وَسط فرحة غَامرة حَطّت طائرة الترجي الرياضي في دولة الإمارات التي سيعيش فيها سفير الكرة التونسية لحظات تاريخية بمناسبة مُغامرته الثانية في المُونديال. ويدخل الترجي كأس العالم بآمال عريضة خاصة في ظل الدعم الكبير الذي سيجده من قبل الحشود الجماهيرية القادمة من تونس أوأيضا تلك المُتواجدة على عين المكان. الراية التونسية تُوحّد القلوب بَعد "الغَزوة" الجماهيرية لمطار قرطاج احتشدت الجالية التونسية في مطار "دبي" لإستقبال شيخ الأندية التونسية وتَحفيزه للذّهاب بَعيدا في الكأس العَالمية. التَشجيع لم يَقتصر على "المكشخين" المُهاجرين إلى دولة الإمارات بل أن حَملة المساندة شملت أحباء الجمعيات التونسية الأخرى وذلك لإيمانهم الرّاسخ بأن الترجي سيخوض المُونديال دفاعا عن الراية الوطنية وهو ما يجعل كافة أبناء جاليتنا يقفون صفّا واحدا خلف الفريق الذي استقبله أنصاره بالورود. احتفاء بنجوم الفريق احتفت الجَماهير الترجية المُتواجدة في مطار "دبي" بنجوم الجمعية وكان النَصيب الأكبر من الإشادات من نَصيب بطل رابطة الأبطال الافريقية مُعين الشعباني واللاعب "المُقاتل" أيمن بن محمّد وأنيس البدري صاحب الهدف الثالث في "الفينال" الافريقي أمام الأهلي المصري. أحلام مشروعة أظهرت الجماهير الصّفراء والحمراء ثِقة كبيرة في أبناء الشعباني ويَعتبر الأحباء أن الجمعية تملك كلّ المُقوّمات لبلوغ المُربّع الذهبي ولِمَ لا الوُصول إلى "الفِينال". وهذا الحلم ليس بالمُستحيل في مِثل هذه الدّورات الدولية "المُصغّرة" بدليل نجاح أكثر من جمعية عربية وافريقية في كسر حاجز الانهزامية وخوض الدور النهائي كما حصل مع "مَازمبي" الكونغولي في 2010 والرجاء المغربي في 2013 بقيادة المدرّب التونسي فوزي البنزرتي. الرئيس يلتحق من المفروض أن يكون رئيس الجمعية حمدي المدب قد التحق بمعسكر الفريق في الإمارات بعد أن كان قد أخّر سَفره ب 24 ساعة. وقبل التَحوّل إلى الإمارات التقى حمدي المدب برئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي وذلك قصد دعوته لحضور الاحتفالات "الأسطورية" التي سينظّمها الترجي الرياضي بمناسبة المائوية (15 جانفي 1919 - 15 جانفي 2019). وكان الترجي الرياضي قد حَشد كلّ مسؤوليه لتَقسيم المَهام وإنجاح المُغامرة العالمية على جميع المُستويات خاصّة أن الانتظارات كَبيرة في ساحة "باب سويقة" التي يحلم أهلها بالذّهاب بَعيدا في المُنافسات المُونديالية لتكتمل الفَرحة الترجية بإنجاز جديد يُزيّن مائوية الجمعية. انطلاق التَحضيرات بَعد الوصول إلى مطار "دبي" قَصدت الجمعية مدينة "العَين" لتنطلق التحضيرات لمباراة الدّور ربع النهائي. وكان الفريق قد أجرى أربع حصص تدريبية في تونس فضلا عن إجراء مُواجهة تطبيقية ضدّ مُستقبل سكرة على أن تَختتم الجمعية استعداداتها للمُونديال بأربع حصص تمرينية في دولة الإمارات. تَعزيزات في نطاق دعمها لسفير الكرة التونسية في المُونديال كلّفت الجامعة نائب الرئيس واصف جليل بالسّفر إلى دولة الإمارات لمواكبة المَسيرة الترجية وتَذليل الصُّعوبات التي قد تَعترض الجمعية. ومن غير المُستبعد أن يلتحق رئيس لجنة المنتخبات الوطنية هشام بن عمران بمعسكر الترجي لتوفير الدّعم المعنوي ومن شبه المؤكد أن يَظهر وديع الجريء في الكأس العالمية خاصّة بعد أن تلقّى دعوة خاصّة لحضور "الفِينال" الذي يأمل الجميع أن يكون الترجي أحد طَرفيه. حُضور كبير من المُرجّح أن تدور مباراة الترجي الرياضي في الدّور ربع النهائي أمام شبابيك مُغلقة وتُشير المُعطيات الأولية إلى أن تذاكر اللّقاء نَفدت. ومن الواضح أن الجماهير الترجية ستكون حَاضرة بأعداد غفيرة خاصّة في ظلّ "الزّحف" المُرتقب من تونس إلى الإمارات فَضلا عن المُساندة التي سيجدها شيخ الأندية من قبل جَاليتنا هُناك. ومن المعلوم أن سفير الكرة التونسية سيستهلّ مسيرته العالمية بمواجهة العَين الاماراتي أو"تيم ويلينغتون" النيوزلندي وذلك يوم 15 ديسمبر بداية من الخَامسة والنّصف مساءً. الملف الصحي يُعتبر الدكتور ياسين أحمد أحد الأسماء الفاعلة والعناصر الثَابتة في المسيرة الترجية وتراهن الجمعية كثيرا على خِبرات ومهارات طبيبها في المُنافسات الكُبرى مثل رابطة الأبطال والمُونديال. وقد أكد بن أحمد في تصريح ل"الشروق" أن صحّة "الكوارجية" مُمتازة حتى أن الترجي سيدخل السباق بجلّ "أسلحته" المُؤثرة وهو ما يدعم الحظوظ التونسية للذهاب بعيدا في هذه التظاهرة الدولية الضّخمة. ويؤكد الدكتور ياسين أن المَساعي جارية لتأهيل بقير ليكون تحت تصرّف مدربه في اللقاء الافتتاحي يوم 15 ديسمبر أوأثناء المباراة المُونديالية الثانية يوم 18 من الشّهر نفسه ويعتقد بن أحمد أن آمال سعد وافرة للظهور في الكأس العالمية ما لم تَحدث تطوّرات جديدة في ملفه الصحي. وفي سؤال عن إبعاد اليعقوبي من اللائحة النهائية للاعبين المَعنيين بخوض المباريات المُونديالية قال ياسين بن أحمد إن المدافع المحوري للجمعية يخضع إلى عملية التأهيل ولن يَتسنّى له استرجاع جاهزيته وبناء عليه فإنه تقرّر وضعه خارج القائمة دون "إقصائه" من الرحلة الخليجية. ويعتقد بن أحمد أن الإطارين الفني والطبي لم "يَظلما" اللاعب بحكم أنه لن يكون جاهزا لخوض المُباريات ويفرض المنطق منح الفرصة لعنصر آخر للمشاركة في المونديال. وفي سياق الحديث عن الجوانب الصحية والغذائية قال الدكتور بن أحمد إن الجمعية اتّخذت كلّ التدابير الضرورية وقدّمت للقائمين على فندق الإقامة كلّ التفاصيل التي تهمّ نوعية الوجبات التي سيتناولها أبناء الشعباني على امتداد فترة اقامتهم في دولة الإمارات. في انتظار "العَين"؟ تَستقطب الإمارات اهتمام العَالم المَغروم بالكُرة في كلّ الأمكنة والأزمنة. وتَتّجه الأنظار اليوم إلى مدينة "العَين" حيث يفتتح فريق المكان مُنافسات المُونديال بمُلاقاة "تيم ويلينغتون" النيوزلندي هذا في انتظار ظهور "العَمالقة" في مرحلة مُوالية من هذه التظاهرة الدولية التي سَتُتابعها الجماهير التونسية بإنتباه كبير لوجود الترجي في هذه "المعمعة" العَالمية. ومن المُنتظر أن تُواكب الجماهير الترجية لقاء الاماراتيين والنيوزلنديين لحظة بلحظة بحكم أن الفائز في هذه المُواجهة الافتتاحية سيصطدم بسفير الكرة التونسية في الدّور ربع النهائي يوم السّبت القادم. وتصبّ أغلب الترشيحات في مصلحة "العَين" لإقتلاع بطاقة التأهل بفضل عاملي الأرض والجمهور فضلا عن الفوارق الفنية بين العين وخصمها النيوزلندي. مزياني يتحدّث عن انضمامه للترجي بَعد التوقيع بصفة رسمية على إرتباطه مع شيخ الأندية التونسية أكد الجزائري طيّب مزياني أنه سعيد بتقمّص الأزياء الترجية مُعتبرا أن اللّعب في "باب سويقة" يُعدّ شرفا كبيرا خاصّة أن الأمر يتعلق بجمعية تتزعّم القارة السمراء وتلبس ثوب العَالمية. وقال مزياني إنه فَضّل الترجي على عدة جمعيات أخرى عربية أوروبية ليقينه بأنّ عوامل النَجاح مُتوفّرة في مركّب المرحوم حسّان بلخوجة ويؤكد المنتدب الجديد للفريق أنه مُنبهر بحرارة الجماهير الصفراء والحمراء. ويشير مزياني إلى أنه كان مُتحمّسا منذ فترة للّعب لفائدة الترجي وقد تَضاعفت رغبته في القدوم إلى "باب سويقة" بعد أن نَصحه مواطنه يوسف البلايلي بالإمضاء دون تَردّد. أمّا بخصوص اضافاته الفنية للجمعية فقد أكد مزياني أنّه "جُوكار" يَحذق اللّعب في الرواقين الأمامين وخَلف المُهاجم ويشير ابن "بارادو" إلى أنه واثق من النجاح.