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الانسان وفي إطار سلسلة تحركاتهم الميدانية تواصلت امس احتجاجات عمال الحضائر الذين توافدوا على ساحة الحكومة بالقصبة بأعداد غفيرة من مختلف الجهات احتجاجا على ما عبروا عنه بسياسة اللامبالاة والصمت الحكومي إزاء معاناتهم التي تعاقبت عليها عديد الحكومات وظلت على حالها بل اخذت تسوء يوما بعد آخر. وتأتي سلسلة التحركات الميدانية التي دعا الى تنفيذها مجمع التنسيقات الجهوية لعمال الحضائر البالغ عددهم قرابة 59 ألف عامل والتي انطلقت على مستوى جهوي منذ تاريخ 5 ديسمبر الجاري، للتعبير عن رفضهم للسياسات «اللاعادلة» في حقهم والتهميش الذي تعيشه هذه الشريحة من المجتمع منذ سنوات طوال رغم الوعود المتراكمة بالتسوية مع انطلاق كل حملة انتخابية ومع كل حكومة جديدة يقع تنصيبها لكن سرعان ما تتبخر تلك الوعود لتظل دار لقمان على حالها . ولعل مازاد الطين بلة وأجج نار الغضب في صفوف هؤلاء المحتجين هوعدم إدراج ملف التشغيل الهش في ميزانية 2019 علاوة على"الانقلاب "على الاتفاق المبرم بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل بتاريخ 22 افريل 2011 القاضي بإلغاء العمل بالمناولة بصفة رسمية في القطاع العام والقطع مع سياسة التشغيل الهش ومواصلة استغلال هذه الطبقة الضعيفة التي عاشت ابشع انواع «السمسرة» و"الاستعباد" على حد تعبيرهم . كما انتقد المحتجون ما وصفوه بالموقف السلبي للحكومة في التعامل مع مطالبهم الاجتماعية العاجلة اما بالتجاهل الكامل اوباعتماد سياسة المماطلة والتسويف والالتفاف على الاتفاقيات ما جعل شعور الغضب يتنامى أكثر فأكثر في صفوفهم ودفعهم نحوالتصعيد وخوض كل الاشكال الاحتجاجية المتاحة الى حين الاستجابة لمطالبهم وإدماجهم صلب المؤسسات المشغلة لهم . ورفع المحتجون شعارات غاضبة ضد الحكومة على غرار «همشتونا وفقرتونا حتى حق معطيتونا»،"الترسيم اولوية للحضائر المنسية "،"لا تراجع لا رجوع مطلبنا مطلب مشروع"، «حق الترسيم واجب حق الزوالي واجب»و"يا وزير يا وزير ويني وعودك للفقير"وغيرها من الشعارات الأخرى التي هتف بها المتظاهرون محملين الحكومة مسؤولية تردي أوضاعهم المهنية والمادية وتأزمها . وشدد عمال الحضائر تمسكهم بضرورة تطبيق العدالة الاجتماعية وتفعيل بنود الاتفاق المتعلق بالعمل اللائق والأجر اللائق ورفع الظلم والحيف الممارس عليهم منذ سنوات مهددين بمزيد التصعيد في نسق احتجاجاتهم في صورة مواصلة اللامبالاة بقضيتهم .