تصاعدت الأزمة بين الجامعة العامة للتعليم الثانوي ووزارة التربية ولم تقف عند حدود مقاطعة امتحانات الثلاثي الأول بل شملت الثلاثي الثاني وأضحت تنذر بسنة بيضاء وتحوّل التلاميذ مجدّدا الى رهائن في صراع لا ذنب لهم فيه. 900 ألف تلميذ اعدادي وثانوي رهائن صراع النقابة والوزارة تونس «الشروق»: باتت الخلافات المتصاعدة بين الوزارة ونقابة التعليم الثانوي تنذر بسنة بيضاء بعد ان "تجاوز كل الخطوط الحمراء" التي قالت النقابة سابقا أنها لن تعترف بها هذه السنة. ويشار الى ان هذه التجاذبات ارهقت الولي والتلميذ بعد ان تحوّلت الى حدث مزمن استمر لمدة ثلاث سنوات غير أن خطورته هذه المرة أكبر من السنوات السابقة اذ بلغت الازمة ذروتها وأصبحت تنذر بسنة بيضاء. تلاميذنا رهائن لقد اضحى الاولياء والتلاميذ رهينة الصراع المأساوي بين وزارة التربية والجامعة العامة للتعليم الثانوي وتحول هذا الصراع مؤخرا الى حرب كلامية بين وزير التربية وكاتب عام الجامعة ولا يتوانى الطرفان عن التهديد والوعيد واستنفار سجل المعارك والملاحم متناسيين الحلقة الاضعف وهي التلميذ ومن وراءه الامهات والاباء الذين يواكبون هذا الصراع وهم يدركون انهم الخاسر الاوحد والمتضرّر الاكبر من هذه المعركة. ويرى المراقبون ان نقابة التعليم الثانوي قد بلغت أقصى فدرجات التصعيد خلال السنة الحالية بإعلان الكاتب العام للنقابة الأسعد اليعقوبي في مستهل السنة " قادمون على معركة حقيقيّة" رغم رفض المركزيّة النقابية لهذه الخطوات. ومن جانبه لم يدّخر وزير التربية وسعا في التصعيد مهددا باقتطاع أيام الاضراب وتطبيق القانون. ويشار الى ان قرار الجامعة العامة للتعليم الثانوي الذي تم اتخاذه في خطوة تصعيدية يوم الاثنين 24 ديسمبر 2018 خلال اجتماع هيئتها الإدارية والمتمثل في مقاطعة فروض المراقبة والامتحانات التأليفية للثلاثي الثاني، وعودة الاعتصامات بمقرات المندوبيات الجهوية للتربية في حالة إقدام وزارة التربية على اتخاذ أي إجراء تعسفي أو عقابي في حق المربين ومديري المدارس الإعدادية والمعاهد قد احدث ربكة كبرى على الولي والتلميذ كما اطلق صيحات فزع حول مستقبل السنة الدراسية والمنظومة التربوية عموما التي تعاني أصلا من الهنّات بسبب تعطّل الإصلاح واهتراء البنية التحتية وغياب وسائل العمل... أين الحكومة؟ تعيش الاف العائلات على وقه هذا المشهد المأساوي ويقض مضجعها ورغم ذلك فان هذا الوضع لا يحرّك الحكومة ولا يجعلها تتدخل لحل الازمة كما ان وزارة الاشراف لم تستغل العطلة لتقريب وجهات النظر ولم يتدخّل عقلاء نقابة التعليم الثانوي لتهدئة الامور كما لم تتقدم الاحزاب والمنًظمات بمبادرات لتقريب وجهات النظر واتخذ الجميع موقع المتفرج دون المشاركة في حلحلة الازمة وكأنها لا تتعلق بمستقبل جيل كامل. ومع تواصل حدّة الازمة يشار الى ان مجموعة من الأولياء والمنظمات المهتمة بالشأن التربوي في تونس أبدت انشغالها، ومخاوفها من الانعكاسات السلبية على مستوى ونفسية التلاميذ ومستقبلهم بعد تلويح نقابة التعليم الثانوي بمقاطعة امتحانات الثلاثي الثاني بعد مقاطعتها منذ أيام قليلة لامتحانات الثلاثي الأول مما قد يقود الى سنة بيضاء موقف أعاد الى الأذهان المخاوف التي عاشتها عدد من العائلات التونسية، بعد قرارات مقاطعة الامتحانات وحجب الاعداد والإضرابات التي تم اقرارها في السنوات الماضية. واعتبر عدد من الأولياء عبر شبكات التواصل الاجتماعي انها ليست المرة الاولى التي يرتهن فيها مستقبل اطفالهم، وان التلميذ اليوم هو ضحية لصراعات قديمة جديدة، بين سلطة الإشراف والنقابة، مؤكدين ان هاجس تعطيل الدروس والامتحانات عاد اليهم من جديد، بعد المنحى الخطير الذي آلت اليه الأمور. المطالب موضوع الخلاف ويشار الى انه تم رفض اهم مطالب نقابة الثانوي المادية والمتمثلة أساسا في مضاعفة المنحة الخصوصية فقد طرحت الحكومة ان يتمّ ترحيل التفاوض بخصوصها الى المفاوضات الاجتماعية في الوظيفة العمومية مع المركزية النقابية وهو ما رفضته الجامعة باعتبارها منحة خاصة بالقطاع. وبالنسبة لمطلب مضاعفة منحة العودة المدرسة البالغة حوالي 360 دينار، فقد اقترحت الحكومة مضاعفتها ب 50 بالمائة وهو ما ترفضه الجامعة العامة للتعليم الثانوي باعتباره تراجعا عن وعود وزارة الاشراف في اجتماعات سابقة وتتشبّث بمضاعفتها اما مطلب الترفيع في منحة مراقبة الامتحانات فقد طرحت الحكومة بالترفيع فيها بنسبة 50بالمائة بعد ان اقترحت الوزارة سابقا مضاعفتها. من جهة أخرى لم يتم الافاق في شان التقاعد المبكر على قاعدة بلوغ سنّ 57 و32 سنة عمل رغم وجود اتفاق سابق على مبدئه مع وزارة الشؤون الاجتماعية. 900 ألف تلميذ اعدادي وثانوي معنيون بمقاطعة الامتحانات مليون و140 تلميذا في الابتدائي 6107 مؤسسة تربوية في تونس 3سنوات متتالية شهدت تصاعد أزمة نقابة التعليم الثانوي ووزارة التربية 151 ألف مدرس في تونس 42 ألف تلميذ جديد من الوافدين على المنظومة التربوية غير مبرمجين