القدس المحتلة: (الشروق) تبذل الفصائل الفلسطينية في غزة، جهودًا حثيثة لإنهاء حالة التوتر الأخيرة بين حركتي فتح وحماس، وهي الأشد منذ توقيع اتفاقية المصالحة عام 2017 في القاهرة، عندما تبادلا الاتهامات والاعتقالات الأسبوع الماضي. وقدمت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي مقترحًا واضحًا لحركة حماس لإزالة حالة الاحتقان الناتجة عن تصريحات رئيس السلطة محمود عباس الأخيرة. واقترحت الفصائل الثلاثة على حماس تأجيل مهرجان حركة فتح إلى حين جلوس جميع الفصائل الفلسطينية لدراسة الوضع المحتقن والأسباب التي آلت إليه، وكذلك دراسة موضوع إقامة مهرجان انطلاقة فتح، وغيرها من القضايا، على قاعدة التوافق لا الخلاف والاحتقان القائم بسبب العقوبات التي تفرضها السلطة. وقال عصام ابو دقة القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: «أن الكل معني أن تقام الفعالية وأكدنا على حق كل الفصائل أن تمارس دورها وتقيم نشاطاتها وتحتفل بذكرى انطلاقاتها وغير مسموح أن يتم اعاقة أي نشاط لأي فصيل من فصائل العمل الوطني». وأضاف «أن الاحتفال بالذكرى جاء في ظل الاحتقان في الساحة الفلسطينية، واذا ما تم نزع فتيل هذا التوتر يمكن أن يتم في الأيام القادمةالاحتفال لانطلاقة الثورة الفلسطينية برعاية وطنية ». وأكد «نحن على ثقة كاملة أن هناك تفهما من قبل الاخوة في حركتي فتح وحماس لما يجري ويحدث وما هي تداعيات استمرار الوضع بنفس الوتيرة»، مشيرا الى ان هناك موافقة مبدئية من حركة فتح وهناك تفهم من الحريصين في حركة فتح على حالة السلم والاستقرار الأهلي في قطاع غزة. بدوره أكد القيادي في حركة حماس، صلاح البردويل في تصريح ل"الشروق" أن حركته درست مقترح الفصائل ووافقت على طلبها تأجيل المهرجان حرصًا على المصلحة الوطنية، على أن نسمع مساء اليوم رد فتح. وردًّا على سؤال «الشروق» إذا ما ردت فتح سلبًا على المقترح الفصائلي، قال البردويل: «حينها مطلوب من الفصائل أن تعلن عن ذلك، وهذا يعني أن فتح لا تريد تمرير المناسبة دون مشاكل»، مؤكدًا أن كل من يرفض هذا الحل سيتحمل مسؤوليته أمام القانون. وبين محدثنا أن قطع السلطة الفلسطينية رواتب الأسرى وموظفين جدد «إجراء مستفز جدا»، وسلوكها بحق المجلس التشريعي ورئيسه، ووصف عباس غزةَ ب «الجواسيس» طعنة للمقاومة وخروجًا عن جميع القيم الأدبية والسياسية والأخلاقية. واضاف «لا نتحدث عن مهرجان لحركة فتح ولا نريد إلغاءه، فلا نستطيع إنكار تاريخ الحركة فتح تمثل تاريخًا حقيقيًّا». ومن ناحيته أكد المتحدث باسم حركة فتح، عاطف أبو سيف، احياء ذكرى انطلاقة الحركة الرابعة والخمسين في قطاع غزة. وأوضح أبو سيف ل"الشروق" أن اليوم الاثنين ستحيي فيه حركته ذكرى انطلاقتها بساحة السرايا في الموعد والمكان المتفق عليه، للاحتفال بانطلاقة الثورة الفلسطينية «انطلاقة حركة فتح». وبين أبو سيف أن الفصائل تحاول إزالة عقبات أمام الاحتفاء الوطني والذي يجب أن يكون محل ترحيب من الجميع دون استثناء. وفي السياق ذاته أطلعت الاجهزة الامنية في غزة، فصائل العمل الوطني والإسلامي على نتائج التحقيق في حادثة الاعتداء على مقر تلفزيون فلسطين قبل يومين. وقال تيسير البطش مدير عام الشرطة أنه من خلال تحليل صور كاميرات المراقبة تم التعرف على هوية المركبة التي أقلّت الفاعلين وصاحبها، ومن ثم الأشخاص الذين ارتكبوا الحادثة، وهم الآن في قبضة القانون، مُقدماً أسماءهم جميعاً وتفاصيل سكنهم وأعمارهم أمام قيادة الفصائل.