وجه القيادي في حركة نداء تونس وعضو لجنة اعداد المؤتمر الانتخابي الاول بوجمعة الرميلي رسالة الى الدساترة دعاهم فيها الى العودة الى النداء. تونس الشروق: كتب بوجمعة الرميلي رسالة توجه فيها الى العائلة الدستورية التي اعتبر انها مكون أساسي في حزب حركة نداء تونس لكنها تعيش كغيرها من التونسيين بسبب التقلبات التي حصلت في الحزب والبلاد في حالة من الحيرة على حد وصفه داعيا اياهم الى العودة الى حزبهم. تقلبات أضرت بالوحدة وقال الرميلي في رسالته جاءت تحت عنوان «رسالة الى ‹الدساترة›، أنتم لا تستأهلون البحث عن الحلول لدى ‹ببوش بو مصة›! عودوا إلى ‹ندائكم›، لكن هذه المرة ‹خذوا النداء بقوة› !» قال انه لم يكن يتصور يوما ان يتوجه الى دساترة النداء برسالة خاصة لأنهم في وقت ما أصبحوا أبناء نفس الحزب «نداء تونس». وأوضح « لكن تطورات وتقلبات كثيرة حصلت في الأثناء، أدت - فيما أدت إليه - إلى حيرة في صفوف الدستوريين، كما هو الأمر بالنسبة لجل التونسيين، حول المصير. وحسب رأيي الجواب على هذه الحيرة صعب في مجال ‹دستوري› صرف. لأن الدستوريين أشاؤوا أم لم يشاؤوا أصبحوا جزءا من مهمة أوسع وهدف أشمل، مهمة وهدف استرجاع خيط الإصلاح التونسي، الذي تأزم حتى سقوط الحكم الذي كان من المفروض عليه مواصلة حمل ذلك المشروع». وتابع « إن النداء-الالتقاء بين مختلف روافد الإصلاح، بعد ما أسقطت الثورة ‹الفرضاوي› الذي كان يفصل بين تلك الروافد، بإحلال الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان كمنهج جديد لتنظيم العلاقة بين الدولة والمجتمع- هو الإطار الطبيعي الجديد لمواصلة المشروع التاريخي. أي أنه، وكما نؤكد على أن تناول المرحلة الجديدة من طرف القوى الديمقراطية التي كانت خارج السلطة قبل الثورة وحدها، بمعزل عن الدستوريين، تمش غير سليم، فإننا نجزم كذلك بأن عدم وضع المساهمة ‹الدستورية› في الإطار الجديد الذي صنعته الثورة فيه نوع من التعسف على السيرورة التونسية الجديدة». واعتبر بو جمعة الرميلي ان الحل لا يكمن في القفز على الاطار الطبيعي لمواصلة مهمة الاصلاح التاريخي التونسي أي حركة نداء تونس ‹نداء تونس الفكرة والمشروع الأصلي› وإنما في التناول السليم للتعثر الكبير والعميق للنداء، لإعادة بنائه بالكامل على أساس دروس التجربة على حد تعبيره. الدور التاريخي للدساترة ورأى عضو هيئة الاعداد للمؤتمر ان أهم ثغرة وجدت في الحزب هي غياب قيادة من نفس نوعية القيادات التاريخية التي عرفها الدستوريون مضيفا «لكن أولا تلك القيادات - التاريخية - أفرزتها تجربة طويلة وثرية ومتنوعة كلها تحديات جسيمة وثانيا حتى تلك القيادات القديرة وصلت بدورها وفي نهاية المطاف إلى جملة من الأزقة لأنها في يوم ما توقفت عن التطور ومواكبة المطالب الجديدة للمجتمع التي ساهمت هي في خلقه ونحته». وحول المطلوب من العائلة الدستورية الندائية اليوم قال الرميلي ان «المنتظر منكم التحليق فوق جملة من الخزعبلات الهزيلة لأنكم حقيقة تستأهلون أكثر من البحث عن الحلول من عند ‹الببوش بو مصة› ولا نجد أي تفسير لإضاعة ما ساهمتم بالقسط الوافر في بنائه وإنجاحه، عودوا إلى النداء وهذه المرة ‹خذوا النداء بقوة›. أنتم لا عليكم أي عقدة. أنتم ساهمتم في تجربة وطنية أعطت الكثير قبل أن تتأزم وحتى تسقط لكن من انخرط منكم في تجربة النداء لم يعمل على العودة إلى الوراء بل تبنى بالكامل واقع الثورة وتكريس أهدافها في الحرية والكرامة والديمقراطية. لكن ربما مشاركتكم غير الكافية في المواقع القيادية الأولى للنداء بأفضل ما لديكم من الخبرات والكفاءات الوطنية والنظيفة هي من الأسباب التي ضيعت الفرصة على النداء». وخلص الرميلي الى انه لم يتبق للدساترة وللندائيين «الوطنيين المخلصين وهم كثيرون» إلا فرصة واحدة، وهي «فرصة إعادة بناء النداء من ‹الساس› وتدرج نحو الطوابق الأخرى من خلال عملية تصحيحية عميقة وشاملة، تشبه عملية قصر هلال 34، وتذكر ولم لا بملحمة تأسيس النداء بقيادة الدستوري الأصيل الباجي قائد السبسي وبمشاركة الروافد التي أعطت المصداقية لمجمل العملية الرائعة التي غيرت مجرى الأحداث نحو الأفضل قبل أن تتأزم، لكن ألم يحن الوقت للخروج الإرادي والواضح من التردد والتوجه نحو الإنقاذ الوطني».