شن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء هجوما عنيفا على حركة حماس واصفا اعضاء هذه الحركة ب"الخونة" ومؤكدا ان سيطرتها على قطاع غزة جرت جاءت تنفيذا لمخطط اعد مع "اطراف اقليمية". وقال الرئيس الفلسطيني في كلمة امام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ان "المخطط المعد سلفا وتوافقت عليه قيادة حماس في الداخل والخارج مع بعض اطراف اقليمية كان اسبق من محاولاتنا لتجنيب شعبنا الويلات والنكبات". واضاف "ان السيطرة على قطاع غزة هو مخطط سلخ غزة عن الضفة الغربية واقامة امارة او دويلة من لون واحد يسيطر عليها تيار واحد من ميزاته التعصب" مؤكدا ان حماس "استبدلت العلم الفلسطيني بعلمها الفصائلي لاقامة امارة او دويلة في غزة". وحسم الرئيس الفلسطيني الدعوات التي طالبت بعودة الحوار بين فتح وحماس حينما اكد ضمنا في كلمته الاولى هذه بعد سيطرة حماس على غزة استحالة مثل هذا الحوار قائلا "لا حوار مع هؤلاء القتلة والارهابيين والتكفيريين". وعلى الاثر اعتبرت حركة حماس ان خطاب عباس "التوتيري" حمل الكثير من "الاكاذيب" متهمة عباس انه اصبح من "التيار الانقلابي". وقال ايمن طه المتحدث باسم حماس لوكالة فرانس برس ان خطاب عباس "نوع من التهريج وفيه الكثير من الحقائق المقلوبة والتضليل والاكاذيب" وتابع ان عباس "وضع نفسه في مصاف التيار الانقلابي ولم يتعامل كرئيس للشعب الفلسطيني في هذا الخطاب التوتيري". من جهة اخرى اكد الرئيس الفلسطيني انه تلقى معلومات امنية تفيد ان حماس تخطط لاغتياله "لكنهم لم يكونوا يعرفون المكان الذي اتواجد فيه". واضاف عباس "حصلت على شريط سينمائي من شخص من حماس وشاهدت الفيلم ورايت ستة اشخاص وجوههم مكشوفة وعلى رؤوسهم اشارات حماس" وقال "كانوا يجرون لغما لا يقل عن 250 كلغ وردد ثلاثة منهم هذا لابو مازن واللغم القادم للامن الوقائي". واوضح انه ارسل الشريط الى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وقال عباس "كانوا ينتظرون ساعة الصفر لتنفيذ جريمتهم". واضاف "ارسلت الشريط الى كل الدول العربية ليروا الاجرام الذي تتصف بها هذه الحركة الانقلابية". ودعا عباس الى "تفعيل دور منظمة التحرير بمشاركة اللجنة التنفيذية والفصائل الفلسطينية باستثناء الانقلابيين الخونة" في اشارة الى حماس. كما دعا المجلس المركزي الفلسطيني الذي يعتبر اعلى هيئة تشريعية وسياسية فلسطينية بين فترات انعقاد المجلس الوطني الى ان يطلب من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صياغة قانون انتخابي يعتمد التمثيل النسبي في كافة المؤسسات الفلسطينية. واكد على قراره السابق بان "القوة التنفيذية (التابعة لحركة حماس في قطاع غزة) هي الاداة المنفذة لهذا الانقلاب وهي خارجة على القانون" وطالب بضرورة "اعتذار حماس للشعب ولقيادة منظمة التحرير على الجريمة وتسليم جميع مؤسسات السلطة للحكومة الجديدة الشرعية الفلسطينية الواحدة والعمل على اساس القانون". وتابع عباس الذي بدا غاضبا ان "مشروع الانقلابيين قصير العمر لا مستقبل له وسيصبح جزءا من ذكرى ماساوية في اقصر وقت.. وسنعمل لتجنيب الشعب الالام والماسي الناتجة عن هذا الانقلاب الغاشم. وسنستمر في التزاماتنا تجاه شعبنا". من جهة ثانية اكد ابو مازن "رفضنا التام لاي محاولة اسرائيلية تستهدف استغلال هذا الاستهتار الذي سار عليه الانقلابيون من اجل التضييق على شعبنا". واضاف "قدم الانقلابيون عبر اعمالهم الهوجاء اثمن الفرص لكل من يريد فصل غزة عن الضفة ومن يعمل على معاقبة شعب باكمله بسبب حماقة.. هؤلاء يريدون ان يعاقبوا الشعب الفلسطيني لان الاموال التي نعرف مصادرها يستطيعون ان يصرفوها على انفسهم كما فعلوا اثناء حكومتهم". ودعا الرئيس الفلسطيني الى اطلاق مفاوضات في اطار مؤتمر دولي. وقال "نؤكد على ضرورة انطلاق المفاوضات وظروفنا الحالية لا تمنع وذلك في اطار مؤتمر دولي يتم الاتفاق عليه".