وَسط "جِنان" العَين الإماراتية، يُواصل الترجيون التَحضير لمُغامرتهم العَالمية التي ستنطلق بصفة فِعلية بعد غد في ميدان "هزاع بن زايد" بداية من الخَامسة والنّصف مساءً بتوقيت تونس التي ستضبط سَاعتها على المُونديال تماما كما حصل في المُشاركتين السَابقتين للنّجم والترجي في اليابان عَامي 2007 و2011. وكان فريق الشعباني قد سَمح للجماهير الترجية والتونسية عُموما بمواكبة حِصّته التدريبية الأولى في العَين قبل أن يُعلن عن "الويكلو" خاصّة مع بَدء العدّ التَنازلي للرسميات التي تَحتاج إلى أقصى دَرجات التَركيز. انبهار يَدور مُعسكر الترجي في ظروف رائعة في ظلّ توفر أعلى درجات الرّفاهية في مقرّ الاقامة فَضلا عن الجودة العَالية للمنشآت الرياضية المُنتصبة في مدينة العَين التَابعة إداريا لإمارة أبو ظبي. وَيُمكن القول إن البِنية التَحتية في العَين ذات مُواصفات عالمية والحَقيقة أن هذه التطوّرات المُذهلة لم تعد بالأمر الغريب عن المنطقة الخَليجية التي يراهن أهلها على الرياضة لاقتناعهم الثابت بفوائدها الكبيرة على كلّ المستويات الصّحية والتَرفيهية والتجارية والدعائية. وقد عبّرت البعثة الترجية عن انبهارها الشَديد بجودة المنشآت الرياضية في دولة الإمارات الشَقيقة ولاشك في أن الوفد التونسي يَتساءل في قرارة نفسه عن الأسباب "الخَفية" التي تجعل البِنية التَحتية في الخليج العربي مُتطوّرة بهذا الشكل في الوقت الذي تَعيش فيه الكثير من جمعياتنا "المُحترفة" مَأساة حقيقية بفعل كَابوس الملاعب المُغلقة والأرضيات المُتآكلة. جمعة يُساند حَرص المُهاجم السّابق للفريق عصام جمعة على دعم أبناء الشَعباني في التمارين التي تَحتضنها مدينة العَين الإماراتية. وقد انتهز جمعة الفرصة لإحياء الذكريات القديمة وتحفيز زملاء شمّام للذّهاب بعيدا في المُونديال. وَيُحسب للهدّاف التاريخي للمنتخب الوطني إخلاصه الكبير لشيخ الأندية التونسية الذي صَنع نُجوميته وفتح له باب الاحتراف في البطولة الفرنسية قبل أن يَتّجه في مرحلة مُوالية إلى المنطقة الخليجية ليضمن "تَقاعدا مُريحا". جماهير غَفيرة تُؤكد المُعطيات التي بحوزتنا أنّ الجماهير الترجية المُتوافدة على الإمارات ستكون غَفيرة إن لم نَقل قِياسية. وكانت الجهات الدبلوماسية قد أشارت إلى أن المُباراة الافتتاحية لنادي "باب سويقة" ستدور أمام شبابيك مُغلقة وهو ما يُقيم الحُجّة على الحضور الجماهيري الكَبير بمناسبة لقاء الدّور ربع النهائي المُبرمج بعد غد. وفي السّياق نفسه أفادنا السيّد المنذر القرجي المُواكب لسير الرّحلات الترجية أن عدد الأحباء الذين تحوّلوا إلى دولة الإمارات يُقارب الألفين ومن المفروض أن يَتعزّز هؤلاء بأبناء جَالياتنا هُناك فضلا عن ثلاثة آلاف مُشجّع أويزيد سيأتون من الدّول الأوروبية والبلدان الخَليجية المُجاورة للإمارات. ويضيف السيّد المنذر القرجي المُتكفّل بالتنسيق بين الشّركات المُنظّمة للرحلات الترجية أن "الهِجرة الخَليجية" بدأت يوم 11 ديسمبر وسَتَتواصل إلى غاية يوم غد ويؤكد مُحدّثنا أن شقا من الأنصار سافروا بصفة مُباشرة إلى "دبي" في الوقت الذي اختار فيه شقّ آخر بلوغ دولة الإمارات عبر مصر والأردن والسّعودية. وَيُشير القرجي إلى أن أغلب الوفود الواصلة إلى الأرضي الاماراتية سَتُقيم في "دبي" و"أبوظبي" وسيكون مُعدّل المَصاريف الجُملية لهذه الرحلة في حدود أربعة آلاف دينار وتَختلف النّفقات طبعا حسب نوعية الفنادق ويتضمّن المبلغ المذكور تَكاليف النّقل الجوي والبري وتذاكر المُباريات والاقامة والمَعيشة على امتداد 8 ليال. وفي استفسار عن الاجراءات التَنظيمية التي تَهمُّ "الهِجرة الترجية" إلى الإمارات يؤكد السيد المنذر القرجي أن الجهات الدبلوماسية تعاملت بمرونة عالية مع المُسافرين شرط التَقيّد بجملة من الضَوابط عند تَسليم "الفيزا". وتشترط الجهات المَعنية أن يكون المُسافر من المُتزوّجين والمُشتغلين وفي صُورة عدم توفّر مِثل هذه الضوابط فإن الراغبين في مُواكبة المُونديال أمام حتمية مُرافقة أحد أقاربهم كضمانة لدخول دولة الإمارات ومُغادرتها دون التسبّب في "اختراق" الاجراءات المعمول بها في بلد الاستقبال الذي يحتضن حوالي 20 ألف مُغترب تونسي يشتغلون في كلّ المَجالات ويَعتبرون زيارة الترجيين فُرصة لا تُعوّض لتجتمع أعداد كبيرة منهم في العَين نُصرة لأبناء الشعباني وتأكيدا لتضامن التونسيين في كلّ مكان من الكَون. مَساع كبيرة يَبذل المُشرفون على الجَانبين البدني والطّبي مجهودات كبيرة لتأهيل سعد بقير ليدخل حِسابات الشّعباني بمناسبة مباراة بعد غد في نطاق الدّور ربع النهائي للمُونديال. وكان طبيب الفريق ياسين بن أحمد قد أكد في تَصريح ل "الشّروق" بأن حظوظ بقير قائمة للظّهور في المباراة الأولى يوم 15 ديسمبر أوعلى الأقل اللّحاق بالمُواجهة المُونديالية الثَانية يوم 18 من الشّهر نفسه. وقد أصبحت مَهمّة تجهيز اللاعب من مشمولات المُعد البدني صبري البوعزيزي. ونَبقى مع الملف الصّحي لأبطال افريقيا لنشير إلى الجزائري يوسف البلايلي شَعر ببعض الأوجاع لكن يبدو أن هذه الآلام لن تُعيق مُشاركته في الكأس العَالمية. الكرة في شِباك النّجار بالتوازي مع التَحضيرات المَيدانية تابع الإطار الفني المُوسّع للجمعية بدقّة عالية لقاء الأمس بين العَين الإماراتي و"تيم ويلينغتون" النيوزلندي وذلك في سَبيل الوقوف على امكانات الخَصم المُرتقب ل "المكشخين" في الدّور ربع النهائي. ومن المؤكد أنّ الكرة ستكون في مرمى عثمان النّجار بوصفه المُختصّ رقم واحد في المُتابعة والتَقييم ومن المفروض أن يكشف للشّعباني والتراوي نقاط القوّة ومواطن الضّعف في المُنافس المُنتظر. وتعتمد لجنة المُتابعة والتَقييم على أحدث التجهيزات ما يَجعل الفريق الخَصم أشبه بالكتاب المَفتوح.