قطع النادي الافريقي خطوة هامة على درب الترشّح لدور المجموعات بتغّلبه في مباراة مشوّقة وشديدة التنافس على ضيفه الهلال السوداني في أولمبي رادس في انتظار أن يكمل المهمّة ويعود بورقة العبور الاحد المقبل من ملعب أم درمان. الافريقي وباستثناء بعض الأخطاء الفردية التي أنتجت هدفا للضيوف قدّم مباراة مثالية أعادت للأذهان صولات وجولات فريق الشعب في المسابقات القارية والأكيد أنّ انتصاره أمام ممثّل الكرة السودانية قد حمل عنوان العزيمة وعودة الروح لأنّه كان من الصعب العودة في النتيجة أمام منافس لعب بذكاء واندفاع كبيرين. انتصار الافريقي حمل توقيع عديد اللاعبين سواء الذيّن تناوبوا على تسجيل الاهداف وحتّى الذين لم يتخطّوا دائرة نصف الميدان وإن كان الإمتياز الكبير للثنائي ياسن الشماخي وبلال الخفيفي فإنّ ثنائي المحور بلال العيفة واحمد خليل قد نالا العلامة الكاملة ليس لمردودهما فحسب وإنّما للتضحيات التي قدّموها , بلال العيفة أصرّ على اللعب ودخل قبل أسبوع من اللقاء في جدال مع طبيب الفريق حين طلب منه حقنه لكي يتمكّن من اللعب بالإضافة الى أحمد خليل الذي تحدّثنا اليه قبل يوم من المباراة وأكّد أنّ رغبته في اللعب كانت كبيرة رغم أنه لم يخض غير حصّة تدريبية فقط مع المجموعة .. لاعب ثالث كان حضوره في اللقاء مؤثّرا للغاية على مستوى الأداء والنتيجة ونعني به القيدوم زهيّر الذوادي الذي كان في الفترة الأخيرة محور انتقادات كبيرة من جمهر الافريقي بعد ان تراجع اداؤه وخفتت شعلته . الذوادي اعاد أكتشاف نفسه في لقاء أمس الأوّل ونجح بالتأكيد في مصالحة الجماهير وفتح صفحة جديدة معها. أسبقية مطمئنة والليلي يحذّر الافريقي سيتحوّل الى السّودان بأسبقية ثلاثة أهداف يمكن القول أنّها مريحة لكن وجب معها الحذر خاصة من ردّة فعل الهلال الذي أظهر في ملعب رادس أنّه منافس صعب المراس وفريق ليس في المتناول مثلما أكّده المدرّب شهاب الليلي الذي تحدّث ل»الشروق» عن صعوبة لقاء العودة في ملعب أم درمان لكنّه قال أنّه سيسعى للأستعداد كما ينبغي على المستوى البدني وخاصة الذهني حتى يتجاوب اللاعبون مع متطلّبات المباراة التي ستحتاج بالتأكيد الى تركيز كبير ومجهود مضاعف لفرض الرقابة على مهاجمي الفريق الضيف الذين يمتازون بالإندفاع وبالسرعة وسهولة المراوغة ومن ثمّة إبطال مفعول كل أسلحة منافسهم السوداني. دون خسائر إضافة الى الاسبقية المريحة على مستوى النتيجة خرج الافريقي من مباراته ضد الهلال من دون خسائر تذكر في الرصيد البشري خاصة وان الجميع كان متخوّفا بشدّة من حالة الميدان التي شكّلت مصدر خطر كبير على صحّة وسلامة اللاعبين وحتّى الإصابة التي تعرّض لها المهاجم بلال الخفيفي فقد قدّر الإطار الطبّي بعد نهاية المباراة أنّها خفيفة وناتجة عن الإرهاق ولن تحتاج لغير فترة قصيرة من الراحة سيعود بعدها اللاعب الى التمارين بشكل عادي ويكون جاهزا لمباراة العودة بعد أسبوع. وتبقى النقطة السلبية الوحيدة التي رافقت لقاء أمس الأوّل هي الورقة الصفراء التي تحصّل عليها المدافع مختار بلخيثر وستجعله يغيب عن مباراة العودة في السودان , بلخيثر كان أفضل لاعب تقريبا على الميدان وأقلق كثيرا دفاع الهلال والاكيد أنّ غيابه سيقلّص من فاعلية الجهة اليمنى خاصة في غياب البديل الأنسب. انتفاضة المهاجمين والشماخي يبدع ستّ أهداف كاملة سجّلها النادي الافريقي في مباراتين متتالتين لحساب رابطة الأبطال الافريقية نصفها في اللقاء الفارط أمام الجيش الرواندي ونصفها الثاني في مباراة أمس الأول ضد الهلال السوداني وإذا ما أضفنا اليها اربع أهداف في الجولتين الفارطتين لحساب البطولة ضد مستقبل قابس والشبيبة القيروانية يمكن القول أن هجوم النادي الافريقي قد تعافى واكتسب الفاعلية المطلوبة والتي غابت في الجولات الاولى للبطولة . كل الأهداف التي ذكرناها كانت بأقدام المهاجمين حيث تناوب على تسجيلها مايسترو الفريق اسامة الدراجي في مناسبتين وحملت توقيع بلال الخفيفي في مرّتين فيما حاز اللاعب ياسين الشماخي على النصيب الأكبر منها باربع أهداف. استفاقة ملحوظة لخط الهجوم في اللقاءات الأخيرة قال عنها المدرّب شهاب الليلي أنّها نتاج لقيمة اللعب الجماعي وعودة الروح لبعض العناصر التي كبّلها الشّك وقلّص الضغط من حجم أدائها في بداية الموسم. جمهورغير عادي مباراة الافريقي ضد الهلال السوداني لم تكن مباراة نهائي رابطة الأبطال ولم يكن رهانها الحصول على اي لقب ومع ذلك غصّت مدارج اولمبي رادس بأكثر من 40 الف متفرّج شجّعوا ودفعوا وساندوا فريقهم الى النهاية فكانت أرجل اللاعبين على الميدان والعزيمة والروح على المدارج وهو ماساهم في انتفاضة الفريق وقلب الطاولة على المنافس بعد أن كان هو المتقدّم في النتيجة حتى أنّ الاطار الفنّي للهلال السوداني اعترف في نهاية اللقاء ان الجمهور هو الذي هزم الهلال . الحقيقة نقولها ونكرّرها أنّ جمهور الافريقي أصبح ظاهرة رياضية وأحد مفاخر نادي باب الجديد والكرة في تونس وبالتالي لم يكن يستحق أقّل من نتيجة الفوز يسعد بها وتنسيه خيبات الاسابيع الفارطة. هذه مداخيل مباراة الهلال عند الحديث عن الحضور الجماهير المكثّف نشير الى أنّ مباراة أمس الأوّل قد تركت في خزينة الفريق مداخيل في حدود 300 الف دينار باعتبار أن إدارة النادي قد طرحت على ذمّة الجمهور 25 الف و 500 تذكرة بيعت منها 24 الف تذكرة في حين ينتظر ان تتسلّم عائلة المرحوم عمر العبيدي جزءا من هذه المداخيل قيل لنا أنّه في حدود 24 الف دينار . موعد السّفر الى السودان يعود أبناء المدرّب شهاب الليلي اليوم الى التحضيرات إستعدادا للقاء العودة حيث سيشتمل البرنامج على ثلاث حصص تدريبية في تونس يشدّ الفريق بعدها الرحال الى السودان وقد علمنا أن موعد السفر قد تحدد يوم الخميس المقبل مساء لتصل بعثة الفريق يوم الجمعة صباحا للإقامة والانطلاق في التحضير للمباراة. طاقم تحكيم بورندي لمباراة الإياب عيّن الاتحاد الافريقي لكرة القدم طاقم تحكيم بورندي بقيادة الحكم «نادا باوينما» لقيادة مباراة العودة بين النادي الافريقي والهلال السوداني لحساب ذهاب الدور التمهيدي الثاني لرابطة الابطال الافريقية. مباراة المتلوي في المنزه أعلنت الرابطة الوطنية لكرة القدم أمس ان المباراة المؤجّلة لحساب الجولة العاشرة بين النادي الافريقي ونجم المتلوي ستلعب يوم الاحد 30 ديسمبر بملعب المنزه بداية من الساعة الثانية ظهرا ما يعني أن المباراة سيقع تقديمها على موعد المباراة المؤجّلة لحساب الجولة التاسعة ضدّ اتحاد تطاوين.