احتدّ الاحتقان الشعبي في ولاية القصرين بعد تشييع جثمان المصور الصحفي عبد الرزاق الزرقي الذي يرجح كونه قد انتحر حرقا احتجاجا على وضعه الاجتماعي وتجددت الاحتجاجات في المدينة وسط شكوك في امكانية ضلوع أطراف أخرى في قتل الزرقي. وبعد تشييع جثمان عبد الرزاق الزرقي قام عدد من شبان المدينة بغلق الطرقات وحرق العجلات في عدد من أنهج مما اضطر الوحدات الأمنية الى تفريقهم باستعمال القوة العامة. وتجمع عشرات الشبان في محيط مقر ولاية القصرين ورشقوا سيارات الأمن بالحجارة واستعملت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريقهم واستمرت المناوشات لساعات طويلة. وشهد مفترق حي الزهور تحركات احتجاجية وعمليات حرق للعجلات المطاطية وعمد شبان الى غلق الشارع الرئيسي واضطرت قوات الأمن لاطلاق الغاز المسيل للدموع وسط مخاوف من استغلال المجموعات الارهابية لهذا التوتر للتحرك في المدينة. ووصلت تعزيزات عسكرية وأمنية كبرى الى القصرين لتأمين مقرات المؤسسات العمومية وسط مخاوف من توسع الاحتجاجات الليلية واستمرارها في المدينة. وقال مصدر أمني في القصرين إن الاستعلامات الأمنية لاحظت تواجد بعض الغرباء عن المدينة يحاولون استغلال الوضع في المدينة وحرق المراكز والمقرات الأمنية، وفق قوله. في الاثناء، قال الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بالقصرين أشرف اليوسفي للشروق إن قرار فتح البحث التحقيقي بالمحكمة الابتدائية بالجهة في حادثة وفاة المصور الصحفي عبد الرزاق الزرقي قد تم اتخاذه نظرا لكون حادثة الوفاة مسترابة. وذكر أن قاضي التحقيق أذن بفتح بحث تحقيقي لكشف ملابسات حادثة حرق المصور الصحفي عبد الرزاق الزرقي مبينا أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل المتورطين في هذه الحادثة وضد كل من يكشف عنه البحث من أجل القتل العمد والامتناع عن المحظور . وبين أنه سيتم تطبيق القانون في حال ثبوت تهمة القتل العمد وتعهدت فرقة مقاومة الاجرام بالقرجاني بالتحقيق في هذه القضية للكشف عن امكانية تورط أحد الأشخاص في حرق المصور الصحفي بعد أن سكب على نفسه البنزين للتهديد بحرق نفسه. وبحسب مصدر موثوق، قامت فرقة مقاومة الاجرام بالقرجاني بايقاف شخص للتحقيق معه في حادثة الحرق ومدى امكانية تورطه في اضرام النار في جسد الزرقي. وفي معتمدية جبنيانة قام عدد من الشبان في عمادة المساترية باغلاق الطريق الرئيسية الرابطة بين ولايتي صفاقس والمهدية وأحرقوا العجلات في الطريق العمومية. ووصلت الى المدينة تعزيزات أمنية كبرى تخوفا من تجدد تحركات ليليلة بعد وفاة شاب اثر مطاردته من طرف دورية أمنية.