«ضِدّ النسيان» هو شعار التلفزة الوطنية والعائلة الرياضية بعد فقدان ثلّة من النجوم الإعلامية والكروية في مثل هذه الفترة من أعوام 1997 و2013 و2018. والكلام بكل تأكيد عن الهادي بالرخيصة ولسعد الورتاني وعبد الخالق السعداوي ألف رحمة ونور على أرواحهم. التلفزة التونسية لم تنس ابنها عبد الخالق الذي بكاه كل الرياضيين وجميع من تقاسم معهم مشاق السفر و»متاعب المهنة» في الملاعب الرياضية أوداخل مكاتب القناة الوطنية كما هو الشأن بالنسبة إلى الزميل اقبال الكلبوسي الذي انفجر بكاءً لحظة تقديم خبر رحيل شقيقه عن الدنيا وهو في أوج العطاء والعُنفوان. تَماما مِثل «بلها» و»قلب الأسد» وهما من الأسماء المحفورة في وجدان التونسيين الذين يَعتبرون أن ذكرى رحيل بالرخيصة والورتاني «مَعفية» من آفة «الزهايمر» لأنهما كانا مِثالا يُحتذى في العزيمة والعَطاء ويكفي أن نجم الترجي والمنتخب مات وهو يدافع أزياء جمعيته في الملعب يوم 4 جانفي من عام 1997. ومن جهته كان لسعد مُحاربا حقيقيا سواء ب»مريول» الافريقي أوبأزياء بقية الجمعيات مثل القيروان و»البقلاوة» وجرجيس هذا قبل أن يَطرق باب التدريب لكن الموت «خطفه» يوم 4 جانفي من سنة 2013: أي في نفس اليوم الذي فارقنا فيه بالرخيصة. ولأن الذِّكرى تأبى النسيان فقد اختارت التلفزي تخليد وفاة السعداوي يوم الثلاثاء القادم في قبّة المنزه وذلك بمشاركة جحافل من الإعلاميين وستكون الفرصة مناسبة أيضا لإستحضار ذكرى رحيل بالرخيصة والورتاني. ومن المُقرّر أن يتضمن البرنامج لقاءات استعراضية بين الصّحافيين وقدماء الترجي والافريقي ومن المُنتظر أن يقع أيضا تكريم عائلات المُتوفّين أسكنهم الله فسيح جنّاته. وحتى لا نَنسى نذكّر بأنّنا فقدنا يوم 4 جانفي من 2015 عَلما رياضيا آخر وهو اللاعب السابق للنادي الصفاقسي والمدرب التاريخي للنادي البنزرتي المنصف المليتي الذي قاد «قرش الشمال» إلى القبض على أول كأس افريقية في مَسيرة الكرة التونسية.