رغم التهديدات والتعبئة والترهيب التي تعرّضت لها بعثة النّادي الافريقي في السودان منذ وصولها للخرطوم نجح «فريق الشعب» في تخطّي كل هذه الصعاب وعاد بورقة الترشّح لدور المجموعات من سباق رابطة الابطال الإفريقية التي غاب عنها لأكثر من عقدين. الحقيقة أنّ الافريقي حقق إنجازا مهمّا رغم الظروف الصعبة والمريبة وقدّم مباراة بطولية في أم درمان واجه فيها اللاعبون ثلاثة منافسين كان أكثرها شراسة جماهير الهلال التي رابطت أمام مقرّ إقامة الفريق ولم تتوقف لحظة عن التهديد والوعيد منذ وصول الفريق الى أرض السودان والى غاية موعد اللقاء في ملعب أمّ درمان. جماهير الهلال كانت متحفّزة للقيام بأي شيء متاح وغير متاح حتّى لا تضيع من فريقها ورقة التأهّل وبالتالي لم يكن من السّهل على أي عنصر فوق الميدان التركيز واللعب في تلك الأجواء المشحونة.الى جانب المنافس الرئيسي أي الفريق السوداني . منافس الإفريقي الثالث كان الحكم البورندي الذي كان واضحا منذ البداية أنّه جاء لمهمّة واحدة وهي تعديل الكفّة للهلال السوداني من خلال استعمال صافرته في اتجاه واحد ومن حسن حظ أبناء باب الجديد أنّ الأخطاء المرتكبة كانت خارج منطقة العمليات وإلاّ لكانت ضربات الجزاء بعدد الاهداف التي سترشح أصحاب الميدان . اللاعبون تحدوا الظروف القاهرة والاصابات عزيمة لاعبي الافريقي فوق الميدان واندفاعهم الكبير دون رهبة أو خوف جعلهم ينجحون في المهمّة ويحقّقون ما عجزت عنه عديد الفرق الأخرى في نفس هذا الملعب وهو ما أكّده المدرب شهاب الليلي في تصريحه بعد المباراة حين قال أن لاعبيه قاموا بمباراة بطولية أظهروا فيها قدرة كبيرة على التحدي والتحمل واستيعاب ما يحصل واعترف مدرب الإفريقي أن فريق الهلال لم يقلقهم بقدر ما أقلقتهم الظروف المحيطة لكن لاعبيه نجحوا في تجاوزها والمحافظة على توازنهم ليخرجوا بالمباراة إلى بر الأمان. إلى جانب هذه الظروف التي وصفها شهاب الليلي بالغير عادية تحدّث مدرب الافريقي ايضا عن سوء الحظ بحصول ثلاث إصابات في صفوف الفريق قبل وأثناء المباراة تعرّض لها بلال الخفيفي الذي أصيب قبل الإحماء، وقائد الفريق وسام بن يحيى بعد 7 دقائق من بداية المباراة، والمدافع إبراهيما موشيلي بين الشوطين وهو ما أربك حساباته وجعل فريقه يمرّ بفترات صعبة ولا يظهر بنفس المستوى الذي لعب به في رادس قبل أسبوع. تعاطف كبير مع ماحصل ما تعرّض له النادي الافريقي في السودان من اعتداءات ومضايقات من طرف الجماهير الهلالية أمام تخاذل فاضح للسلط الأمنية منذ وصول بعثة الفريق الى الخرطوم خلق موجة من التعاطف لدى كل الجماهير الرياضية في تونس بمختلف ألوانها الترجية والساحلية والصفاقسية. رسائل المساندة والتعاطف اخترقت مواقع ومنتديات جماهير الافريقي لتتضاعف معها حماسة اللاعبين وتزيدهم إصرارا على بلوغ الهدف المنشود. عودة سالمة وراحة قصيرة وصلت بعثة النادي الافريقي أمس في حدود الساعة العاشرة صباحا إلى مطار تونسقرطاج لكن لن ينعم اللاعبون بأكثر من سويعات قليلة للراحة حيث يستأنف الفريق اليوم تحضيراته استعدادا لموعد المباراة المؤجّلة لحساب الجولة التاسعة ضد اتحاد تطاوين والمبرمجة لبعد غد الخميس. مباراة هامة في سباق البطولة سيخوضها الافريقي برصيد بشري منقوص من عديد اللاعبين على غرار بلال الخفيفي ووسام يحيى وابراهيما موشيلي بسبب الإصابة بالاضافة الى اللاعب أيوب مشارك المتحصّل على الورقة الحمراء في اللقاء الفارط ضد شبيبة القيروان في مقابل ذلك ستشهد تشكيلة الفريق عودة الظهير الأيسر علي العابدي الذي استوفى العقوبة المسلّطة عليه بالإضافة الى المدافع فخرالدين الجزيري الذي تعافى من الإصابة. الهيئة تعلن تمسّكها بالمدرّب في خضمّ الاهتمام الذي حازته مباراة العودة ضد الهلال السوداني لم يتوقّف منسوب الأخبار المتداولة حول إمكانية مغادرة المدرّب شهاب الليلي الذي قيل عن وجود اتصالات متقدّمة بينه وبين مسؤولي نادي الجزيرة الأردني قد تنتهي باتفاق رسمي في الساعات القليلة المقبلة. أخبار نفاها نائب رئيس النادي مجدي الخليفي الذي قال خلال اتصالنا به أمس أنّه تحدّث لمدرّب الإفريقي للاستفسار حول الموضوع وليس هناك ما يؤكّد هذه الأخبار مشدّدا على أنّ إدارة النادي متمسّكة ببقاء المدرب شهاب الليلي إلى حين استكمال المشروع الذي جاء من أجله. الأكيد وحسب ما لدينا من معلومات تحدّث لنا بها المدرّب شهاب الليلي بنفسه في وقت سابق كانت هناك رغبة من بعض الفرق الأردنية وخاصة نادي الجزيرة في تجديد التجربة معه وقد تكون تجدّدت في الآونة الأخيرة لكن لا يبدو أنّ مدرّب الافريقي سيتحمّس لها بنفس الدرجة في الوقت الراهن خاصة بعد التأهّل لسباق رابطة الأبطال وما يعنيه ذلك لكل مدرّب. غياب سياسة اتّصالية قلنا أكثر من مرّة أنّ غياب المعلومة الصحيحة وعدم توفّر سياسة اتصالية فاعلة ونشيطة صلب إدارة النادي الافريقي سيضاعف من منسوب الأخبار الزائفة ويزيد في تعميق الهوّة بين الهيئة المديرة وجماهير الفريق المتلهّفة دوما لمعرفة مستجدّات الأخبار وبالتالي لابدّ للهيئة من مراجعة سياسة الانكماش التي اختارتها وتفعيل خطّة الناطق الرسمي لأنّه لا يعقل أن يكون بعض المحيطين بالفريق هم مصدر الأخبار والتوضيحات في الوقت الذي التزم فيه الموقع الرسمي للفريق بالصمت المطبق .الأكيد أنّ ما جعلنا نتطرّق لهذه المسألة هو ما حدث للفريق في رحلة السودان وما رافقها من حيرة وانشغال كبير للأحبّاء وبالخصوص عائلات اللاعبين الذين كانوا متلهّفين للأخبار التي تطمئنهم في كل حين على وضع ابنائهم.