رَغم أن التَّصنيفات الدولية تَبقى نِسبية وشَكلية أحيانا فإنّ تواجد قائد السفينة الترجية معين الشعباني بجوار أشهر وأكبر المدربين في العالم يُعتبر مَكسبا رائعا لشيخ الأندية وللكرة التونسية عُموما. وقد احتلّ الشَعباني المَركز الثامن في تَرتيب أفضل الفنيين لعام 2018 وذلك حسب الاتّحاد الدولي للتأريخ والاحصاء وهو مُنظّمة «مُوازية» ل «الفيفا». وكانت فرحة الشعباني عَارمة بهذا التَتويج الشَرفي الذي يَضعه ضِمن «عَباقرة» التَدريب مثل الفرنسي - الجزائري زين الدين زيدان والألماني «يورغن كلوب» والاسباني «بيب غوارديولا». وهذه السعادة لم تَزد طبعا عن نطاق المعقول حيث قال معين إن هذا التَتويج يَبعث على الفَخر والاعتزاز لكنّه لا يَعني أبدا أنه بلغ المستوى العَالي أوأنّه أفضل من الداهية «مورينهو» الذي جَاء في المَركز الرابع عشر. بين عشية وضُحاها قد يَقول الناس إنّ الشَعباني صَنعته الظُّروف والصُّدف ليتربّع على عرش الكرة الافريقية مع الترجي بعد الانفصال عن بن يحيى عَشيّة «الفينال» وقد يقول الناس أيضا إن معين من «المُبتدئين» ولا يملك لا الخبرة وحتّى الشهائد التدريبية التي تُخوّل له العمل كمدرب أوّل لولم «يَتكرّم» عليه زميله عثمان النجار بإجازته الفنية ليقود بها سفينة الترجيين. كل هذه المُعطيات حَقيقية ولا يَنكرها أحد لكن الرجل نجح مع ذلك في كسب الرهان في رابطة الأبطال والبطولة ويستعدّ بعد أيام معدودة لخوض مُغامرة عالمية فَريدة في المُونديال المَسبوق بتصنيف مدرب الترجي ضمن العَشرة الأوائل في العَالم فضلا عن ترشيحه لجائزة أفضل المُدربين في القارة السّمراء. كلّ هذه الأمجاد تَحقّقت بين عَشية وضُحاها ودون أن يَتجاوز سن الرّجل السّابعة والثلاثين والفَضل طَبعا ليس للبَخت وإنما للعمل بما أن الشعباني جاء من «بوقرنين» إلى ساحة «باب سويقة» واضعا نُصب عينيه حلم قيادة الجمعية في يوم ما. وقد ساعده ابعاد بن يحيى و»جُرأة» الهيئة المديرة على تحقيق مُبتغاه قبل الأوان ويُحسب له «انتهازيته» الكبيرة في الانقضاض على هذه الفرصة التاريخية ليُهدي الجمعية الكأس الافريقية في موسم المائوية ولترسيم نفسه ضمن أفضل المدربين على المستويين القاري والدولي. ويمكن القول إن ما حصل مع الشعباني يندرج في خَانة الفرص المُخطّط لها: أي تلك التي يَصنعها صَاحبها لا تلك التي تأتي بمحض الصُّدف. عودة قَوية لبن شريفية استفاد معز بن شريفية كما يَجب من «»فينال» رابطة الأبطال ليصالح الجماهير الترجية ويُنسيها الكثير من هَفواته القاتلة والتي سَاهم بعضها في إضاعة عدد من الرّهانات والتَتويجات. وقد شَكّل «كلاسيكو» النجم بدوره فُرصة جَديدة ليثبت بن شريفية أنّه استعاد جَانبا كبيرا من مُؤهلاته وكان معز حَاسما في القمة الأخيرة في ملعب رادس وهو ما جعله يتصدّر الاستفتاءات الخاصّة بأفضل العناصر الترجية في لقاء الجولة السّابقة. ومن الواضح أن بن شريفية استرجع ثقة الأحباء هذا طبعا في انتظار التأكيد لأنّ العبرة بالمُداومة وهي أحد أسرار صُمود شمّام لعدّة أعوام في الحديقة «ب». تأهيل اليعقوبي على الأرجح أن يَستعيد المدافع المحوري للفريق محمّد علي اليعقوبي جَاهزيته ليكون ضمن القائمة المُوسّعة للاعبين المُراهن عليهم في مونديال الامارات بين 12 و22 ديسمبر القادم. وكان اليعقوبي قد تعرّض إلى إصابة أثناء لقاء فريقه أمام نجم المتلوي يوم 18 نوفمبر وأثبتت الكشوفات الطبية آنذاك حاجته إلى الراحة لمدّة ثلاثة أسابيع. ونَبقى مع الملف الصحي لنشير إلى أن الثنائي بقير وبن صغير سيكونا خارج نطاق الخِدمة في المُونديال الاماراتي. راحة خَاطفة سَيواجه الفريق يوم غد الشبيبة في إطار الجولة العَاشرة ذهابا من سباق البطولة ويُخطّط الترجي للخروج من القيروان بنقاط الفوز دفاعا عن حظوظه في انتزاع الصّدارة قبل التفرّغ لمُغامرته العالمية في الامارات. ومن المُنتظر أن يمنح الشعباني لاعبيه راحة بيومين بعد الرّجوع من عاصمة الأغالبة قبل الدخول في التحضيرات لرحلة الخليج التي ستنطلق يوم 10 ديسمبر. ومن المعلوم أن النادي سَيفتتح مُشاركته المُونديالية يوم 15 ديسمبر وذلك بمُلاقاة العَين الاماراتي أو»تيم ويلينغتون» النيوزلندي.