«غير مقنع» بهذا الرد السريع والمختصر تفاعلت حركة «السترات الصفراء»، امس، مع خطاب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون عن الإصلاح الاقتصادي، وذلك في أول رد فعل للحركة التي أكّدت أنها ستواصل احتجاجاتها بأكثر حدة حتى تلبية مطالبها. باريس (وكالات) وعبر الكثير من المواطنين الفرنسيين عن عدم رضاهم عن خطاب الرئيس إيمانويل ماكرون، مبدين رغبتهم في الإبقاء على التظاهرات حتى تحقيق جميع مطالبهم على الرغم من أجواء البرد. تأتي هذه التطورات فيما أعلنت المفوضية الأوروبية امس، أنها ستدرس بعناية انعكاسات «وعود ماكرون» على الميزانية الفرنسية، التي أطلقها لامتصاص غضب «السترات الصفراء» على ميزانية البلاد. ووفق تقارير فرنسية قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية، فالديس دومبروفسكيس؛ في ستراسبورغ، حيث يعقد البرلمان الأوروبي جلسة عامة: «إننا نتابع عن كثب الإجراءات الجديدة المحتملة التي جرى الإعلان عنها، لكن لا يمكننا التعليق عليها قبل أن يتم الإعلان عنها بطريقة صحيحة وبالتفصيل». وأضاف: «لطالما كان موقف المفوضية الأوروبية واحداً في هذا الصدد. أي إنفاق من خارج الموازنة الوطنية يجب أن يتم تمويله من وفر أو تقشف». وكان ماكرون؛ قد أعلن، مساء امس الاول الإثنين، في خطاب موجّه للشعب الفرنسي، «سلسلة إجراءات ترمي إلى تعزيز القدرة الشرائية للفرنسيين، في محاولة منه لحل الأزمة، التي نتجت من احتجاجات «السترات الصفراء».ووعد ماكرون بسلسلة إجراءات تصب في خانة تعزيز القدرة الشرائية وتقضي برفع الحد الأدنى للأجور 100 يورو اعتباراً من 2019، من دون أن يتحمّل أرباب العمل أي كلفة إضافية، وإلغاء الضرائب على ساعات العمل الإضافية اعتباراً من 2019، وإلغاء الزيادات الضريبية على معاشات التقاعد لمَن يتقاضون أقل من ألفي يورو شهرياً. وأدّت الاحتجاجات إلى سقوط قتيلين وجرحى واعتقال المئات، وتراجعت الحكومة أخيرا عن الزيادة الضريبية، لكن الخطوة لم تنجح في احتواء الغضب وعاد المتظاهرون إلى الشارع. وفي وقت سابق، أعلنت حركة «السترات الصفراء»، في بيان تم إرساله إلى وسائل الإعلام، قائمة تضم 40 مطلباً، كان أعضاء الحركة يرغبون في تقديمها إلى الحكومة، حيث تتمثل المطالب في النظر في قضايا عدة؛ كالإسكان والضرائب والصحة والتعليم والمالية العامة. يأتي ذلك بعد أن كان الطلب الرئيسي للحركة يتمثل في وقف ارتفاع الضرائب على الوقود، ولكن يبدو أن قائمة المطالب ازدادت مع اتساع رقعة الاحتجاجات. وذكرت صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية، أن الهدف الأساسي للحركة الاحتجاجية يتلخص في مسألة واحدة وهي وقف ارتفاع تكاليف المعيشة، وتعزيز القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة.ونقلت الصحيفة عن الحركة بياناً جاء فيه: «نريد أن نعرف إلى أين تذهب الضرائب وأين يتم استخدامها؟ ونطلب تنظيم مؤتمر وطني اجتماعي ومناقشات إقليمية حول الأراضي والتنقل، وتنظيم استفتاءات بشكل منتظم حول المسائل الاجتماعية والمجتمعية في البلاد، واعتماد التمثيل النسبي في الانتخابات التشريعية من أجل تمثيل برلماني أفضل للسكان». وجاء في البيان أيضاً: «على المدى القريب، طالبت الحركة بتجميد رفع الضرائب على الوقود وإلغاء الضوابط الفنية والتقنية على السيارات».وتابع البيان: «نريد التوصل إلى اتفاق سريع حتى يعود اقتصاد البلد إلى حالة جيدة قبل احتفالات أعياد الميلاد». وفي سياق متصل دعا أنصار «السترات الصفراء» في فرنسا إلى مواصلة الاحتجاجات وتجمع في الجولة الخامسة منها يوم السبت القادم 15 ديسمبر تحت شعار «ارحل ماكرون». رأي خبير المحلل السياسي إسماعيل خلف الله ماكرون اخفق في امتصاص غضب الاحتجاجات التي بدأتها السترات الصفراء. الأمر لم يعد يقف عند المطالب الاجتماعية بل زاد إلى مطالب سياسية، ودخول الطلاب على الخط .. الحكومة الفرنسية لم تتعامل كما يجب مع الأزمة.. ظاهرة السترات الصفراء لن تقف عند فرنسا و ستنتقل الى دول أوروبية أخرى.