وزارة الدفاع تقدمت بمشروع لتعديل قانون الخدمة العسكرية يتضمن جملة من الامتيازات لجلب الشباب وتثنيه عن العزوف تونس الشروق: يشهد الإقبال على الخدمة العسكرية عزوفًا كبيرًا من قبل الشباب ويقدّر عدد المتهربين من أداء هذا الواجب بأكثر من 200الف شاب رغم ما تمثله هذه الخدمة من تعبير عن حب الوطن والولاء له في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي تعيشها البلاد. وقد صرّح وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي خلال جلسة استماع في البرلمان أنّ 0.7 بالمائة فقط من شباب تونس يتقدم بصفة طوعية للخدمة المدنية مرجعا اسباب عزوف الشباب الى مواصلة اعتماد القانون عدد 1 لسنة 2004 و الذي لم يعد يستجيب لمتطلبات المرحلة. قيم المواطنة تعدّ الخدمة العسكرية واجبا وطنيا ومحطة تربوية بيداغوجية تنمي المهارات الفكرية والعملية للشباب كما تساهم في تلقين مبادئ حب الوطن وتنمي روح المواطنة وصقل مواهب الشباب وتهذب سلوكهم كما تساهم في تعويدهم على الانضباط والصبر وقوة الإرادة وعادة ما يكن الشباب في اشد الحاجة لتعلم هذه القيم والمبادئ في ظل تراجع دور المدرسة التربوي وارتفاع نسب الانقطاع المبكر الذي يطال سنويا اكثر من 100الف تلميذ جديد. لكن السنوات الأخيرة شهدت عزوفا ملفتا للانتباه من الشباب التونسي على أداء الخدمة العسكرية اذ تشير المعطيات انه تم خلال سنة 2017 استدعاء 31016 شابا لأداء الواجب العسكري لكن لم يتقدم منهم سوى 506 شاب أي بنسبة 1.65 بالمائة. وتراجعت هذه النسبة في السنة الحالية الى 0.7بالمائة. أسباب العزوف يعود عزوف الشباب عن أداء الخدمة الوطنية إلى أسباب عديدة منها عدم دراية المواطن بأهمية هذه الخدمة في تكوين شخصية الفرد ومؤهلاته النفسية والمهنية باعتباره يتدرب على حل العديد من المصاعب ويؤهل في عديد المجالات كما ان لهذه الخدمة مزايا عديدة نفسية وتربوية. ومن الأسباب أيضا الى رغبة الشباب في الترفيع في المنحة الشهرية للمجندين حسب ما بينته دراسة قامت بها وزارة الدفاع مع مكتب دراسات تولى عملية سبر الآراء. من جهة أخرى بينت وزارة الشباب والرياضة في دراسة لعيّنة متكونة من 1002 شاب أن 7 شبان من 10 لا يرغبون في تأدية الواجب العسكري. كما يرفض 64 في المائة من الشبان تأدية الخدمة العسكرية، في حين أن 32 في المائة مستعدون للقيام بها. ويشار الى ان وزارة الدفاع تقدمت بمشروع قانون لتعديل قانون الخدمة العسكرية لم يتم بعد المصادقة عليه يتضمن جملة من الامتيازات لجلب الشباب وثنيه عن العزوف. وقد ربط مشروع القانون الجديد تأدية الخدمة العسكرية بالمستقبل المهني لكل شاب، فكل من يتقدم متطوعًا حسب القانون الجديد، يتمتع بالأولوية في الحصول على عمل بالوظيفة الحكومية. كما ينص مشروع القانون، على إلزامية تسوية الوضعية العسكرية إزاء الخدمة الوطنية لكل مترشح للانتخابات أو لوظيفة وحتى للعمل، أو التنصيب في القطاع الخاص. كما تضمن مشروع القانون أيضًا مبدأ المساواة بين الجنسين في إطار الخدمة العسكرية. ويشير الخبراء انه من خلال الحديث الى الشباب التونسي فان جزءا هاما منهم غير مطلعين على الامتيازات التي توفرها المؤسسة العسكرية للمتطوعين في أداء الخدمة العسكرية. ووفق المعطيات الرسمية فان المجندين يتمتعون بامتيازات عديدة معنوية وقيمية على راسها شرف الدفاع عن حرمة الوطن وسلامة المواطن وامنه والمساهمة في نشر السلم في العالم، والمشاركة في التنمية الشاملة للبلاد، إضافة إلى التمتع بالأولوية في الانتداب في مناظرات المدارس العسكرية، وإمكانية متابعة التكوين المهني في عديد الاختصاصات أثناء أداء الواجب الوطني. بالإضافة الى تمكين المجندين من منحة شهرية قدرها 200 دينار بالنسبة الى المتحصلين على شهائد عليا وكذلك الذين تلقوا تكوينا مهنيا مشفوعا بشهادة تقني سام، و100 دينار للمجندين غير المتحصلين على شهائد. ويشار الى انه عادة ما يندمج المتكون في سوق الشغل بسهولة نظرا لتمتعه بالكفاءة والجدية والانضباط وروح المسؤولية. مشروع القانون -حسب الفصل 9 من الدستور فان الخدمة الوطنية واجب و هي تهدف إلى إعداد المواطن للدفاع عن الوطن واستقلاله ووحدة ترابه والمشاركة في التنمية الشاملة للبلاد و المساهمة في نشر السلم في العالم. - وتساهم في تعزيز حب الوطن و تنمية روح المواطنة والوحدة الوطنية والروح النضالية والدفاع عن الراية الوطنية واحترام مقدسات البلاد والمبادئ التي يقوم عليها المجتمع. -يتضمن مشروع القانون الجديد الذي استلهم بعض المبادئ والنقاط الأساسية من القانون عدد1 لسنة 2004 المنظّم لعملية تأدية الواجب الوطني، نقاطا تشجع على تأدية الخدمة التطوعية المدنية. وحافظ مشروع القانون الجديد على إجبارية التجنيد، بالإضافة إلى إحداث خدمة عسكرية مباشرة وخدمة مدنية مقابل إلغاء التعيينات الفردية. -يتحصل كل من يؤدي الواجب الوطني على الأولوية في التشغيل في الوظيفة العمومية، والأولوية في الحصول على قروض بالنسبة إلى باعثي المشاريع، وضرورة تسوية الوضعية العسكرية إزاء الخدمة الوطنية لكل مترشح للانتخابات أو لوظيفة وحتى للعمل أو الانتصاب في القطاع الخاص. -الترفيع تدريجيا في نسبة المجندات من النساء في إطار الخدمة العسكرية في إطار المساواة بين الجنسين وفي انتظار تحسين البنية الأساسية. 0.7 ٪ فقط من الشباب يقبلون طوعيا على الخدمة العسكرية. 6 ٪ نسبة إقبال النساء على أداء الواجب العسكري 64 ٪ من الشباب عبروا عن رفضهم أداء الخدمة العسكرية حسب دراسة لوزارة الشباب. 7 من 10 شبان لا يرغبون في تأدية الواجب العسكري 200 ألف ملف لدى القضاء العسكري لشباب لم يؤدوا الخدمة العسكرية. 77 هي مرتبة الجيش التونسي عالميا وفق مؤشر أقوى جيوش العالم لسنة 2018 حسب موقع «Global Fire Power»