ليس الإدمان بالإشكال الجانبي أو مجرد مسألة إثارة و»بوز». فالواقع اليوم في تونس يبرز مجموعة من الجرائم المستفزة واللاإنسانية التي تورط فيها مجرمون خرجوا عن وعيهم بعد استهلاكهم مواد مخدرة غيبتهم عن الوعي، وجعلتهم يتحولون إلى وحوش آدمية. الواضح إذن أن ارتفاع عدد المدمنين في تونس هو حقيقة تكشفها دراسات عديدة وإن اختلفت الأرقام. والواضح أيضا أنه للأسف هذه الجرائم تمس الأطفال والكهول وحتى من هم على أبواب الشيخوخة. لكن في المقابل تلوح برامج الوقاية من المخدرات محدودة. كيف لا وهذه البرامج تعيش في أغلبها في برجها العاجي بعيدا عن الحلول العملية. ومن المثير للسخرية أن العصابات الدولية تصرف الكثير في الابتكار والتنويع وخلق «موضة» خاصة بأساليب التعليب والعرض لسمومها، وهي تستعين بمختصين لتعزيز أساليب الاتصال وجرف الضحايا في مستنقع الإدمان. وفي المقابل نجد أن الحكومة بعيدة في برامجها العملية عن هذا الذكاء والحرص. شبابنا وأجيال المستقبل في حاجة اليوم إلى من يحصنهم من خطر الإدمان وتغييب العقول. فما المخدرات إلا وجه آخر من وجوه الحرب ضد الأمم وتطورها وتحضرها. وهي وجه آخر من أوجه الإرهاب الذي يطور في أساليبه. فهل من معتبر ؟